السياحة الجبلية بإقليم الحوز.. التساقطات الثلجية تنقذ ما خلفه الزلزال

تعتمد عدد من المناطق بالمغرب، على السياحة الجبلية في إنعاش عجلة الاقتصاد، وتوفير فرص شغل موسمية ودائمة للساكنة المحلية، على غرار إفران، وأقشور بشمال المملكة.

بمرتفعات الحوز، أشياء كثيرة تجذب السياح، بين جمالية أسني، وويركان، وروعة مرتفعات إمليل، وخرير مياه أوريكة، وثلوج أوكايمدن، وعيون تغدوين، وهواة التسلق بجبل توبقال، يجد السائح نفسه، أمام تنوع سياحي جبلي يغري بالزيارة.

السياحة الجبلية رافد من روافد التنمية

تساهم السياحة الجبلية بإقليم الحوز، في الرفع من النشاط الاقتصادي بالمنطقة، وتأهيل عدد من المسالك الطرقية، وشبكة الربط الكهربائي، بعدد من المناطق الواقعة بقمم الجبال، والإسهام في فك العزلة عن تلك المناطق، ببرامج تنموية، ومبادرات اجتماعية.

حامد اومزدو، مرشد سياحي، حائز على جائزة أحسن مرشد سياحي في العالم لسنة 2023، يقول إن “السياحة الجبلية، جزء لا يتجزأ من السياحة المغربية، لأن السياحة عنصر أساسي في الاقتصاد الوطني، ولذلك وجب تطوير هذا القطاع، مع الأخذ بعين الاعتبار، كل أنواع السياحة، سواء الداخلية، أو الساحلية، أو الجبلية، هاته الأخيرة التي يمتاز بها المغرب، نظير توفره على مؤهلات طبيعية مهمة. في هذا المجال،”

1

ويضيف اومزدو، في حديث مع “بلادنا24“، أن “تفاعل جل الشركاء، وعلى رأسهم وزارة السياحة، بدعم و تشجيع الاستثمار في المآوي السياحية، والمجالس المنتخبة، في الإسهام في تحسين البنية التحتية، سيصبح المغرب رائدا عالميا في هذه السياحة”.

وأشار المتحدث، إلى أن عددا من المناطق الجبلية السياحية لازالت بعيدة عن أعين السياح، “بفعل غياب مآوي سياحية، وبرنامج إشهاري يروج لتلك المناطق بشكل إيجابي. مؤكدا على أن “السياح المغاربة فقط من يصلون لتلك المناطق، في وقت وجب جعلها مناطق ذات إشعاع عالمي، من خلال تطوير الرحلات الجوية الداخلية، بالإضافة للاهتمام بالموارد البشرية، وتكوين ساكنة تلك المناطق في مجال الإرشاد السياحي، والعمل في المآوي السياحية”. مبرزا أن “المغرب سيصبح قبلة لملايين السياح، خصوصا خلال استضافته لمنافسات كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030”.

تساقطات مطرية تنعش النشاط السياحي بأوكايمدن

ساهمت التساقطات المطرية والثلجية التي شهدتها بلادنا الأسبوع الماضي، في عودة الحياة الاقتصادية لمنطقة أوكايمدن، بعد أشهر من الكساد، بفعل تداعيات الزلزال، وتأثيرات الجفاف. التساقطات الثلجية استقلبها ساكنة المنطقة، والمنعشون في المجال السياحي، بسرور وبهجة، لعلها تنقذ الموسم السياحي بمنطقة يعتمد نشاطها الاقتصادي على التساقطات الثلجية.

وفي حديث مع “بلادنا24“، عبر عدد من العاملين بالقطاع السياحي بمنطقة أوكايمدن، عن سعادتهم بهذه التساقطات الثلجية خلال شهر رمضان المبارك.

4

امحمد، يقوم بكراء معدات التزحلق للسياح الزوار، قال إن “هذه التساقطات الثلجية، أنهت موسم العطالة لدى العشرات من ساكنة المنطقة، وساهمت في إعادة الحياة والدفئ للمآوي السياحية، بالإضافة إلى عودة الإشعاع السياحي لمنطقة تعاني الأمرين منذ فاجعة كورونا، مرورا بزلزال الحوز، وشح التساقطات خلال هذه السنة.”

من جانبه، أوضح مروان شيوخ، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإقليم الحوز، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “المجلس يسارع الزمن، لتوسيع دائرة الأماكن السياحة المشهورة بالحوز، عبر برنامج يرمي للتعريف بعدد من المناطق التاريخية والطبيعية، والتي لم تلاقي حقها من الشهر لدى الإعلام والزوار، وذلك بتعاون مع عدد من الشركاء الفاعلين.”

وأبرز المتحدث، أن “هذا التعاون، يروم تطوير علامة “VISITALHAOUZ”، والتي ستشمل بوابة إلكترونية، ومنصة للحجز عبر الإنترنيت، وذلك بهدف تقديم رؤية متكاملة للإمكانات السياحية لإقليم الحوز، من خلال دمج الوسائل الترويجية التي وضعها كل من المجلس الإقليمي للسياحة، والمجلس الجهوي للسياحة لمراكش آسفي”.

3

وأبرز شيوخ، أن “منطقة وادي الزات، على سبيل المثال، تتمتع بمؤهلات طبيعية وتاريخية جميلة، لكن لا تستقبل عددا كبير من السياح، بفعل النقص في البنى التحتية، الأمر الذي قد يتم تجاوزه مستقبلا، والأمر ينطبق على عدد من المناطق السياحية بإقليم الحوز، التي ستصبح عما قريب ذات إشعاع وطني وعالمي، بفضل مباردتنا التسويقية”.

وفي معرض حديثه عن التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي شهدتها بلادنا، قال رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإقليم الحوز: “الحمد الله، هذه التساقطات ستنعش شيئا ما السياحة الجبلية بمنطقة أوكايمدن، وعدد من المناطق المجاورة، كما أن هذه التساقطات، جاءت في وقت تعرف فيه السياحة الجبلية إقبالا مهما”.

السياحة الجبلية قطاع التحديات

أمام الكارثة التي شهدها إقليم الحوز، خلال فاجعة زلزال 8 شتنبر الماضي، تفاقمت معاناة المستثمرين في القطاع السياحي، وتضاءلت عدد ليالي المبيت، بل كادت أن تصل لنسبة صفر في المائة، بفعل تعرض عدد كبير من المآوي السياحة بالإقليم لخسائر متفاوتة، بين الجزئية والكلية. لكن، سرعان ماعادت شرايين الحياة إلى منطقة تسحر بغناها الطبيعي والانساني. في الحوز، كرم ضيافة، ولطف الساكنة، يزيد من عشق أماكن قد تزار لمرات، دون ملل أو كلل.

وفي حديث مع “بلادنا24“، أظهر سعيد دادة، مسير منتجع سياحي بمنطقة أوريكة، أن الأمور كانت مقلقة خلال الأشهر الأولى لبداية ظهور جائحة كورونا. مستدركا “الأمور بدأت تعود تدريجيا لسابق العهد، رغم بعض الإكراهات، إلا أن الأمور تسير بشكل جميل.

وأوضح المتحدث، أن الحوز إقليم غني بالموارد الطبيعية والتاريخية، “وهي فرصة لاكتشاف سحر وجمال الطبيعة”. مسترسلا: “السياحة الجبلية قطاع ينتظر الكثير”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *