توثيق مراسيم دفن الأقرباء يعيد نقاش “حرمة الميت”

أثارت واقعة وفاة “اليوتيوب” المغربية، شيماء بن سعيد، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وما تلاه من توثيق لمراسيم الدفن والجنازة، جدلا كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما قامت عائلة الراحلة باتهام الزوج باستغلال المحنة لزيادة نسبة المشاهدات.

وبعد ساعات من إعلان خبر وفاتها، ومعه نهاية مؤثرة لقصة حب تابعها ملايين المغاربة، تداولت صفحات خاصة بأخبار الفن والمشاهير، صور ومقاطع للراحلة أثناء الجنازة، قام بنشرها زوجها “المؤثر”، المعروف بـ”نوري”، الشيئ الذي أعاد للنقاش موضوع “حرمة الميت”، في زمن قطع فيه الخيط الرفيع بين العالم الافتراضي والواقعي، واشتبكت الأمور إلى حد لا يمكن التّفريق بينهما، ويصعب معه تمايزهما.

حادثة استغلال وفاة المؤثرة من طرف زوجها، رافقها استياء شديد من قبل بعد المشاهير، على رأسهم الفنانة سلوى زرهان، التي عبرت عن استغربها من ما أصبحت عليه منصات التواصل الاجتماعي، وتأثيراتها السلبية على الأشخاص الذين يسعون إلى زيادة نسبة المشاهدات، من خلال استغلال مآسيهم للتأثير في الناس.

ووجهت زرهان سؤالا إلى متابعيها في مقطع فيديو، شاركته عبر خاصية “ستوري”، قائلة: “كيفاش واحد توفاة ليه الواليدة ديالوا ولا باه ولا زوجة ديالو.. عندو الوقت يصور ويدير مونطاج وموسيقى حزينة وينشر داكشي فستوري، واش لهاذ الدرجة مواقع التواصل الإجتماعي خرجوا على الناس؟”.

ظاهرة “البوز”، واستغلال المآسي التي رافقت وفاة “المؤثرة” شيماء، التي اشتهرت قيد حياتها، بتقديم المحتوى على” السوشيال ميديا”، ونشر العشرات من الفيديوهات على “تيك توك”، ليست هي الأولى في المغرب، إذ سبق لحالات مشابهة أن لقيت جدلا كبيراً لنفس السبب.

ورغم المميزات الإيجابية التي حققتها الشبكات الاجتماعية، ومساهمتها في التواصل السريع وغير المكلف بين الأصدقاء، وتقديم المعلومة بسرعة وغيرها، إلا أنها من ناحية أخرى، أثّرت على العديد من المجالات الحياتية بشكل سلبي، بحيث سلبت الدهشة، وأصبح كل ما يرى عاديا، حتى ولو كان الموت.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *