خديجة أسد وعزيز سعد الله.. ثنائي مميز جمعه الفن وفرقه الموت

قلما نجد زيجات ناجحة ومستمرة لسنوات في المجال الفني، وأفضل نموذج يذكر في هذا الصدد، علاقة الثنائي المميز، الفنانين خديجة أسد وسعد الله عزيز، التي دامت أكثر من 50 سنة.

هذا الثنائي الذي ملك قلوب الجمهور المغربي، من خلال مسيرته الحافلة بالعطاء سواء على مستوى المسرح، التلفزة والسينما.

لقاؤهما الأول:

رأت خديجة أسد النور في مدينة الدار البيضاء بداية الخمسينات، كانت شغوفة بالفن منذ نعومة أظافرها، لتفكر في دخول مجال المسرح والتمثيل من أبوابه الواسعة، حيث التحقت بالمعهد البلدي للموسيقى والرقص والفنون الدرامية بالدار البيضاء.

هذا المكان الذي شهد بداية قصة حب فريدة، جمعت بينها وبين زوجها ورفيق دربها الراحل عزيز سعد الله، المزداد بنفس المدينة ويكبرها بسنتين.

بدأ سعد مشواره الفني بتقليد الفنانين الكبار، أبرزهم الكوميدي العالمي تشارلي تشابلن، مما جعله محط اهتمام المخرجين في الستينات.

لينطلق بعد ذلك مع حبيبته، ويشقا طريقهما في مجال المسرح، مسيرة فنية عنوانها الحب، الصدق والشغف.

مسيرة فنية حافلة:

شكل الثنائي سعد وخديجة فرقة مسرحية اسمها “مسرح الثمانين”، سنة 1980، قدمت عروضا مختلفة داخل وخارج المغرب، وشكلت هذه الأخيرة نقطة تحول في مسارهما، ومن أبرز المسرحيات التي أنتجتها مسرحية “كوسطة يا وطن”، “برق ماتقشع”، “سعدك يا مسعود”، “فكاك لوحايل”، “خلي بالك من مدام” وغيرها.

ومن نافذة المسرح، ذاع صيتهما ليحلا ضيفين على شاشة التلفزيون، حيث ظهرا معا كزوجين في العديد من الأعمال الكوميدية التي ترسخت في ذاكرة المغاربة، من قبيل، “هو وهي”، “صور ضاحكة”، “لالة فاطمة” بمواسمها الثلاث، “بنت بلادي”، “دور بيها يا الشيباني”.

ولا ننسى المجال السينمائي، حيث برع الاثنان في العديد من الأعمال أشهرها فيلم “نامبر وان” سنة 2009.

ثنائي تألق في المسرح، التلفزة والسينما، بتعاون وجدية إنتاجا، تشخيصا، إخراجا وتأليفا.

وبعد سنوات من الإبداع، قرر الثنائي مغادرة أرض الوطن، متجهين نحو كندا سنة 2003، ورغم ابتعادهما عن الوطن إلا أنهما لم يبتعدا عن الفن، إذ قدما العديد من الجولات الفنية والعروض الكوميدية للجمهور المغربي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتكللت تجربتهما بالعديد من الجوائز في مختلف المهرجانات الدولية تقديرا لدورهما البارز في المجال الفني.

فراق إلى الأبد

علاقة وطيدة، رابطة زواج قوية لم يستطع أحد فسخها أو حلها إلا الموت، غادر النصف الأول سنة 2020 بسبب السرطان، تاركا نصفه الثاني يتألم من لوعة الفراق وآلام السرطان، وبذلك تنتهي حكاية الثنائي.

حيث ودعت الساحة الفنية يوم أمس الأربعاء الفنانة المغربية، خديجة أسد، تاركة وراءها مسارا ومحبة كبيرة في قلوب جمهورها ومحبيها.

بلادنا24سلمى جدود 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *