مهى فطيري الصلاة عماد الدين، وهي ركن أساسي من أركان الإسلام، تتوحد فيها المسامع والأيادي تضرعا لله تعالى، وللصلاة بشكل عام العديد من الضوابط والمقومات الواجب اتباعها والعمل على تطبيقها بشكل صحيح حتى يضمن المسلم قبولها عند الله تعالى، دعونا الان نتعرف على الكيفية الصحيحة ل الشهاده في الصلاه.
ما هي الشهاده في الصلاه؟
يعد الشهاده في الصلاه طريقة مثالية لتعزيز الإيمان والتقوى، إذ يتم من خلاله التواصل المباشر مع الله، والتذكير بأن الإنسان يتحدث مع خالقه وربه، كما أن التشهد يمثل شكرا وامتنانا لله على النعم التي يمن علينا بها، وهو أيضا فرصة للدعاء والاستغفار وطلب المغفرة من الله.
والتشهد بشكل عام، هو ذكر يقوم به المصلي بعد الركعتين الفاصلتين بين الركعة الثانية والثالثة في الصلاة، كما يوجد التشهد الثاني الذي تختتم به الصلاة ولكل واحد منهما دعاؤه الخاص، لكن على المجمل يشتمل التشهد التحية والشهادتين.
ويعد التشهد جزءا لا يتجزأ من الصلاة الإسلامية، حيث يعتبر واحد من أبرز مظاهر الترابط الروحي بين المسلم وربه، ولذلك يجب على المسلمين الحرص على أدائه بالشكل الصحيح وبتركيز كامل، حتى يحظوا بفوائده وينالوا الأجر العظيم من الله عز وجل.
ضوابط وأحكام الشهاده في الصلاة؟
توجد العديد من الشروط والضوابط التي يجب على المصلي مراعاتها حتى تكون صلاته مقبولة، وأولها يتمثل في أن يكون اللفظ متواليا ومتبوعا بالتشهد.
كما يشترط في التشهد، أن يكون باللغة العربية، وإذا كان المصلي لا يستطيع ذلك فعليه ترجمته عن المأثور.
وأخيرا، يجب على المصلي أن يراعي الإدغام عند قول “لا إله إلا الله”، وأن يجلس عند قول التشهد.
كيفية التشهد في الصلاة الإسلامية؟
تأتي السنة النبوية في شرح وتفسير كيفية التشهد في الصلاة على النحو التالي:
تؤكد النصوص في السنة على ضرورة افتراش المصلي في الصلوات ذات التشهدين في جلسة التشهد الأولى، والافتراش معناه هنا، هو نصب الرجل اليمنى وفرش الرجل اليسرى للخلف والجلوس عليها، أما في جلسة التشهد الثاني فيسن له التورك، والتورك يعني، فرش الرجل اليمنى، وإدخال الرجل اليسرى بين فخذ وساق الرجل اليمنى.
وفي التفاصيل، ينقسم التشهد بين الأول والثاني، في سياق الصلاة ذات التشهد الواحد، كصلاة الركعتين، فيستحب هنا أن يفترش المصلي في جلسة التشهد، ولا مانع عليه أن يجلس كما تيسر له إن لم يستطع الافتراش، بسبب مرض أو ألم في جسمه سواء في القدم، أو بسبب ضخامة الجسم، ونحو ذلك.
وعن موضع اليد، فتأتي النصوص السنية لتؤكد أنه من الضروري على المصلي أن يضع كفه اليمنى على فخذه الأيمن، وكفه اليسرى على فخذه الأيسر، ويشير بالسبابة بطريقة منتظمة، أما في الصفة الثانية، فيمكن وضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، والبدء بالإشارة بالسبابة، كما يمكنه ويضع كفه اليسرى على ركبته اليسرى، ولقم الركبة بيده.
كيف تكون صيغة الشهاده في الصلاه؟
يقول المصلي في التشهد عند الصلاة الثنائية إحدى الصيغ المشهورة للتشهد، التي تتضمن كلماتها ما يلي: (التحيّاتُ للهِ والصلواتِ والطيباتُ، السلامُ عليكَ أيّها النبي ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ، أشهد أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدا عبدهُ ورسولهُ).
وعند الجلوس في التشهد الأخير من الصلاة، يصلى على الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويقول المصلي: “اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
فضل وأهمية الاستعاذة بالله في التشهد والصلاة
يستحب الاستعاذة بالله من أربع قبل التسليم من الصلاة، وذلك لفضلها العظيم وأجرها الكبير ومدى أثرها على نفسية وايمان المسلم، والأولى هي الاستعاذة من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال. وتعد هذه الاستعاذة سنة عند جمهور العلماء، وهي مختلفة عن من يعتبرها واجبة.
وأخيرا يمكن القول، بأن التشهد في الصلاة هو عبادة مهمة، وفضيلة عظيمة في الإسلام، فهو تحية وتسليم لله تعالى، ويتضمن في كلماته الاستغفار والتذكير بالآخرة ويجدد العبد عهده مع ربه في كل ركعة، ولذلك، فإن التشهد يعد أحد الأركان الأساسية للصلاة، ولا يمكن تمامها بدونه.
وعندما يتحلى المسلم بتعظيم هذه الفضيلة والسعي للقرب من الله تعالى من خلال التشهد، يصبح أكثر قربا إلى خالقه وأقرب إلى رحمته، وهذا ما يساعد على تعزيز الإيمان واليقين، ويمنح الإنسان الشعور بالسكينة والطمأنينة.
في النهاية، فإن تكرار الشهاده في الصلاه يشكل عبادة هامة في حياة المسلمين، ويعتبر من الأمور المهمة التي تعزز الإيمان وتدعم الروح الإسلامية، لذا، يجب على كل مسلم أن يولي هذه الفضيلة اهتماما ويسعى جاهدا لتحسينها وتطويرها في صلاته.
