دعاء الرزق الذي لا يرد .. مكتوب

تتنوع أشكال الرزق، فتشمل جوانب متعددة من حياة الانسان مثل المال والرحمة والمغفرة والعلم والتيسير والصحة والزواج والأولاد والكثير من النعم الأخرى، لذلك تعج محركات البحث على الأنترنت بحثا عن أدعية تساعد المؤمن على التقرب من الله وزيادة الرزق، وسنقدم في هذا المقال مجموعة من الأدعية المتنوعة التي يمكننا استخدامها لطلب الرزق من الله تعالى.

دعاء الرزق من السيرة النبوية

توجد العديد من الأدعية المأثورة التي يردد المسلم خلال يومه طلبا للرزق والبركة في المال، ولعل أبرز هذه الأدعية المنقولة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نذكر التالي:

يقال في دعاء الرزق الذي لا يرده الله تعالى لمؤمن خاشع صادق: “اللَّهُمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ العظيمِ، أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ و أغنِنا منَ الفقرِ.” وهذا الدعاء أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة الزهراء رضي الله عنها، رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأخرجه ابن حبان في الصحيح.

ومن أجمل أدعية الرزق أن يقول العبد مناجي ربه: “اللَّهُمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لما منعتَ، ولا رادَّ لما قضيتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ.” وهو من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه المغيرة بن شعبة لمعاوية بن أبي سفيان وأخرجه البخاري في الصحيح. ومن معاني هذا الدعاء الفضيل أن المؤمن يعتمد في رزقه على الله عز وجل، لأنه وحده المانع والمعطي، ولا يستطيع أحد أن يمنع ما يعطيه الله لعبده. ومهما امتلك العبد من مال وعظمة في الدنيا، فلا ينفعه ذلك إلا إذا كان برضا الله وبمشيئته.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في : “من قال هذا الدعاء زال عنه الدين لو كان بثقل جبل أُحد: اللَّهُمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتِي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَها، تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منها من تشاءُ، ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك.”

ومن الأذكار المستحبة في طلب الرزق يقول الله تعالى في سورة آل عمران: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.

وعن وصية النبي صلى الله عليه وسلم في طلب العبد للرزق أن يقول: “اللَّهُمَّ مالكَ الملْكِ، اللَّهُمَّ اغنني مِنَ الفقرِ واقضِ عنِّي الدَّينَ وتوفَّني في عِبادتِك وجهادٍ في سبيلِك”.

دعاء الرزق بآيات من القرآن الكريم

  • يقول الله تعالى عن الرزق في سورة البقرة آية 201: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، ويمكن القول بأن هذه الآية هي واحدة من أكثر الأذكار التي يرددها النبي صلى الله عليه وسلم كدعاء للرزق وطلب العافية والعمل الصالح.
  • وفي سورة آل عمران عن الرزق في الآية 8: “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) ، وفيها يدعي المؤمن الله بالثبات والهداية والرزق مع رحته عز وجل.
  • وفي سورة القصص الآية 24، يقول الله تعالى: “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير”، وتعتبر هذه الآية الكريمة واحدة من أبرز الأذكار التي يمكن للمؤمن قولها أثناء الدعاء لطلب الرزق.
  • ويؤكد الله تعالى على الاستغفار في كثير من آياته القرآنية، حيث يقول تعالى في سورة نوح آيات 10-12 : “اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”.
  • اللهُ يا كريم، اللَّهُمَّ يا ذا الرحمة الواسعة، يا مُطَّلِعَاً على السَّرائر والضَّمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضةً من فيضان فضلك، وقبضةً من نور سلطانك، و أُنسَاً وفرجاً من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كلّه ومقاليد كلِّ شيء، فهب لنا ما تقرّ به أعيننا، وتُغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون، يا كريم يا رحيم).

دعاء الرزق وتيسيره

  • كانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها تردد كل يوم سبت هذا الدعاء لما له الفضل في طلب زيادة الرزق والرحمة من الله تعالى: “اللَّهُمَّ افتح لنا خزائن رحمتك، وهب لنا اللَّهُمَّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً وفاقة، وبك عمّن سواك غنىً و تعفّفاً، اللَّهُمَّ وسّع علينا في الدنيا”.
  • وفي طلب الرزق وتيسير الأمور يستحب قول: “اللَّهُمَّ يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللَّهُمَّ إني أسألك رزقًا واسعًا طيبًا من رزقك”.
  • ويقال أيضا: “يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب) وهو من أفضل أدعية الرزق وتسهيل الأمور المالية وقضاء الحوائج”.
  • ويخشع العبد في دعاء طلب الرزق الحلال الواسع من غير إرهاق يستنزف قائلا: “اللَّهُمَّ ارزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، أعوذ بك من الفقر والدّين”.
  • وعن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه لعبد جاءه مستغيثا لعدم امتلاكه للمال ليعتق نفسه، فقرأ عليه علي رضي الله عنه هذا الدعاء وقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه إياه وهو يزيل الدين عن صاحبه حتى لو كان بمثقال جبل، ويقول هذا الدعاء: “اللَّهُمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، و أغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواك”.
  • ويقال في طلب فتح أبواب الرزق: “اللَّهُمَّ إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه”.

شروط استجابة دعاء الرزق

فيما يلي سنقدم لكم أبرز الشروط التي من الممكن أن تكون من أساسيات قبول أي دعاء:

  • يقول الله تعالى في ضرورة الاخلاص في الدعاء عند طلب الرزق: “فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” (سورة غافر الآية 14).
  • الإيمان التام بوحدانية الله وقدرته سبحانه وتعالى على تلبية الدعاء والاستجابة لعبده، مع ضرورة التبات في الايمان وبقاء على تواصل دائم مع الله تعالى.
  • الالتزام بأوامر الله عز وجل في السعي الدائم لكسب الرزق والاعتماد على الله تعالى، وعدم الانجرار إلى الأكل الحرام في العمل والرزق، فإن الدعاء بدون الالتزام بما ذكرنا لن يجعل الله يكرمنا بعطائه وعدم استحقاقنا له.
  • اختيار الأوقات الفضيلة للدعاء، مثل الدعاء في جوف الليل، الذي يقصد به الثلث الأخير من الليل، وأوقات أخرى كالوقت بين الأذان والإقامة، وبعد الانتهاء من فريضة الصلاة، وفي ليلة القدر.
  • الإلحاح في الدعاء وكثرة تكرار طلبه من الله تعالى، وذلك بثقة تامة بأنه لا يوجد من يستجيب لحاجاتنا سوى الله تبارك وتعالى.
  • من آداب الدعاء أيضًا أن يستخدم المؤمن صوتًا خافتًا أثناء دعائه، وذلك استجابةً لقوله تعالى: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (سورة الأعراف الآية 55).

وفي الختام، يجب أن نتذكر أن استجابة دعاء الرزق تتطلب الالتزام بشروط محددة، حيث يجب أن نكون مخلصين لله في عبادتنا ودعائنا، وأن نثق بوحدته وقدرته على منحنا الرزق، كما يجب أن نلتزم بأوامر الله في جهودنا لكسب الرزق وأن نتكل عليه دون اللجوء إلى الحرام، وينبغي أن نختار الأوقات الفضيلة للدعاء وأن نكثر من التضرع إلى الله تعالى بثقة وإيمان، وعند الدعاء، يجب أن نتحلى بالتواضع ونخفض صوتنا تلبيةً لأمر الله.

الأسئلة الشائعة

ما هو التسبيح الذي يجلب الرزق؟

“سبحان الله وبحمده” وقول “سبحان الله العظيم” وهذا بالرجوع لما جاء في الحديث الصحيح الذي روي عَنْ أَبي هُريرةَ، رضي اللَّه عنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «“كَلِمَتَانِ خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.

هل يأتي الرزق بالدعاء؟

يقال أنه إذا دعا العبد عُجل له رزقه، وإذا لم يدع أبطأ عنه رزقه، وفي جميع الأحوال فإن ذلك يوافق ما في القدر الأزلي والقضاء المبرم الذي لا يتخلف. والله أعلم.

ما هو سبب تأخر الرزق؟

إتيان المعاصي والمحرمات من أعظم أسباب حجب و تعسير الرزق عن العباد.

هل الرزق مكتوب ولا يتغير؟

الرزق مكتوب مقدر لا يزيد ولا ينقص، لكن على الانسان أن يعمل بالأسباب لطلبه والحصول عليه، وذلك لقول الله تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” الملك/15 .
اقرا ايضا:
تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *