الإدريسي لـ”بلادنا24″: النقابات يجب أن تكون منحازة لمطالب الأساتذة.. ولا جدوى من الحوار

قوبلت دعوة نقابتين تعليميتين ذواتي تمثيلية إلى منخرطيهما، بالتوقف عن المشاركة في إضرابات الشغيلة التعليمية الرافضة للنظام الأساسي الجديد، اقتناعا منهما بجدوى التفاوض مع الحكومة لإيجاد مخرج للأزمة، ببلاغات من طرف مكاتب إقليمية تابعة لهما على الصعيد الوطني رافضة لهذا القرار، ومؤكدة في نفس الوقت على الاستمرار في الاحتجاج، إلى حين تحقيق مطالبها ذات الصلة بالنظام سالف الذكر.

ووجدت هاتان النقابتان، وهما الجامعة الحرة للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، نفسيهما أمام انتقادات شديدة اللهجة من طرف أساتذة محسوبين على فئات تعليمية مختلفة، الذين اعتبروا أن غايتهما من وراء ذلك “تشتيت شمل” الشغيلة التعليمية، بعد أن وحدها “نظام المآسي”، كما يصفونه، بعد أن ظل القطاع يعيش على إيقاع الاحتجاجات الفئوية لفترة طويلة.

وفي هذا السياق، أعرب عبد الرزاق الإدريسي، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي، عن أسفه من القرار الذي أصدرته النقابتان سالفتا الذكر إلى المنتمين إليهما، والقاضي بتوقيف الاحتجاجات ضد النظام الأساسي الجديد، مشيرا إلى أن “النقابتين لم تدعوان إلى الاحتجاجات في الأصل، ولكن هذا يبقى موقف النقابتين اللتين تعتبران أنهما مدعوتان للحوار، وهو موقف أقل ما يمكن أن نقول عنه هو أنه ليس في محله، ولكن يبقى لكل نقابة تقديرها”، وفق تعبيره.

وأضاف الكاتب العام الوطني السابق لنقابة “التوجه الديمقراطي”، في تصريح لـ”بلادنا24“، أنه “بالنسبة إلينا، نعتبر أن النقابة يجب أن تكون منحازة انحيازا كاملا لقضايا التعليم في بلادنا، وهذا الموقف هو الذي يؤدي بها إلى أن تكون منحازة لقضايا نساء ورجال التعليم ومطالبهم، وهذه مهمتها، ولا يمكن أن تكون منحازة للطرف الآخر الذي يتماطل ويسوف ولا يأخذ بعين الاعتبار الوضع الذي نعيشه”، موضحا أكثر بالقول، “الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار لحدود الآن، وإلى أن يثبت العكس، الوضع التعليمي العمومي ببلادنا، وطبيعة الحوارين اللذين فتحتهما حول الملف فيها نوع من التماطل وعدم الوضوح والشفافية، وهذه العوامل هي التي أوصلتنا لهذا الوضع”.

وفيما إذا كان الحوار لم يعد ذي جدوى خلال الفترة الحالية، قال القيادي النقابي، “نحن نقول أكثر من ذلك. نقول إن مطالبنا واضحة والحكومة والوزارة وإداراتها لديهم مطالبنا، إذا لا داعي للجلوس إلى الحوار، وهذه الأطراف مدعوة لحل المشاكل المطروحة”، مدافعا عن اللاجدوائية من الحوار، قائلا: “وجهنا عدة مراسلات، وجمعتنا جلسات مع الوزير شكيب بنموسى، ودائما نردد ضرورة حل المشاكل، ونحدد طبيعتها، ونقدم مقترحات الحلول، ولكن دون جدوى، ولا زلنا مستمرون في نفس النسق والاتجاه”، بحسب قوله.

وفيما سجل عبد الرزاق الإدريسي “إقصاء” نقابته من الحوار، لفت إلى “وجود حراك تعليمي لم يأخذ لحد الساعة بعين الاعتبار، وكأن الأمور عادية والدراسة تسير بشكل عادي، ومجرد شرذمة من الرافضين هي التي تقف وراء ما يحدث، لكن هذا غير صحيح، إذ هناك إجماع قوي وسط نساء ورجال التعليم، وأغلب أولياء التلاميذ متضامنون معهم، حتى وإن وصلت بهم الأمور إلى العظم”، على حد تعبيره.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *