“العمارية” أو الهودج .. من رمز أصيل إلى عادة مزعجة

ساد في مجتمعنا خرف عجيب مهيب، لا نعرف عنه إلا بشائر ومقدمات، هوس وجنون، باض بل أفرخ في مشاهد المحافل، حولنا إلى أمساخ شائهة، تائهة، حائرة، تهوى الارتفاعات، لا تنتمي إلى أولئك ولا نحو هؤلاء، وبين جماعة عاقلة اتخذت الاتزان نبراسا به استنارت وأرادت أن تنير، و أخرى عبثية، راقصة، اتخذت من الهودج عرينا أحبط قوانين المطر، لتصيغ معالم بلاء جديد استفز مياه الكتابة.

تناسلت في الآونة الأخيرة وبغزارة، مقاطع فيديو لمؤثرين على منصة اليوتيوب و شخصيات معروفة في مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، دأبوا على تصوير مناسباتهم الخاصة، كالأعراس وأعياد الميلاد و العقيقة مرورا بمحافل الطلاق، و وصولا إلى الإحتفالات ببلوغ الأطفال، و عرف حضورا مكثفا لأفراد عائلاتهم، إضافة إلى ضيوف من الوسط الفني، فضلا عن حضور الهودج الداعم الوفي للأعراس أو ما يسمى بالعامية بـ”العمارية”، اذ لا تكاد تمر مناسبة إلا و تجده حاضرا ، بهيا و مرصّعاً بالأحجار و جاهزا ليُحمّل فيه .

إلاّ أن هذه الحفلات المصورة باتت تستفز المشاهد المغربي ، فتجد النسبة الأكبر من التعاليق غاصة بتعابير تضج غضباً وحنقة من كمية البذخ الواضح في تلك الفيديوهات، واستنكارا لكثرة الجلوس في هذه “العماريات”، الأمر الذي يُثير الجدل بين من يرى أنه يحق لكل شخص أن يحتفل بطرقه الخاصة وفق رغباته و إمكانياته، و بين من يدعم موجة السخط والإستياء من هذا الأسلوب المترف في التعبير عن فرحه، لتتباين الآراء و يبدأ مسلسل التراشق بتصاعد حدة السجالات الكلامية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *