عودة الاحتقان في قطاع التعليم يجدد مخاوف أولياء التلاميذ

بعد أشهر قليلة من إطفاء جمرة الخلاف بين الشغيلة التعليمية والحكومة، أرخت الاحتجاجات الأخيرة للأساتذة تضامنا مع زملائهم الموقوفين، بظلالها على الساحة التعليمية من جديد، في ظل مخاوف آباء وأولياء التلاميذ من عودة الاحتقان للقطاع الذي ظن المغاربة أنه انتهى، وهو ما من شأنه أن يؤثر على السير العادي للدراسة.

وعلى بعد شهرين ونصف تقريبا، من انطلاق الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا يوم 10 يونيو 2024 وباقي الامتحانات الإشهادية الجهوية الأخرى، طفى ملف خلافي جديد بين النقابات التعليمية ووزارة بنموسى، يتمثل في عزم هذه الأخيرة معاقبة بعض الأساتذة دون غيرهم ممن شاركوا في الاحتجاجات، لتعلن بذلك عودة الاحتقان الذي أدى إلى توقيف الدراسة لأشهر طويلة وأسابيع متتالية من الحوار الاجتماعي.

وجددت هذه الخطوة التي أقدم عليها رجال ونساء التعليم، مخاوف آباء وأولياء التلاميذ، من العودة إلى “نقطة الصفر”، وسط مطالب، بإيجاد حل فوري لهذا، الملف الذي يمكن أن يكون شرارة صراع جديد، قد يعصف بالموسم الدراسي قبل نهايته.

تأزيم الوضع

هذا ما دعى إليه، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة، نور الدين عكوري، منتقدا “تجدد الخلاف بين الشغيلة التعليمية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، دون مراعاة مصلحة ونفسية التلاميذ المقبلين على امتحانات اشهادية مصيرية، تستدعي تحضير قبلي كبير في ظروف وأجواء ملائمة بعيدة عن الصراعات والخلافات التي تتجدد بين الفينة والأخرى في القطاع”.

وأكد نور الدين عكوري، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “عودة الاحتجاجات تضامنا مع الأساتذة الموقوفين، لن تساهم في حل الخلاف، وإنما فقط ستزيد من تأزم الوضع بالنسبة للتلاميذ الذين هم في حاجة ماسة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، لإنهاء مقرراتهم الدراسية خصوصا المواد التي هم بصدد اجتياز الإمتحانات الإشهادية فيها”.

وإلى جانب هذا، سجل المتحدث ذاته، أن “وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كانت قد قامت بوضع خطة وطنية متكاملة من أجل تدبير الزمن المدرسي الذي ضاع منذ بداية الموسم، وكذا التنظيم التربوي للتعلمات بالنسبة للتلميذات والتلاميذ بجميع الأسلاك الدراسية”، مشددا على أن “نزول شغيلة التعليم إلى ميدان الصراع مرة أخرى بعد أشهر قليلة فقط من عودتهم إلى الأقسام ظلم كبير في حق التلاميذ”.

تمديد السنة الدراسية

وبعد أشهر من الصراعات التي عصفت بالموسم الدراسي، كانت وزارة بنموسى قد قررت الوزارة، “تمديد السنة الدراسية بأسبوع إضافي بالنسبة للأسلاك الثلاثة، كتعويض للزمن الذي ضاع، بالإضافة إلى تمكين المتعلمات والمتعلمين بالمستويات الإشهادية من غلاف زمني يتيح لهم إكمال البرامج الدراسية للمواد الإشهادية في ظروف بيداغوجية وديداكتيكية ملائمة، إلا أن عودة الإحتجاجات تحول غير ذلك.

وأشارت الوزارة إلى أن “التركيز في البرنامج الدراسي سيتم على التعلمات الأساس بالمستوى الدراسي الحالي، واللازمة كمدخلات أساس خلال المستوى الدراسي الموالي، وتعزيز آليات الدعم التربوي من أجل مساعدة التلميذات والتلاميذ على تثبيت مكتسباتهم”، مبرزة أنه “تقرر اعتماد المرونة في برمجة مواعيد الامتحانات الإشهادية، وتأجيل موعد إجراء الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، وانطلاق الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا يوم 10 يونيو 2024 بدل 03 يونيو 2024”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *