المغرب يؤمن احتياجاته من الوقود بعيدا عن الغاز الجزائري

بعد تأكيد تحركات في مدريد لتغيير ملكية شركة ناتورجي، التي تملك حصة في خط أنابيب غاز رئيسي بين إسبانيا والجزائر، خرج الإعلام الجزائري كعادته بتكهنات، تأكد أن قصر المرادية سيلغي تسليماته من الغاز إلى ناتورجي، إذا بيعت أسهم الشركة الإسبانية لشركة أخرى، دون أن ينسى اقحام إسم المغرب في هذه المشكلة.

ووفق ما أفادت به صحيفة “طاقة” المتخصصة، يأتي ربط التهديدات الجزائرية هذه للحكومة الإسبانية، بحالة التقارب التي تعرفها العلاقة المغربية الإماراتية، واستثمارات الأخيرة المتنامية في الرباط، مما قد يجعل إمدادات سوناطراك من الغاز تتدفق في الاتجاه العكسي إلى المملكة.

وتعليقا على هذه الادعاءات، نقلت الصحيفة المذكورة، عن مصادر مغربية قولهم “أن المغرب ليس طرفا في المهاترات الحالية حول أزمة نقل ملكية إحدى الشركات الإسبانية، ومن غير المقبول الزج باسم المملكة” مشددين على أن “الرباط تؤمن احتياجاتها بعيدا عن الغاز الجزائري تماما، منذ وقف تجديد اتفاق التصدير عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي في أكتوبر من عام 2021، ولديها عقود استيراد من السوق الدولية”.

وبخصوص التهديد الجزائري، أكدت “طاقة” أن “العقود المبرمة بين سوناطراك وناتورجي لا تسمح بوقف الإمدادات لمجرد التغير في هيكل الملكية”، مشيرة إلى أن الجزائر “لا يمكنها المخاطرة بخطوة فسخ التعاقد، والتي بموجبها ستصبح مصدرا غير موثوق للإمدادات في الأسواق العالمية”.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصدر الجزائري أن “الخطوة المتوقعة في حالة نقل أي ملكية إلى شركة طاقة الإماراتية، هي عدم تجديد الاتفاق مع إسبانيا بعد انتهاء العقد الحالي بين سوناطراك وناتورجي والذي سينتهي عام 2030”.

وفي ما يتعلق بالرد الإسباني، أكدت شركة الطاقة الإسبانية ناتورجي أن عقودها لتوريد الغاز مع الجزائر لا تتضمن أي بنود قد تتأثر بالتغييرات في هيكل مساهمتها. حسبما ذكرت رويترز.

وللإشارة، كانت شركة طاقة الإماراتية، قد أكدت في أبريل المنصرم عزمها توسيع أعمالها في أوروبا، مستهدفة الاستحواذ الكامل على شركة ناتورجي الإسبانية، حيث دخلت في مفاوضات مع صندوقي “جي آي بي” و” سي في سي” بشأن استحواذ محتمل على حصصهما.

هذا وتمتلك الشركة المذكورة 85 في المائة من رأسمال شركة “طاقة المغرب” التي تدير أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، والواقعة في منطقة الجرف الأصفر وسط المملكة، إذ تضم المحطة 6 وحدات تبلغ قدرتها الإنتاجية 2056 ميغاواط، كما تخطط لضخ استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة والهيدروجين.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *