بين “الكان” والامتحانات.. عين على الكتاب وأخرى تشاهد المباريات

يقع التلاميذ ومعهم الآباء في حيرة من أمرهم، بسبب تزامن مباريات كأس أمم إفريقيا مع الامتحانات، حيث يصعب الموازنة بين مشاهدة المباريات، والتركيز على الاستعداد للامتحان، لتصبح أعين التلميذ مقسمة، فواحدة على الكتاب، وأخرى تلاحق الكرة.

فمن عاش ما حققه “أسود الأطلس” في مونديال قطر، من الصعب أن يتنازل عن مشاهدته في “كان” كوت ديفوار، كما أنه لن يفوت فرصة عيش أجواء المنافسة والتشجيع والحماس.

“الكان”.. استعطاف كروي

ويبقى الآباء في حيرة وخوف وقلق جراء عدم سيطرتهم على الوضع، تقول الأخصائية النفسية زينة فريد، إن ’’نفسية الآباء تتأثر خلال هذا الحدث الكروي الكبير، بسبب خوفهم الكبير من خسارة أولا المنتخب الوطني، ودخول أبنائهم في حالة نفسية معقدة، ومن عدم تمكن أبنائهم من الموازنة بين التشجيع والتحصيل الدراسي، خاصة مع تزامن الامتحانات مع المباريات، لأنهم سيرفضون الدراسة بسبب ذلك، ما سيؤثر على تحصيلهم العلمي’’.

وتضيف فريد في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’تزامن فترة الامتحانات مع مباريات كرة القدم، يخلق إشكالا كبيرا، خاصة وأن الجيل الحالي عاش ملحمة قطر بكل تفاصيلها، ما كون لديه حبا وشغفا كبيرين، وشعور بالافتخار تجاه الوطن والمنتخب الوطني’’.

وتؤكد المتحدثة، أنه ’’لابد من وجود حل لهذه الظاهرة، ظاهرة الهوس بكرة القدم، التي تدفع العديد من التلاميذ إلى الامتناع عن الذهاب للمدرسة، أو تسجيل غياب جماعي’’، مشيرة إلى أن ’’هناك من يدخل معه إلى قاعة الدرس الهاتف المحمول لمتابعة مبارة كرة القدم’’، وهو ما تعتبره الأخصائية، ’’يؤثر بشكل كبير على نفسيته وشعور التلميذ، وبالتالي تحصيله الدراسي’’.

احترام نفسية التلميذ

وتقول الأخصائية النفسية، إن ’’تزامن المباريات مع الامتحانات، تدفع الأساتذة إلى تأجيل الفروض، أو إعادة الدروس والامتحانات أيضا’’. أما بالنسبة للأسر، التي تعاني كثيرا مع أبنائها، تعتبر المتحدثة ذاتها، أنه ’’يجب عليها تقبل الأمر ومحاولة إيجاد حل بينها وبين الجهات المسؤولة، تفاديا لبعض المشاكل التي يمكن أن نتجاوزها’’.

وترى، أنه على المؤسسات التعليمية، أن ’’تحترم نفسية التلاميذ في هذه الفترة، وتقوم بممارسة نوع من الليونة معهم، كمشاهدة المباريات بشكل جماعي في قاعات المؤسسة، ما له من تأثير إيجابي على الطلاب وتحصيلهم الدراسي، أو منح وقت لمشاهدة ذلك، وتعويضه في فترة زمنية أخرى’’، معتبرة أن ’’مثل هذه المناسبات الكروية، لا تكون بشكل مستمر أو على طوال السنة ما يحتم إيجاد حلول لذلك’’.

يشار إلى أن تزامن مباريات المنتخب الوطني خلال منافسات كأس أمم إفريقيا بالكوت ديفوار، أثارت نقاشا كبيرا في صفوف مجموعة من الآباء وأولياء الأمور، خوفا منهم على التحصيل العلمي لأبنائهم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *