ظاهرة التسول.. بين الوضعية الاقتصادية والقانون الجنائي

يعد التسول من الظواهر الاجتماعية المنتشرة منذ القدم في العديد من دول العالم، فهي ظاهرة تهدد المجتمعات كافة، إذ أن الشارع مثل إسفنجة تمتص العديد من الظواهر وتعرف انتشارها.

وفي هذا الشأن يقول أبوبكر حركات، الأخصائي النفساني والباحث في علم الاجتماع، أن ’’أسباب هذه الظاهرة تتعدد وتتنوع بين ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع  إلى جانب غلاء المعيشة’’، مشيرا إلى أن ’’البعض يعتبر التسول تجارة مربحة بدلا من العمل’’.

وأضاف حركات في تصريح لـ’’بلادنا24’’ أن مثلا ’’تكاليف العلاج المرتفعة تدفع الأغلبية للتسول، كما أن الإدمان على المخدرات يعد عاملا من العوامل المسببة لهذه الظاهرة، إضافة للمرض النفسي الذي يعاني منه بعض الأفراد، وهناك من يتخذ التسول مهنة متوارثة من الأجداد، إلى جانب حالات الهجرة المرتفعة من القرى والبوادي إلى المدن الكبرى الأمر الذي يدفع الأشخاص إلى التسول’’.

كما يعتبر المتحدث، أن ’’هذه الظاهرة أصبحت جد مقلقلة”، معتبرا أنها ’’وباء يزداد استفحالا، وعدوى تمس كل يوم شخصا’’.

ويجرم القانون الجنائي المغربي ظاهرة التسول، كما يعاقب المتسول بالحبس من شهر واحد إلى 6 أشهر، من كانت لديه وسائل التعيش أو كان بوسعه الحصول على عمل بأية وسيلة مشروعة.

وسبق لوزارة الداخلية أن كشفت على مجموعة من المعطيات المتعلقة بالتسول، حيث أسفرت التدخلات الميدانية لمكافحة ظاهرة التسول خلال  سنة 2021 عن تسجيل ما مجموعه 28597 قضية، تم على إثرها توقيف 32669 شخصا.

وسجلت الداخلية، في الفترة ما بين فاتح يناير و15 غشت 2022، ما مجموعه 2425 قضية، تم على إثرها توقيف 28769 شخصا، من بينهم 2408 أجانب.

وتعمل المصالح الأمنية، بحسب وزارة الداخلية، بتنسيق مع السلطات المحلية، بتسخيركافة الوسائل المادية والبشرية، مستعينة في ذلك بأنظمة المراقبة بالكاميرات المثبتة بالشارع العام، من أجل الرصد المباشر والتدخل الفوري لتوقيف الأشخاص المتورطين أو منعهم من الاستمرار في هذا النشاط.

وعن طرق التقليل من الظاهرة، قال الباحث الاجتماعي، أنه ’’من الضروري، أن يتم تتبع مسار المتسول ودراسة كل حالة ومدى توفر مظاهر الفقر والهشاشة فيها، ومحاولة توفير الأشياء التي يحتاج لها المتسول للحد من الظاهرة أو التقليل منها على الأقل’’.

يشار إلى أن ظاهرة التسول، ينتج عنها العديد من  المظاهر السلبية في المجتمع،  من خلال فتح المجال أمام الأطفال والقاصرين، وانقطاعهم عن الدراسة من أجل التسول والحصول على المال.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *