التردد في اتخاذ القرار.. أخصائية لـ”بلادنا24″: يجب أن تكون العزيمة أكبر من الخوف

بات شباب التسعينات و الثمانينات يعيشون في الألفية الثالثة تحت خطر التفكير المفرط فبين العشرين و الثلاثين يقع الفرد في دوامة عدم اليقين و التردد في اتخاذ قرارات قد تبدو مصيرية، فبين الاخذ و الرد مع الذات، يعيش الفرد إرهاقا فكريا و جسديا لا حل له، وفي حالة سيكولوجية يصعب وصفها أمام الترقب و الخوف من خوض الغمار أو الامتناع عنه.

إذ يعيش الشباب المقبلون على إتخاذ هذه القرارات المصيرية في رواية، رغبتهم الأولى هي إستكهان جل ألغازها فلعل فعل الاستكهان قد تبرق من خلاله فكرةٌ لبناء المستقبل.

وفي هذا الصدد قالت إحسان بوهنيد، أخصائية نفسية مدرسية، “أنه عندما نرغب في تحليل هذه الفترة الزمنية من عمر الشباب يجب التطلع على تاريخ السيرورات السلوكية، فاتخاذ القرار هو سيرورة، بمعنى أخر يتميز ببداية و يتعلق باللحظة الأولى التي يصنع فيها أول قرار كطفولة الفرد، فالسيرورة بشكل طبيعي تصنع من البسيط الى المعقد و تبدأ باختيار، على سبيل المثال ؛ إختيار الطفل للعب ثم الاقدام على الفعل الذي يمثل هنا اللعب، ومع تقدم الانسان في السن تتركب و تتعقد هذه السيرورة ليصبح الاختيار مصاحبا بالمسؤولية، وليصبح الاقدام أكثر مرونة أي الحرية المكتسبة”.

و أضافت الأخصائية في تصريحها لـ”بلادنا24“، أنه بعد هذه الانتقالات السلوكية سيتمكن الانسان من الاقدام على اتخاذ القرارات و إن بدت غير مألوفة، بالرغم من استمرار شعور الخوف الذي يرافق الفرد باستمرار في هذه المواقف و لكن هذا الشعور يرود شريطة أن تكون عزيمة الفرد و ثقته بنفسه أكبر من الخوف.

و أبرزت المتحدثة قائلة: “إن سن العشرينات و الثلاثينات هو سن المحاولة و الخطأ سن تراكم التجارب، لا يهم النجاح في هذا السن فالخوض في غمار التجارب و الفشل في هذه المرحلة مباح، و بالتالي اكتساب معرفة هذه التجارب هو أفضل بكثير من تجربة شيئ واحد و البقاء تحت رحمته”، و أردفت :” إن القرار المصيري الصحيح في هذا السن هو التعلم و المحاولة و الخطأ و النهوض مرة أخرى كل القرارات الاخرى هي مجازفة ولكن لايجب أن يقع الشباب في فخ التعلق بقرار واحد”.

و أكدت الأخصائية في حديثها على أن “كل إنسان هو بمثابة عالم فريد ففي الكثير من الحالات يضيع الشباب الكثير من الفرص نتيجة فقدان الثقة الكافية في النفس فكم من فكرة عظيمة كان مآلها الضياع فقط لأن صاحبها لم يتمسك بها كفاية، فكثير ما نلاحظ في مجتمعنا مثل هذه الحالات و مع كامل الاسف مجتمعنا لا يشجع الخطأ مما يجعل رهان الشباب المتجلي في التخلص من مخاوفهم أمر صعب و لكن توليد عزيمة و إرادة قوية هو ليس بالشيئ المستحيل خاصة مع مهارة ترويد المشاعر “.

بلادنا24حنان الزيتوني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *