دعاء تفريج الكرب والهم.. ردده وقت الضيق وشاهد النتيجة

لا يمكن للحياة أن تسير في مستوى متوازي طيلة الوقت، ذلك أن هناك الكثير من الفترات التي يعيش فيها المسلم بعض الشدائد والكرب، الت يشعر فيها بحزن وضيق شديدين، ولذلك يبقى الدعاء في مثل هذه اللحظات من الأشياء المهمة التي تساعد الفرد على التجاوز وتخطي جميع الشدائد، وهنا يمكن القول على أن دعاء الكرب واحدا من أهم الأدعية وأكثرها بحثا على الأنترنت.

الكرب

الكرب أو الشدة، مصطلحان يستخدمان لوصف حالة الصعوبة أو الضغوط النفسية والعاطفية التي يمر بها الفرد في مرحلة معينة من حياته.

ويشير الكرب إلى الضيق النفسي والتوتر والحزن الشديد الذي يمكن أن يتسبب فيه مواقف صعب أو محنة في الحياة بشكل عام، حيث يكون الكرب ناتجا عن خسارة عزيزة، أو أزمة مالية، أو حتى مشاكل في العلاقات الشخصية، أو ربما مرض خطير، أو أي سبب آخر يسبب توترا وقلقا شديدين.

وتتفاوت درجة وحدة الكرب من شخص لآخر، حيث يمكن أن تكون عند بعض الأشخاص القدرة أكثر على التعامل مع المواقف الصعبة والمحن بصورة أفضل من غيره، ومع ذلك، فإن الكرب يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العامة والعافية النفسية إذا لم يتم التعامل معهما بشكل صحيح، حيث يبقى الدعاء والتقرب من الله تعالى أولهما وأكثر الحلول نجاعة.

والكرب في الإسلام، يعتبر جزءا طبيعيا من الحياة البشرية، حيث يكون نتيجة التحديات الشخصية التي يخوضها الانسان، أو صورة من صور الاضطهاد، أو الفقر، أو الأمراض، أو فقدان الأحباء، أو غيرها من الأحداث المؤلمة.

وفي ديننا الإسلام، يعتبر الكرب فرصة للتقرب إلى الله وزيادة الإيمان، فيعلم المسلمون أن الله الواحد الحكيم يختبرهم بالكروب لاختبار صبرهم وإيمانهم، وقد يكون هذا الاختبار بمثابة تكفير للذنوب وتطهير للروح، حيث أن الكرب يجلب مكافآت في الدنيا والآخرة، وأن الله يكون مع الصابرين ويعوضهم بالثواب العظيم.

ويوجد العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تشجع المسلمين على التصبر والاحتساب في الكرب، فعلى سبيل المثال، يقول الله في القرآن الكريم في سورة البقرة (الآية 155): “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين”.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الكرب فرصة للتضامن والتعاون بين المسلمين، حيث يحث الإسلام على مساعدة الآخرين الذين يعانون من الكروب وتخفيف معاناتهم.

بشكل عام، ينظر إلى الكرب في الإسلام على أنه جزء لا يتجزأ من التجربة البشرية، ويُعتبر فرصة للتطهير الروحي والاقتراب من الله وتعزيز الإيمان.

دعاء الكرب

هناك العديد من الأدعية التي يمكن استنباطها من السيرة النبوية والقرآن الكريم، على اعتبارها من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يرددها في أي وقت طلبا للمساعدة والمساندة من الله تعالى، في سبيل تخفيف الشدائد وتجاوزها.

  1. وأول ما يمكن للعبد أن يردد في شدته على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد بأن هذا الدّعاء، ما قاله أحد إلا أذهب الله همّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا: “اللَّهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدْلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيْتَ به نفسَك، أو علَّمْتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حَزَني، وذهابَ همِّي”.
  2. ويمكن للمؤمن أن يردد أيضا: “اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ”.
  3. .ويمكن القول: “لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ الكريمِ لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ العظيمِ لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ الكريمِ لا إلهِ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ”.
  4. وفي الاستعاذة بالله في المشاكل والهموم يردد: “للهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ و الحزنِ، و العجزِ و الكسلِ، و البُخلِ و الجُبنِ، و ضَلَعِ الدَّينِ، و غَلَبَةِ الرجالِ، اللَهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا”.
  5. وهناك من يحث على الإكثار من الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد روي عن أبي بن كعب قال، قلت: (يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال: إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ”.
  6. ويقال أن من دعا هذا الدعاء فكأنما لو كان عليه مثل جبل دينًا أداه الله عنه: “اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ”.
  7. ويقال أيضا: “اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ و أَغْنِنا مِن الفقرِ”.
  8. ويقال في دعاء الكرب أيضا: “اللهم إني أسألك فرجًا قريبًا، وصبرًا جميلًا، ورزقًا واسعًا، والعافية من البلايا، وشكر العافية والشكر عليها، وأسألك الغنى من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم إني أسألك بحق السائلين، و بأسمائك العظمى والحسنى أن تكفني شر ما أخاف وأحذر فإنك تكفي ذلك الأمر”.
  9. وعن ضعف العبد و شدة الضياق يقال: “اللهم لا طاقة لي بالجهد ولا قوة لي على البلاء، فلا تحرمني العافية والرزق ولا تكلني إلى خلقك بل تفرد لي بحاجتي وتولني برحمتك، فإنك إن وكلتني إلى نفسي عجزت عنها، وإن وكلتني إلى خلقك ظلموني وحرموني وقهروني ومنوا علي، فبفضلك يا الله أغنني، وابسط لي، واكفني، وخلصني واجعل رضاي فيما يرد علي منك، وبارك لي فيما رزقتني وفيما خولتني واجعلني في كل حالاتي محفوظ مجار، واقضِ عني كل ما علي لك في وجه من وجوه طاعتك أو لخلقك، فأنت تعلم عظم ضعفي وكثرة ذنوبي وضعف بدني وقوتي وغفلتي، فأدي ما لهم علي عندك يا عظيم فإنك واسع كريم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنّ هذا الدّعاء ما قاله أحد إلا أذهب الله همّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا”.
  10. ويقال في الشدة أيضا: “اللَّهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدْلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيْتَ به نفسَك، أو علَّمْتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حَزَني، وذهابَ همِّي”.

فضل دعاء الكرب

توجد أذكار وأدعية مهمة لتخفيف الهموم والمتاعب، ومن بين هذه الأذكار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك استناداً إلى الحديث الذي يروي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟” فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “ما شئت”، فقال الرجل: “الربع؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما شئت، وإن زدت فهو خير لك”، ثم قال الرجل: “النصف؟” فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بنفس الجواب، وكذلك عندما اقترح الرجل الثلثين والصلاة كلها للنبي صلى الله عليه وسلم، فأكد له النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك سيكون كافيًا لتفريج همه ومغفرة ذنبه.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستغفار المتواصل يعد أيضا فضيلة مهمة لتخفيف الهموم، فعلى الشخص أن يكثر من الاستغفار، وأن يصلي ويسلم على رسول الله، وأن يدعو بالاسم الأعظم، وأن يستعين بدعاء الكرب، وأن يتوجه بدعاء يونس عليه السلام، كما ورد في قوله تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجعلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”، وأيضًا قوله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. وأيضًا يمكن أن يستدعي الشخص دعاء ذو النون عليه السلام عندما كان في بطن الحوت، حيث قال: “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”، وقد ثبت أنه لم يدع بها مسلم إلا استجاب الله له في تخفيف همه ومشكلته.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *