الكتاني: الدعم اللوجستيكي لقطاع صناعة الطيران سيؤهل المغرب لتحقيق الإقلاع الصناعي

أصبحت المملكة المغربية منصة إفريقية رائدة في مجال صناعة الطيران، والوجهة المفضلة لدى أبرز المصنعين والشركات العالمية، بفضل قاعدة متنوعة عالية الجودة، وقدرة تنافسية تبوأ المملكة المركز 20 عالميا في هذا القطاع.

المغرب يؤكد ريادته في مجال قطاع صناعة الطيران، وهو ما أكده وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، الذي قال إن “كل طائرة تجارية تطير في سماء كوكبنا، تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها في المغرب، إنه عنصر أساسي يبعث على الفخر”.

التنافسية بين “بوينغ” و”ايرباص”

في هذا الإطار، أوضح الخبير الإقتصادي عمر الكتاني، أن “تزايد الطلب العالمي على الطائرات من قبل شركات الطيران العالمية، ليس الدافع الرئيسي الذي جعل المغرب يهتم بقطاع صناعة الطيران، بل الاستشراف الاقتصادي أظهر أن القطاعات ذات تكنولوجية عالية، هي مستقبل التصنيع في المغرب”.

ولفت عمر الكتاني في تصريح لـ “بلادنا24” أن “المغرب استغل التنافسية الكبيرة بين “بوينغ” و”ايرباص”، وأبرم عقود مع الشركتين إضافة إلى شركة طيران كندية”. مؤكدا على أنه “لا توجد طائرة تحلق في السماء، وليس لها أحد أجزائها المصنعة في المغرب، بجودة دولية معترف بها”.

وأبرز الخبير أن “توفير اليد العاملة التقنية الجيدة وتأهيلها وتكوينها في المغرب، إضافة إلى مستوى التكوين في المجال الهندسي للشباب المغاربة سواء في داخل المملكة أو خارجها، بالإضافة إلى الانتقال من عقود المناولة تكنولوجيا البسيطة، إلى المناولة في التكنولوجيا الدقيقة، وجلب الاستثمارات الأجنية، هي عوامل خلقت البيئة الصالحة لإقناع المستثمرين وصناعة غيار الطيران بالمغرب”.

نمو سريع

وفي ما يخص حجم الاستثمارات بالمغرب في مجال صناعة الطيران، أوضح المتحدث ذاته أن “حجم الاستثمار لم يكن كبيرا، بقدر أهمية نوعية الاستثمار، الذي يشمل التكوين الذي يستفيد منه نحو 3 آلاف خبير كل سنة في الميدان”. مشيرا إلى أن “ايرباص استثمرت 66 مليار سنتيم، وخلقت 1000 وظيفة عليا و5000 وطيفة عمومية”.

كما أبرز أن “رقم المعاملات في قطاع صناعة الطيران، وصل إلى مليار و300 مليون دولار، ونسبة النمو السنوي بلغت 18 في المائة، وهي أعلى نسبة في القطاعات الاقتصادية بالمغرب، بينما بلغ حجم الصادرات 5,6 في المائة، ونسبة الاندماج المحلي بلغ 37 في المائة”. مؤكدا أن هذه الأرقام “تدل على أن هذا القطاع، يسير في نمو سريع، ويمثل بشكل سريع نسبة لا بأس بها من حجم الإنتاج الوطني”.

وفي معرض جوابه عن العوامل التي تؤهل المغرب لتحقيق الإقلاع الصناعي في هذا المجال، أوضح الكتاني أنها تتمثل في “الاهتمام بالبحث العلمي وإشراك المدارس العليا في البحث العلمي والهندسة، بالإضافة إلى توسيع الاستثمار ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية المتخصصة في تكنولوجيا”.

مشددا على على ضرورة ربط “مدارس الهندسة والأطر العليا المغربية في مجال الهندسة ومراكز البحث العلمي، بالمقاولات الصغرى المتخصصة بالتكنولوجيا العليا، بشقيها الخارجية والداخلية”. مبرزا أن “الدعم اللوجستيكي لقطاع صناعة الطيران من شأنه يؤهل المغرب لتحقيق الإقلاع الصناعي”.

“لارام” تتميز بوضع استراتيجي قاريا

وفي حديثه عن كيفية استفادة إفريقيا من ريادة المملكة في هذا المجال، أوضح الخبير الاقتصادي أن “25 شركة إفريقية تقوم بصيانة محركاتها في المغرب، بشراكة بين الشركة الفرنسية لصناعة المحركات “سنيكما”، والخطوط الملكية المغربية”. هذه الأخيرة يضيف المتحدث “تتميز بوضع استراتيجي قاريا”.

كما أشار ذات المتحدث إلى أن “الشراكة رفعت من حجم المحركات المصنعة في المغرب، إلى 80 محرك في السنة، وهو ما يفوق توقعات المملكة، التي راهنت على صناعة 60 محرك فقط سنويا”. مبرزا أن “سنيكما توظف 1500 مغربي مقابل 80 شخص فرنسي، وهو ما يؤكد أن المغرب المستفيد الأكبر من هذه الشراكة”.

ولفت الكتاني إلى أن “المغرب أنشأ مدارس عليا لتكوين سائقي الطائرات، وهي موجهة للأفارقة لتكوينهم في المجال”. موضحا أن “الخطوط الملكية المغربية، تلعب دور في نقل الطلبة من إفريقيا إلى أوروبا وإرجاعهم إلى بلدانهم، مثلما تساهل في السياح الأفارقة من بلدانهم إلى أوروبا والعكس”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *