سكينة العلمي لطالما يتم تسليط الضوء على الممثل فقط في كل عمل فني، دون الالتفات إلى المجهود الكبير الذي تقوم به عناصر أخرى في الخفاء، أبرزهم السيناريست، الذي يعد العنصر الأهم والقلب النابض لأي عمل، سواء في السينما أو التلفزيون، فهو الذي يرسم الملامح الأولى للقصة والشخصيات.
وفي هذا الصدد، نذكر المبدعة والمميزة فاتن اليوسفي، من أبرز كاتبات السيناريو في المغرب، والتي ارتبط اسمها في السنوات الأخيرة بأشهر المسلسلات الدرامية والاجتماعية الناجحة، التي أبدعت في كتابتها وحرصت من خلالها على إيصال رسائل مهمة إلى المتلقي.
كما تألقت هذه الأخيرة، خلال السباق الرمضاني هذه السنة كعادتها، بتقديمها عملين مختلفين، وهما المسلسل الجديد “عايشة”، والموسم الثاني من مسلسل “لمكتوب”، اللذان يحققان نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة عالية بعد عرض أولى حلقاتهما.
فمن خلال المسلسل الأول “عايشة”، حاولت فاتن تجسيد قصص حياتية تعيشها الأسرة المغربية في الواقع المغربي، حيث يتناول قصة امرأة تدعى عايشة، أخت كبرى وأم في نفس الوقت، تتميز بالرصانة والحكمة، مطلقة ومسؤولة عن ثلاث بنات، إذ تحاول جاهدة توفير جو مستقر لهن والحرص على تربيتهن.
كما حرصت فاتن اليوسفي، على إيصال الطريقة الصحيحة التي يجب أن تتعامل بها كل أم مع بناتها ومحيطها، وصرحت هذه الأخيرة سابقا، أن “المسلسل لا يتكلم عن شخصية عايشة فقط، وإنما بلسان العديد من النساء اللواتي لا يعشن من أجل أنفسهن وإنما من أجل المجتمع”.
وبخصوص الموسم الثاني من مسلسل “المكتوب”، حرصت فاتن على إعطاء مساحة أكبر للشخصيات التي كانت تبدو ثانوية في الجزء الأول، لإضفاء جرعة من التشويق والمفاجآت في الأحداث بين أفراد عائلة “المعطاوي”، حيث أعطت فرصة للجمهور ليغوص مع مختلف الشخصيات ويعيش معها مختلف المشاعر من قبيل، الطمع، الانتقام، الحب، الغدر، الحزن، المعاناة، القوة، الضعف وغيرها.
وبدورها، وجهت كاتبة السيناريو فاتن اليوسفي الشكر للجمهور عبر صفحتها الرسمية بمنصة “انستغرام”، سواء على تعليقاته الإيجابية أو انتقاداته، معبرة: “شكرا، أقرأ دوما تعليقاتكم، رسائلكم وخاصة انتقاداتكم، الأفضل سيأتي، والقصة تستمر مع الموسم الثاني من لمكتوب كل يوم على القناة الثانية، ومع عايشة كل إثنين على الأولى”.
ليتفاعل معها مجموعة من أصدقائها الفنانين، إلى جانب رواد منصات التواصل الاجتماعي، عبر خاصية التعليقات، يحيونها على مجهودها الكبير، حيث تعمل فاتن دائما على تجديد وتطوير السيناريو في الدراما المغربية، معتبرين أنها من “أحسن السيناريست في المغرب”، حيث علقت إحدى المتابعات: “تبارك الله عليك فاتن، منين كنشوف سميتك في الجينريك كنكون متأكدة أن العمل غايكون زوين وكنقول خاصني نتفرج لأنني كنتيق في الكتابة ديالك”.
وخلال تصريحاتها السابقة، تؤمن فاتن اليوسفي أن “الحياة اليومية تزخر بالعديد من القصص والحكايات”، أي أنها تستلهم الشخصيات من الواقع، بسلبياته وإيجابياته بإحباطاته وآماله، معتبرة أن تركيبة الشخصيات وقربها من الواقع هي الركيزة الأساسية التي تنبني عليها قصة العمل.
