تستعد الأندية القوية في الدوريات الأوروبية، لدخول سباق التعاقدات خلال الميركاتو الشتوي الحالي، ودعم صفوفها بأسماء جديدة تزيد من فرصها في المنافسة على الألقاب، إلى جانب إنهاء أزمة حقيقية، بسبب تعرض نجومها إلى إصابات عديدة منذ بداية الموسم الكروي.

وعلى الرغم من إبداء بعض الأندية مع بداية الموسم الكروي، رغبتها بعدم القيام بصفقات خلال الميركاتو الشتوي، إلا أن واقع الإصابات، فرض عليها البحث عن خيارات جديدة، من أجل تعويض الغيابات الكثيرة في صفوف لاعبيها، إلى جانب بطولتي كأس آسيا، وكأس أمم إفريقيا، تتطلبان مشاركة بعض اللاعبين مع منتخباتها.

الإصابات تربك حسابات ريال مدريد مع بداية الموسم الكروي

واجه فريق ريال مدريد الإسباني صعوبات كثيرة منذ بداية الموسم الكروي، أربكت حسابات مدربه كارلو أنشلوتي، بسبب تسجيل عدد من الإصابات الخطيرة في صفوف لاعبيه الأساسيين، ما دفع إدارة النادي إلى التفكير جديا في إبرام صفقات مع لاعبين آخرين على سبيل الإعارة خلال الميركاتو الشتوي الحالي، لتعزيز خطوطه الدفاعية والهجومية على وجه الخصوص.

فقد تعرض البلجيكي حارس ريال مدريد الإسباني، تيبو كورتوا، في 10 من غشت 2023 لإصابة خطيرة على مستوى الرباط الصليبي أثناء تدريبات “المرينغي”، أبعدته عن الميادين لمدة 9 أشهر، بعد إجراء العملية الجراحية، وفترة التأهيل والعلاج الطبيعي.

وبعد هذه الحادثة، عاش “النادي الملكي” حالة من القلق، دفعته إلى البحث عن بديل بشكل مستعجل لتعويض حارس الأساسي، قبل أن يعلن تعاقده مع الإسباني كيبا أريزبالاجا، حارس مرمى فريق تشيلسي الإنجليزي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، على سبيل الإعارة. ويبدل الفريق حاليا جهدا كبيرا لإعادة كورتوا في أقرب وقت ممكن.

وعلى الرغم من سعي الملكي إلى تدعيم صفوفه بأفضل طريقة ممكنة لمواصلة تحقيق الانتصارات والبطولات محليًا وقاريًا، سجل النادي إلى جانب إصابة كورتوا، عدد من الإصابات في صفوف لاعبيه، كالبرازيلي فينيسيوس جونيور، إلى جانب إصابة النمساوي ديفيد ألابا الذي التحق بالبرازيلي إيدير ميليتاو خلال الأيام الماضية، ليصبح ثالث لاعب في ريال مدريد يتعرض لمثل هذه الإصابة، والتي دائما ما تؤدي لغياب المصاب لستة أشهر.

وعلى إثر هذه الواقعة، أصبح نادي ريال مدريد مجبراً على التعاقد مع مدافع جديد، حيث أشارت عدة تقارير، إلى أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لا يمانع في عودة لاعبه السابق، الفرنسي رافايال فاران، لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي لا يشارك مع فريقه الحالي باستمرار.

عدوى الإصابات تنتقل إلى صفوف برشلونة

واجه تشافي هرنانديز، مدرب برشلونة، منذ بداية الموسم الكروي الحالي، صعوبات متكررة في اختيار تشكيلاته أمام الفريق الخصم في عدد من المباريات، بسبب الغيابات والإصابات المتتالية التي طالت اللاعبين البارزين، كإصابة اللاعب الشاب غافي.

ويعتبر غافي لاعب مؤثر للغاية في خطط هيرنانديز، فمع تعرضه للإصابة التي انتهت، بات مدرب برشلونة يفكر في التعاقد مع لاعب جديد يدعم به وسط ميدانه، خاصة وأن الهولدني فرنكي دي يونغ يتعرض إلى الإصابات باستمرار، ما يجعل تشافي غير قادر على تنويع الخيارات، أمام الفريق الخصم.

ووفق ما أفادت به تقارير إعلامية، يستهدف النادي الكتالوني العديد من الأسماء في الميركاتو الشتوي، حتى يساعد مدربه على التعامل مع ضغط المباريات بأفضل طريقة ممكنة، بما أن برشلونة مازال معنياً بسباق التتويج بالدوري الإسباني، وكذلك متأهل إلى الدور ثمن نهائي من دوري أبطال أوروبا.

الإصابات تعصف بنادي ميلان الإيطالي

تعرض نادي ميلان الإيطالي لمشاكل كبيرة بسبب الإصابات، والتي تجاوزت إصابة 25 لاعباً منذ بداية الموسم، مما دفع مدربه إلى الاعتماد على لاعبين في غير مراكزهم، من أجل تعويض النقص الكبير في محور الدفاع.

غير أن تلقى لاعبه الإنجليزي فوكايو تيموري، إصابة قوية ستغيبه عن مدة تقارب الشهرين، أصبح النادي مطالباً بضم مدافع جديد أو مدافعين خلال الميركاتو الشتوي الحالي.

وبالإضافة إلى الإصابات التي ألمت ببعض اللاعبين منذ بداية الموسم، أربكت حسابات المدربين، تسعى بعض الفرق إلى استعادة لاعبيها المعارين من أجل ضمان حلول بديلة، في وقت ترغب أندية أخرى في التخلص من اللاعبين الذين تعاقدت معهم على سبيل الإعارة.

أزمة حكيم زياش مع فريق غلطة سراي

وبعد موسم ناجح عرف تألق الدولي المغربي حكيم زياش رفقة فريقه الحالي غلطة سراي التركي، طفت خلال الأيام الماضية، أنباء عن وجود مشاكل عديدة بين الطرفين في الفترة الماضية، بعد شهور قليلة من بداية الساحر المغربي تجربة جديدة في مساره الكروي على سبيل الإعارة، بعدما سبق له اللعب لأندية هيرنيفين، وإفسي توينتي، وأياكس أمستردام في الدوري الهولندي، وتشيلسي الإنجليزي.

ووفق ما أفادت به تقارير إعلامية، فبالإضافة إلى المشاكل الإدارية التي واجهها الدولي المغربي، لم يعد فريق غلطة سراي التركي بدوره متحمساً لاستمرار حكيم زياش، المعار من نادي تشيلسي، بسبب مشاركته في كأس إفريقيا رفقة أسود الأطلس، وبالتالي عدم الاستفادة من خدماته لمدة تزيد عن شهر ونصف.

أزمة اللاعب البرتغالي ريناتو سانشيز مع نادي روما

مشاكل الإعادة هذه لم تتوقف عند فريق غلطة سراي التركي فقط، حيث برزت مع بداية الميركاتو أزمة غير معلنة بين نادي روما من جهة، واللاعب البرتغالي ريناتو سانشيز وفريقه باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي أعاره في الميركاتو الصيفي إلى روما، ولم يعد النادي الإيطالي راغباً في استمراره إلى نهاية الموسم، ولكن الفريق الفرنسي يرفض قطع الإعارة حاليا إلا في حال توفر عرض بديل.

أزمة اللاعب كارفالو مع فريق ليفربول

عدوى المشاكل بين اللاعبين المتعاقدين على سبيل الإعارة، انتقلت إلى فريق ليفربول الإنجليزي، الذي يرغب استعادة لاعبه كارفالو، الذي يلعب معاراً لنادي لايبزيغ الألماني.

إذ أن المشاكل التي يعاني منها الفريق بسبب كثرة الغيابات والإصابات دفعته إلى هذا الحل، وهو الحال بالنسبة لنادي توتتنهام الإنجليزي، الذي يعتزم قطع إعارة مهاجمه دان سكارليت مع إيبسويتش تاون، التي كان من المفترض أن تستمر لنهاية الموسم، بسبب معانات الفريق مع الإصابات.

وللإشار، ينطلق سوق الانتقالات الشتوية في بداية شهر يناير من كل عام، وينتهي في اليوم الأخير من الشهر نفسه، أو في بداية شهر فبراير. ويعتبر فرصة لبعض الأندية التي تعاني من إصابات في مراكز مؤثرة، وخلق فرص للاعبين جلسوا على دكة البدلاء على سبيل الإعارة، كما تُقطع خلاله إعارات لاعبين لم يحصلوا على الفرصة اللازمة لاكتساب الخبرة.