طلبة الطب يمدون اليد للحكومة.. ويكشفون سبل تجاوز شبح “سنة بيضاء”

في خطوة تهدف إلى إعادة بناء جسور الحوار والتواصل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قرر اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، تأجيل المسيرة الوطنية المقررة يوم 6 ماي المقبل، كبادرة حسن نية، لوقف هذا الاحتقان الذي عصف بالموسم الجامعي الحالي.

وبسبب انعكاساتها السلبية والجسيمة على الجسد الطلابي، وكذا إعاقة التقدم السليم لمشروع تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، الذي تبنته البلاد كعنوان كبير ورئيسي لإصلاح المنظومة الصحية، استنكرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، “الأقوال الرائجة حول السنة البيضاء، الذي باتت تتردد في الآونة الأخيرة، خصوصا مع غياب بوادر انفراج هذه الأزمة التي تزيد حدتها يوم بعد يوم، لا سيما وأن الموسم الجامعي على مشارك الإنتهاء”، وفق بلاغ لها.

الاستعداد للحوار المسؤول

وفي هذا الإطار، قال مصدر من داخل اللجنة الوطنية، إن “تملص الجهات المعنية اتجاه الملف المطلبي للطلبة، واستمرارها في إغلاق باب الحوار في وجههم، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاحتقان خلال الأيام المقبلة”. مشددا على أنه “مازال باستطاعة الحكومة، إنقاذ الموسم الدراسي الجامعي من شبح سنة بيضاء، من خلال تجاوبها بسرعة كبيرة مع الملفات المطلبية لطلبة الطب”.

وأكد المتحدث ذاته، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ”بلادنا24“، على “استعداد طلبة الطب لأي حوار بناء ومسؤول يساهم في حلحلة فعالة للوضعية الحالية، وكذا انفتاحهم على مناقشة جميع المقترحات، وذلك نظرا لوعيهم الطلابي العالي بحس المسؤولية اتجاه تكوينهم، ومستقبل القطاع الصحي بالبلاد، ورغبتهم في المساهمة في تجويد العرض الصحي، باعتبارهم كفاءات الغد، والجيل القادم الذي سيحمل مشعل مسؤولية صحة المواطن المغربي لسنوات عديدة قادمة”.

وبخصوص كيفية استدراك الوقت الذي ضاع، بحسب المصدر ذاته، فإنه “يمكن تجنب هدر الزمن الدراسي، ومساعدة طلبة الطب على إكمال مقرراتهم الدراسية، من خلال وقف نزيف هذا الاحتقان، وعودة جميع الطلبة إلى مدرجات الكليات، وذلك من خلال إيجاد حل توافقي يضمن لهم جودة التكوين، ويعيدهم إلى أماكنهم الاعتيادية”.

استمرار لقاء مختلف الفعاليات

وفيما يتعلق باجتماعات طلبة الطب مع الأحزاب السياسية، وهيئات المجتمع المدني، ومدى نجاحها في التخفيف من حدة هذه الأزمة، أشار عضو  اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، إلى أن هذه اللقاءات ما زالت متواصلة، “إما مباشرة، أو عن بعد، وآخرها كان مع لجنة التعليم العالي والشؤون التقافية والاجتماعية داخل البرلمان، والتي تعهدت بتتبع الملف المطلبي لطلبة الطب أثناء الأزمة وبعد انتهائها”، بحسب المصدر ذاته.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، قد أعلن أنه تمت الاستجابة لأغلب المطالب التي تخص طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، موضحا: “استجبنا لـ45 مطلبا من أصل 50، تقدمت به تنسيقية طلبة كليات الطب، فيما لا يزال النقاش بشأن النقاط الخمسة المتبقية قائما”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *