قال رسول الله “لا يدخل الجنة ديوث”.. من هو الديوث؟

كثيرة هي المواقف واللحظات التي تلتقط في أذننا كلمة “ديوث” لكن العديد من الأشخاص لا يعون ولا يعرفون معناها الحقيقي وما قصده الرسول في إحد أحاديثه التي تضمنت حكم هؤلاء الناس، وقال عنهم: “لا يدخل الجنة ديوث”.

وتختلف تعريفات الشخص “الديوث” في أذهان كل فرد بسب سياق نطقها أو الحاجة إلى إطلاقها كوصف صحيح لأعمال شخص معين، قد يتشارك الكل في تقيمها سوءا وعلى غير المسار الصحيح الذي تضمنته أحكام القرآن والسنة.

من هو الديوث؟

هناك العديد من التعريفات لمصطلح “الديوث”، لكن مجملها متفق على معنى واحد، وهو الإشارة إلى عدم وجود غيرة لدى شخص معين تجاه أهله أو محارمه، وهذا يعني أنه يقبل بفعل الفاحشة في داخل بيته ولا يعارضها، كما أنه لا يتحرك لمنع الفعل المنكر إذا حدث بين أسوار بيته.

وتشير “الموسوعة الفقهية” في تعريفها الخاص، إلى أن المعنى اللغوي للدياثة هو عدم الغيرة على الأهل والمحارم، وهو يشير إلى أن الشخص الذي يرضى بفعل الفاحشة في داخل بيته، ولا يعارض الفعل المنكر، ولا يهتم بمن يدخل بيته، يعتبر ديوثا، كما يعتبر الشخص الذي يرضى بنظر أهله إلى المحرمات والرجال العراة ديوثا أيضا.

وبالمجمل، تختلف الآراء بين العلماء حول تعريف المصطلح، فمنهم من يرى أن الديوث هو الشخص الذي يقبل بفعل الزنا في داخل بيته ولا يعارضها، ولكنه لا يشمل الأمور الأخرى، فيما يرى آخرون أن الديوث هو الشخص الذي يقبل بفعل الزنا في داخل بيته ولا يعارضها، كما أنه يرضى بفعل التبرج لأهله.

ما مدى صحة حديث “لا يدخل الجنة ديوث”؟

ويثير حديث “لا يدخل الجنة ديوث” الكثير من الجدل والتساؤلات حول ما إذا كان هذا الحديث صحيحا أم لا، وقد أجاب الشيخ مصطفى العدوي، على هذا التساؤل بالقول: “إن هذا الحديث ضعيف السند ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل”.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الدياثة ليست شيئا يحمد عليه، حيث أنها تعد من السلوكيات السلبية التي يجب تجنبها وتجريمها في المجتمعات الإسلامية وغيرها، ولذلك، يجب نتجنب الدياثة والعمل على نشر القيم الإسلامية الحميدة والمعتدلة.

ما معني لا يدخل الجنة ديوث؟

هناك رأيان مختلفان بين العلماء بشأن الديوث وعلاقته بالدخول إلى الجنة، فقد يفسر البعض هذا بأن من يرتكب هذا الفعل لن يدخل الجنة أبدا، بسبب أن الله حرّم الدياثة وجعلها من الكبائر، حيث تعد خيانة للزوج واعتداء على حرمة الأسرة.

ومن الآراء الأخرى أن هذا الفاعل قد يعاقب عليه في النار، ويحاسب على ذنوبه وخيانته لزوجته، ولكن في نهاية المطاف سيدخل الجنة، إما بعد أن يتم تطهيره من خطاياه في النار، أو بعد أن يغفر الله له برحمته الواسعة، ويدخله الجنة بعد عذابه في النار، وقد يكون مكانه في الجنة ليس بجوار السابقين الصالحين.

ما هو حكم طلب الطلاق من الزوج الديوث؟

قد يختلف كثير من الناس في كيفية التعامل مع الرجل الديوث، وكيف يمكنهم تقبل شخصيته وأفعاله لا تتماشى فعليا مع ما تتضمنه السنة والقرآن والكريم، من وصاية تامة بالخلق والتعفف ورعاية الحرمة.

ولذلك تجد العديد من النساء أنفسهن بين نارين، الأولى طلب الطلاق، ومدى جائزيته في هذه الحالة، كما تقف مكتوفة الأيدي في حال قبولها المكوث مع هذا الشخص بقية حياتها.

والدياثة أمر خطير ومنبوذ من قبل الله عز وجل، ويمكن أن نستشهد هنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه أثناء خطبته (يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُه )،

ولذلك، فينبغي على المرأة التي تعيش مع زوج ديوث، أن تقوم بنصيحته أولا وتكرار النصيحة له، وإذا لم يتغير ولم ينتفع بالنصيحة، فلا يجوز لها الاستمرار في العيش معه، ويحق لها في هذه الحالة طلب الطلاق منه، ومع ذلك، إذا تاب الزوج وبدأ بالتغير والاستجابة للنصيحة، فلا يجوز للزوجة طلب الطلاق منه.

اقرا ايضا: الشهاده في الصلاه

كيف يمكن التعامل مع “الديوث” وهل يجوز هجره؟

ويتساءل العديد من الأشخاص عن حكم التعامل مع الديوث وإذا كان من الأصح هجره، والإجابة الصحيحة هي أنه لا يجوز هجر الديوث أو أي شخص يرتكب المعاصي عموما، إلا إذا كان الهجر فيه مصلحة لهم، وإذا لم يكن هناك مصلحة، فلا يجوز الهجر، بل يجب نصحهم وتذكيرهم بالله تعالى وضرورة العودة إليه.

والهجر هو إقصاء الشخص من المجتمع أو تجاهله بالكامل، الشيء الذي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات وتعميق الخلافات، ولكن، في بعض الحالات، يمكن أن يكون الهجر ضروريا لحماية المجتمع، مثل إذا كان الشخص يشكل خطرا على الآخرين أو ينشر الفساد والفوضى.

ومع ذلك، يجب علينا البحث عن الحلول الأفضل للتعامل مع الديوث وأصحاب المعاصي، وهذا يشمل النصح والتوجيه وتقديم المساعدة إذا كان الشخص يحتاج إليها، ويجب أن نتذكر دائما أن الهدف من هذا النصح هو إصلاح الخطأ وإعادة الشخص إلى الطريق الصحيح، وليس إهانته أو استغلاله.

يعاد موضوع “الديوث” للواجهة بشكل بليغ في السنوات الأخيرة، وتبنت المواقف بين الناس نساء ورجالا العديد من الخلافات والمناوشات التي وصف أصحابها بالديوثين، ويأتي حديث “لا يدخل الجنة ديوث”، ليحط هو الآخر العديد من التساؤلات التي تؤرق المسلمين في حال هؤلاء الناس وكيفية التعامل معهم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *