أي تأثير لاستقالة بيدرو سانشيز من رئاسة الحكومة الإسبانية على العلاقة بين الرباط ومدريد؟

أثار خبر تلويح رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بالاستقالة، على خلفية التحقيق الذي فتح مع زوجته، في شبهات تتعلق بالفساد، مخاوف سياسية، من عودة العلاقة الإسبانية المغربية، إلى نقطة البداية، بعدما عرفت تحسنا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، على إثر تغيير مدريد موقفها من نزاع الصحراء المفتعل، ودعمها مبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كأساس لحل النزاع، الأمر الذي دفع العلاقات بين البلدين إلى الانفراج، مع آفاق جديدة تتطلع نحو المستقبل.

ولعل ما زاد من هذه المخاوف، هو إمكانية صعود الحزب الشعبي اليميني إلى سدة الحكم، لا سيما وأن رفاق ألبرتو نونيز فيخو، لا يفوتون الفرصة لتوجيه سهام نقدهم نحو بيدرو سانشيز، على تمسكه بتطوير العلاقة مع المغرب، خاصة في مجالي التعاون الأمني والاستخباراتي، وكذا إصراره على الحفاظ على متانة العلاقات بين البلدين الجارين.

علاقة استراتيجية متقدمة

ووفي هذا السياق، أكد محمد الغالي، المحلل السياسي، على أن “العلاقة بين مدريد والرباط، هي علاقة استراتيجية، وصلت إلى مستويات جد متقدمة، خاصة في ظل مختلف التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، وأمام مختلف التهديدات المتعلقة بالهجرة، والإرهاب، والمخدرات، وغيرها”.

وأشار الغالي في تصريح لـ”بلادنا24“، إلى أن الشراكات الاقتصادية، والاستخباراتية، والتاريخ الدبلوماسي للمغرب وإسبانيا، والمواضيع الاستراتيجية التي تتعلق بالأمن القومي المشترك بين البلدين، “تتجاوز كل الإكراهات التي من شأنها أن تعصف بهذه العلاقة المتينة”. مضيفا بالقول: “واهم من يعتقد أن وجود، أو عدم وجود بيدرو سانشيز، سيؤدي إلى انقلاب سلبي في العلاقة بين مدريد والرباط”.

مساهمة سانشيز في تطوير العلاقة

هذا، وذكر عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، أن “سانشيز، كشخصية سياسة ساهمت بشكل كبير في حل عدد من النقاط الخلافية بين بلاده والمغرب، وكسر الجليد الذي عصف بعلاقة بين البلدين، وهو الشيئ الذي ساعد إسبانيا على تحقيق عدد من النقاط الإيجابية المتعلقة بأمنها القومي”. مشددا على أن “المملكة المغربية تربط علاقاتها الدبلوماسية دائما بشكل موضوعي واستراتيجي، يخدم مصالحها، ومصالح الدول الصديقة”.

أوضح المتحدث، أن “ما حققه بيدرو سانشيز مع المملكة، لم يأتي بمبادرة شخصية، وإنما تداخلت فيه أجهزة دولة بأكملها، بموافقة الأغليبة المطلقة، وباقتناع مطلق، على أن المغرب شريك أساسي لإسبانيا على كل المستويات، الاقتصادية، السياسية، الاستراتيجية، والأمنية، وغيرها.

مراعاة مصالح الشعبين

وبخصوص المخاوف، أوضح محمد الغالي، في معرض حديثه، أن “استقالة بيدرو سانشيز، خصوصا في هذه الظرفية، من الممكن أن تعرف من خلالها العلاقة المغربية الإسبانية، بعض البرود في فترة معنية، وهو شيئ طبيعي يحصل في أي مرحلة انتقالية لأي حكومة”. مسترسلا أن “العلاقة بين مدريد والرباط، وصلت إلى مستويات قياسية من الثقة المبنية على أسس متينة وواقعية، تراعي المصلحة المشتركة لكلا الشعبين، المغربي والإسباني”.

موقف إسبانيا من مبادرة الحكم الذاتي

وفيما يتعلق باحتمالة صعود حزب اليمين الإسباني إلى سدة الحكم، عبر تنظيم انتخابات سابقة لأوانها، وكذا إمكانية تغيير موقف إسبانيا اتجاه قضية الصحراء المغربية، أوضح المحلل السياسي، أن “حزب اليمين الإسباني المتطرف، له أدواره ومواقفه، إلا أن تغيير موقف دولة اتجاه دولة أخرى، ليس بتلك السهولة التي يراها البعض”.

صمود المغرب أمام التحديات

وفي الختام، شدد الغالي، على أن “المملكة المغربية لها من المقومات ما يجعلها صامدة أمام عدد من التحديات، ومدافعة عن مصالحها القومية ووحدتها الترابية، من خلال إجبار الأطراف الأخرى على احترام سيادتها على أقاليمها الجنوبية كونها خط أحمر لا يمكن المساومة فيه”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *