دعاء للستر.. ردده عند الخوف من الفضيحة ومهما كانت المعصية

كثيرة هي الأحداث التي قد تصادف المسلم في رحلة حياته الخاصة، ويقع فيها في معصية يخسى انتشارها بين الناس ومقربيه، لذلك يسعى العبد للتقرب من الله وطلب الستر وإخفاء هذه المعصية مع العزم التام على التوبة منها وعدم تكرارها مرة تانية، لذلك سنقدم لكم في هذا المقال دعاء الستر، الذي يمكن للعبد أن يردده عند الخوف من الفضيحة ومهما كانت المعصية.

الستر

يتصف رب العزة بالستر، فهو القائم بتغطية عبده وحمايته من العيوب والأخطاء، وذلك أن الستر صفة مميزة لرب العزة، فهو الذي يحمي العبد ويكتسيه بالكرامة والحماية من العيون الجارحة، حيث أن الله رحيم وعطوف ويخاف على عباده أكثر من أي شخص آخر.

يستر الله عباده عند ارتكابهم للمعصية بناء على رحمته وعفوه، ويعني الستر أن يكون الله متسامحا ويخفي خطايا العباد ولا يعاقبهم على الفور عندما يخطئون، ومع ذلك، فإن الستر نعمة من الله وفضل كبير، وليس سببا للاستمرار في الخطأ أو التساهل في العصيان.

ويجب على المؤمن أن يعلم جيدا أنه حينما يرتكب معصية، فإنه يخالف إرادة الله ويخطئ في تنفيذ تعاليمه، ومع ذلك، يمنحه الله فرصة للتوبة والاعتراف بخطاياهم والعودة إلى طاعته، وإذا تاب الفرد من قلبه وعزم على ترك الخطأ والعودة إلى الله، فإنه يأمل في رحمة الله ومغفرته.

ويشجع الإسلام على الاعتراف بالذنوب و التوبة الصادقة، ويوصي المسلمين بعيش حياة تتوافق مع تعاليم الدين وقيمه الأخلاقية، فعندما يتوب الشخص ويسعى للتغيير، يأمل في نفس الوقت بستر الله وغفرانه.

ومن الأمور الهامة التي يجب أن يتذكرها المسلمون طيلة حياتهم، هي ضرورة الندم الصادق على الذنب والعزم على تجنبه في المستقبل، وأن الاستغفار والتوبة من أنجع الوسائل فعالية للتخلص من الذنوب.

ومن الجميل أن نتذكر أن الله رحيم وغفور، وأنه على علم تام بنية خلقه وأنهم ليسوا معصومين من الخطأ، لذا فهو يمنح فرصا للتوبة والتغيير، ويكافئ العباد الذين يسعون للتقرب إليه ويحاولون طاعته بالرحمة.

دعاء الستر

الدعاء واحد من أعظم أشكال العبادة، فهو تعبير صريح عن خضوع الإنسان لله تعالى وامتثاله لأوامره الجليلة، وذلك بأن الدعاء هو وسيلة تعبر عن الثقة الكاملة بالله عز وجل، وهو جل في علاه قد أمر المؤمنين بأن يتوجهوا إليه في جميع حالاتهم، سواء كانوا في سرور أو في ضيق، في أوقات الفرح والأحزان، وفي الخفاء وفي العلن.

والدعاء أعلى درجات العبادة، حيث أن من خلاله يتحقق الاتصال القريب والودي بين العبد وربه، ومع ذلك قد يعيش الإنسان في بعض الأوقات حالة من الغفلة ويقع في الزلات، ولا يوجد أحد من البشر معصوم من الخطأ إلا الأنبياء، لذا، يخشى الإنسان أن يفضح أموره ويبتلي الله عز وجل في دنياه وآخرته، ولذلك يلتزم المسلم الحق دائمًا بالدعاء، حيث يتضرع قائلاً:

“اللهم، أسترني فوق الأرض، واسترني تحت الأرض، واسترني واغفر لي يوم العرض، يا عظيم، يا كريم، يا أرحم الراحمين. اللهم، أستر عوراتي، وآمن روعاتي، واصرف عني كيد من يريد فضحي، يا رحمن يا رحيم. اللهم، إني أسألك الستر في الدنيا والآخرة، اللهم، استر زلاتي، واستر عوراتي، واجعلني من عبادك الصالحين”.

ويمكن للعبد أن يقول في دعاء آخر: “اللهم، أنت الغفار وأنت الستار، استرني بسترك الذي لا ينكشف، واصرف عنا شر عبادك من الجن والإنس. اللهم، اصرف عنا حسد الحاسدين، وألسنة الحاقدين، وكيد الكائدين يا رب العالمين. اللهم، يا أجود من سئل ويا أوسع من أعطى، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تسترني في الدنيا والآخرة، يا ستار يا رب”.

وطلبا للعافية والستر عند المعصية يقال: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.

وفي توحيد الله عند المعصية يقال: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.

وطلبا للستر: “اللهم استرني بسترك الجميل، وأخرج حب المعاصي من قلبي، وأجرني من خزي الدنيا والآخرة، واجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي ذريتي نوراً، يا رب السماوات والأرض”.

وخضوعا واعترافا بالخطأ يقول العبد: “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فانه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت، فأنت غفار الذنوب، وستار العيوب”.

وطلبا للحفظ: “اللهم أنت الحفيظ، وأنت الشهيد، وأنت الستار، وأنت الغفار، اللهم إني قد أخطأت وأذنبت بحق نفسي وحقك، فاغفر لي ما أسررت وما أعلنت، واسترني أمام خلقك يا عظيم”.

وطلبا للنصر والابتعاد عن العداء يقال: “اللهم انصرني على من عاداني، فأنت الملك الحق الناصر، اللهم إن نواصينا بيدك، وقلوبنا بين إصبعين من أصابعك، فأصلح حالنا واستر عيوبنا يا عظيم”.

ومن أكثر الأدعية تداولا في الصدد: “اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، اللهم نجني من الغم، كما نجيت يونس من بطن الحوت، اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي،  ففرج عني ما أهمني وأغمني، وتداركني برحمةٍ من عندك يا عظيم”.

وطلبا لتفريج الهموم ونسيان المعصية: “اللهم يا فارج الهموم، ويا مفرج الكروب، ويا من تقول للشيء كن فيكون، إني أسألك رحمةً من عندك، وستراً لي في سري وعلانيتي، وغفراناً لزلاتي ومعصيتي”.

وفي الاستعاذة من المعصية يقال: “اللهم نجني من نوازل بلائك، ومن زوال نعمك، ومن فجاءة نقمتك، وأسألك الغنيمة من كل بر،  والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة، والنجاة من النار، وألا يهتك أحدٌ من خلقك ستري، أو يتوكل أمري”.

وعند الرجوع لله وتذكير التوحيد يقال: “اللهم لا إله إلا أنت العظيم الحليم، لا إله إلا أنت رب العرش العظيم، لا إله إلا أنت رب السماوات السبع ورب الأرض وما بينهما رب العرش الكريم، أزل عني ما أهمني وأغمني، واسترني في الدنيا والآخرة، ولا تفضحني يوم ألقاك يا كريم”.

وشكرا لله على ستره يقال: “اللهم خلقتني ورزقتني وأكرمتني، وأعطيتني نعماً لا تعد ولا تحصى، اللهم اسدل علي خيام سترك، واسترني بين خلقك في الدنيا، واسترني يوم العرض عليك في الآخرة، ولا تكلني إلى نفسي أو إلى بشرٍ مثلي، اللهم امكر لي ولا تمكر بي، واحفظني بحفظك يا عظيم”.

دعاء الستر والفرج

يبحث الكثير من الناس عبر مختلف محركات البحث، وعند الوقوع في المعصية يبقى الباب الأول أمام العبد طلب للفرج ولستر هو الدعاء الصادق الخاشع، لذلك سنقدم فيما يلي دعاء الستر والفرج:

  • يقول العبد مناجي ربه: “اللهم فرج عنا ما أهمنا وأغمنا، ولا تكلنا الى أحدٍ غيرك واصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن”.
  • وطلبا لرضى الله تعالى يقال: “اللهم أنت حسبي ومقصودي، ورضاك أملي ومطلوبي، اللهم يا غفور يا رحيم، تُطاع فتَشكر، وتُعصى فتَغفر، اللهم إنك أنت الرؤوف بعبادك، ارأف بنا برحمتك يا أرحم الراحمين”.
  • وردعا للبلاء يقال: “اللهم إني أعوذ بك من نوازل البلاء، ومن الضراء والبأساء، ومن درك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء”.
  • وطلبا للعفو عند المعصية: “اللهم ارزقني عفوك، وشكرك، وذكرك، واصرف عني كربات الدهر وعوائق الأمور، واسترني فيما أسررت وما أعلنت، وكن لي عوناً على نوائب الدهر، واغفر زلاتي ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
  • وطلبا للحماية والستر: “اللهم إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، وإنه لا كاشف للضر إلا أنت، اللهم اجعل الخير رفيقي، والتوفيق دربي وصديقي”.
  • ويمكنه أن يقول أيضا: “اللهم إني  عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، اصرف عني الهم والحزن، وأجرني من عقابك، ومن شر عبادك”.

الأسئلة الشائعة

كيف استر نفسي من الفضيحة؟

ردد الدعاء التالي: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي”.

دعاء لمن خاف الفضيحه؟

بيمكن للخائف من الفضيحة عند ارتكابه لمعصية من الكبائر قول التالي: “اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم أسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض عليك”.

هل يغفر الله الفضيحة؟

يغفر الله لعباده الذنوب جميعا، فقط عليهم عدم تكرار المعصية والرجوع للطريق المستقيم وإعلان التوبة، لكن الكشف عن المعصية يكون في الغالب من تكراها أو الاستهانة بها.
تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *