نجوم “الراب” يتخلون عن مشاكل الشعب في سبيل “الحب” الذي يوصل للمهرجانات

لم تكن لغير مغني الراب، سلطة التعبير بمختلف أنماط اللغة والتعابير عن مشاكل وهموم الشعب، فالمعروف أن نجوم “الطراكات” كانو أبطال الضعفاء، المنمقين والحاطين على تفاصيل الحياة الاجتماعية والأزمات التي يدور في فلكها المواطن البسيط.

عندما نتحدث عن الراب، نتحدث عن الرسالة والمضمون القوي والجزيء، ضرب صريح في السياسين وفي كبار الشخصيات القائمة على رأس مختلف المؤسسات الاجتماعية، سلطة خولت لهؤلاء النجوم فرصة التقرب من الشعب على غير البقية، فن نزيه ولو تشوهت قوافيه بعبارات نابية منحطة انحطاط الواقع والحياة المعاشة.

وهكذا، فبعدما كان “الراب” وسيلة للعديد من المغنين للتعبير عن استيائهم ومعارضتهم للأوضاع المزرية التي يواجهونها شأنهم شأن عامة الشعب، أضحى بعضهم الآن يتخلى عن هذا الدور شيئا فشيئا وبمجرد حصولهم على شهرة واسعة، جعلت أغانيهم تنزلق عن موضع الحق باتجاه اختيار قصص الحب والغزل.

وبالرغم، من الانتقادات اللاذعة التي كانت توجهها أغاني “الراب” للمسؤولين والسياسيين في البلاد، على اعتبار أن التجريح والانتقاد الجريء هما السمة المميزة لمغنيي هذا النوع من الموسيقى، لم ترى وجوههم لمحة خوف أو تراجع مهما كانت الرسائل قاسية.

ونتيجة هذا الحال، أن الكثير من نجوم “الراب” تم استبعادهم عن الفعاليات الفنية الرسمية، غير هذا فقد قادت العديد من الأغاني التي تحمل رسائل سياسية وانتقادات لاذعة إلى اعتقال أصحابها في أكثر من مناسبة، مما أجبر بعضهم على التراجع عن الساحة الفنية أو تغيير أسلوبهم.

وبتوالي السنوات، بدأت مجموعة من مغني “الراب” في التواصل والمصالحة مع السلطة، حيث قاموا بتلطيف كلماتهم التي غالبًا ما كانت محملة بالانتقادات أو تحتوي على لغة جريئة، بهدف التخلص من صورة “الفنان المنبوذ”، اعتمدوا في المقابل على موضوع “الحب” والقضايا العاطفية لتحقيق هذا التحول.

وكمثال على ما سبق، يمكن أن نذكر مغني “الراب” المعروف بلقب “سبعتون” الذي غنى في أحدث أعماله عن مفاهيم الحب والرومانسية، بعيدًا عن المواضيع الاجتماعية التي كانت سائدة في مجموعة كبيرة من أعماله الفنية، حيث يجسد في هذا الألبوم دور رجل عاشق يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره للطرف الآخر أو إظهار مشاعره الحقيقية، نتيجة لتحديات في التعبير عما يختلج به داخله.

ويمكن أن نذكر أيضا، الفنان المعروف عند جمهوره بلقب “الحر”، الذي اشتهر في بداياته بأداء قوافيه بطريقة فريدة، وهو الآن يستعد لإصدار أغنية جديدة تتناول قصة “الحب” بطريقة تسلط الضوء على الصراعات والانفصالات في العلاقات العاطفية.

وبعد أن كان “مسلم” الرابور الأول الذي اشتهرت أغانيه المميزة بمواضيعها عن الأسرة والمجتمع المغربي وصعدت للصدارة وطنيا ودوليا، اتجه هو الآخر في السنوات القليلة الماضية، للغناء عن الحب مع زوجته أمل صقر، وحتى أغانيه الحالية تتحدث عن مواضيع اجتماعية هادئة أغلبها عن الأم.

ومن جهته، كان “لارتيست” واحد من أبرز الشخصيات الفنية التي تميزت بإصداراتها الفنية المليئة بالجرأة وحب التعبير عن دواخل المجتمع، لكن توالي اصداراته عن الحب والانتقال من سياسة الانتقتاذ لتلطيف الأجواء بالعواطف أمر يزيح اسمه جليا عن منظومة “الراب” الحقيقة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *