محلل سياسي: تقارب باريس مع الرباط وعودة العلاقات القوية بينهما سيكون على حساب الجزائر

أصبحت فرنسا، اليوم، تتواجد في موقف صعب لا تحسد عليه، حيث أنها تواجه تحديات غير مسبوقة، في محاولات منها للحفاظ على توازن دبلوماسي بين شريكين تقليديين في شمال إفريقيا، المغرب من جهة، والجزائر من جهة أخرى، في ظل التوترات القائمة بين البلدين.

وتعمل باريس، التي كانت علاقتها مع المغرب، تعرف نوعا من التوتر، على تعزيز تحالفها معه، باعتباره شريكا استراتيجيا رئيسيا في منطقة الساحل ووسط إفريقيا، محاولة أن لا يكون ذلك على حساب علاقاتها التاريخية مع الجزائر. وأكدت من خلال الزيارات المتتالية لوزرائها، ومسؤوليها، للمغرب، في الفترة الأخيرة، على التقارب المتزايد.

فرنسا في موقف صعب

وبهذا الخصوص، قال عبد العزيز كوكاس، أستاذ السياسة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، إن فرنسا “توجد اليوم في موقف صعب. إنها على حبل مشدود بين طرفين، الرباط والجزائر. فكيف تنجح دبلوماسيا في إقامة توازن صعب في المنطقة المغاربية؟’’.

وأضاف كوكاس، في تصريح لـ’’بلادنا24’’،أنه  ’’لا حظنا بعد فترة صعبه من توتر غیر مسبوق للعلاقات بين الرباط وباريس، بداية عودة الدفء للعلاقات الثنائية بين البلدين، منذ استضافة قصر الإليزيه لشقيقات الملك محمد السادس، وإقامة حفل غذاء على شرفهما، ثم الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، ووجود دعوة ملكية لزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، وتصريحات مسؤولين فرنسين لصالح المغرب’’.

الجزائر متضررة من العلاقة القوية

وأكد المحلل السياسي، على أن ’’أي عودة إلى العلاقات القوية بين المغرب وفرنسا، من شأنه أن يضر بالعلاقات بين باريس والجزائر، فالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير الفرنسي السابق بالجزائر، تبرز هذا البعد، خاصة حين أشار إلى أن المصالح الفرنسية هي أقوى مع الرباط، منها من الجزائر’’.

واعتبر المتحدث ذاته، أن ’’زخم عودة العلاقات بين المغرب وفرنسا، بدون شك سيكون على حساب الجزائر، وهو ما يخشاه حكام الأخيرة، بعد زواج لم یکن کاثوليكيا مع قصر الإليزيه، لأن قصر المرادية ليس شريكا موثوقا مثل المغرب، بالإضافة أن المغرب يطالب بوضوح، بخروج باريس من المنطقة الرمادية، خاصة في الجانب المتعلق بالوحدة الترابية’’.

وأبرز عبد العزيز كوكاس، أن ’’أي تقدم لفرنسا في هذا الشأن، سيكون على حساب الجزائر، خاصة وأننا نرى كيف تأخرت زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس، بما يعني أن شهر عسل الأخير مع ماكرون قد أشرف على نهايته. لذلك لا تنظر الجزائر بعين الرضى للتقارب المغربي الفرنسي، بعد الاعتراف الاقتصادي لمغربية الصحراء، وبعد إعلان پاريس عن استثمارتها في الأقاليم الجنوبية للمملكة’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *