حوار .. الطيب حمضي لـ”بلادنا24″ : نحن أمام موجة جديدة لكوفيد

بلادنا24 – أجرت الحوار: نادية بالمعطي |

بعد شهور من الاستقرار الوبائي، أعلنت الحكومة المغربية عن قلقها بسبب المنحى التصاعدي لعدد حالات الإصابة بفيروس كورونا. ودقت الحكومة على  لسان ناطقها  الرسمي مصطفى بايتاس، ناقوس الخطر، مُبرزا  أن المغرب ” خرج من الوضع المريح الذي كان عليه، وأصبح في وضع مقلق”.

ووسط مخاوف المواطنين من الوضع المقلق الناجم عن عودة ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد، والتساؤلات المثارة حول إمكانية العودة للحجر الصحي وفرض التدابير الاحترازية والإغلاقات..، ارتأينا في موقع بلادنا 24، أن نطرح هذه التساؤلات على الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحي.. فكان هذا الحوار.

هل نحن أمام موجة جديدة لانتشار  فيروس كوفيد 19،  في ظل ارتفاع عدد الإصابات في الفترة الأخيرة ؟

إن انتقال الوضعية الوبائية من أخضر ضعيف إلى المستوى البرتقالي، يعني وجود مؤشرات تؤكد على أن الفيروس عاد للانتشار وبسرعة أكبر في المغرب، حيث كنا نسجل حوالي 30، 40، إلى 50 حالة يومية خلال الأسبوعين المنصرمين، ونحن الآن تجاوزنا 900 حالة يومية، حيث تم تسجيل اليوم 966 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الـ 24 ساعة الماضية، كما أنه بالنسبة لـمعدل إيجابية التحاليل، كنا نجد من بين 100 تحليله في اليوم، 0.5 في المائة من التحاليل الإيجابية، إلا أنه يوم أمس وصلنا لـ 12 في المائة من التحاليل الإيجابية، أي بمعدل تكاثر 1.19، وهذا ما يؤكد أننا فعلا في اتجاه ارتفاع و انتشار جديد للفيروس في المغرب.

إضافة إلى أن المتفرع BA2 أصبح هو السائد في المغرب أكثر من BA1، كما أنه تم اكتشاف متحور جديد BA5، وهو الذي جاء من افريقيا وانتقل لدول أوروبية، حيث أنه ينتشر بسرعة ويفعل موجات جديدة. نحن،إذن، أمام موجة جديدة لـكوفيد19، خيث الفيروس يتفشى بوثيرة سريعة، ومن المتوقع أن تزداد حالات الإصابة خصوصا مع فصل الصيف، حيث تكثر الرحلات والتجمعات سواء العائلية أو الترفيهية(..).

ما هي الأسباب التي أدت إلى العودة  لارتفاع حالات الإصابة بكوفيد 19بهذا الشكل؟

من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت حالات الإصابة بالفيروس تعود للارتفاع بوثيرة كبيرة، نجد تحركات المواطنين والأسفار والرحلات التي ستزداد مع دخول فصل الصيف، زيادة على  عمليات التلقيح التي أصبحت بطيئة، كما أن  الأشخاص الذين خضعوا للتلقيح في وقت سابق، لم تعد لهم المناعة الكافية، على  اعتبار أنه مر  وقت طويل  على أخذهم الجرعة الأخيرة، ويإذا كان التلقيح يحمي إلى حد ما من الحالات الخطيرة والوفيات،  إلا أنه لا يحمينا من الإصابات الجديدة.

لكن لحسن الحظ، لا نتوقع كثرة  في الوفيات، أو تسجيل حالات خطيرة كما في السابق، لأن هناك مناعة سكانية وعدد كبير من المغاربة ملقحين، حيث أن هذه المناعة السكانية ستساهم في حماية الصحة العامة من الوباء، لكن لا تحمي الأشخاص  غير الملقحين، واللذين يتجاوزون الستين من عمرهم، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة..، مع الأسف فإن هؤلاء الأشخاص يمكن أن نشاهدهم بكثرة في أقسام الإنعاش ، إذا ما بقيت حالات الإصابة في الارتفاع وإذا لم نتحد جميعا من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الإصابة بالفيروس.

ما الذي ينبغي فعله حاليا من أجل تفادي الإصابة بالفيروس ومن أجل أن نمر جميعا من هذه الموجة الجديدة بأقل الخسائر؟

أمام ارتفاع عدد الحالات، ومن أجل أن لا يكون هذا الوقع قويا، وأن لا يصبح عدد الوفيات كبيرا، يجب أولا: على الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 سنة فما فوق، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، واللذين يتناولون أدوية تضعف مناعتهم، أن يكونوا قد أخذوا جرعات التلقيح (الأولى والثانية والثالثة)، لأنهم هم من سيدفعون الثمن بالدرجة الأولى.

ثانيا: إن الفيروس يتنقل وينتشر في الأماكن المغلقة التي تنعدم فيها التهوية، حيث أن ذلك هو مكانه المفضل والذي يمكنه من الانتشار بكثرة، وبالتالي ينبغي تهوية الأماكن المغلقة، وكذلك تجنبها، وإذا ادعت الضرورة أن نكون في مثل هذه الأماكن، ينبغي على الأقل أن نضع “الكمامة”.

كما أنه ينبغي تفادي التجمعات الكبرى ( العائلية، المهنية، الرياضية)، فهي تشكل مناسبة لتفشي الفيروس، وعليه يجب أن نحاول جميعا اتخاذ الاحتياطات الازمة، من أجل أن نتجاوز عتبة الموجة الجديدة التي بدأت ترخي ب ظلالهافي البلاد، والتي من المؤكد  أنها ستستمر في الارتفاع خلال أسابيع وأشهر الصيف.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *