الساحل الإفريقي.. صحيفة فرنسية: المغرب يتقدم والجزائر تتراجع وفرنسا تغادر

قالت صحيفة ’’جون أفريك’’ الفرنسية، إنه ’’في الوقت الذي تستمر فيه العلاقات بين المجالس العسكرية الحاكمة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر في التدهور، حيث تتواجد الجزائر بين هذه المجالس، فإن الرباط تضاعف مبادراتها، من أجل كسب الرهان في القارة السمراء’’.

وأضافت الصحيفة، في مقال تحت عنوان “في الساحل الإفريقي.. المغرب يتقدم والجزائر تتراجع وفرنسا تغادر’’، عبارة عن افتتاحية لمدير نشرها الصحفي فرانسوا سودان، أنه ’’كان لصعود الأنظمة العسكرية السيادية في منطقة الساحل، وما تلى ذلك من تفكك الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تأثير على منطقة غرب القارة السمراء’’ .

وسجلت ’’جون أفريك’’، أن ’’فرنسا تتعرض للتشهير من قبل المجلس العسكري الحاكم في باماكو وواغادوغو ونيامي’’. معتبرة أن ’’المغرب ذكي للغاية، وقد وصل إلى القمة على يد نفس زعماء منطقة الساحل”. كما أبزرت في الوقت ذاته، أنه ’’لا فائدة من العودة إلى الأدلة حول تراجع النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل، كما هو واضح للغاية’’.

وأبرز المصدر، أن ’’هناك استراتيجية عقابية يرغب فيها إيمانويل ماكرون، الذي أصبح من الصعب الآن تمييز أهدافه، حيث تغذي استراتيجيته، كراهية الأنظمة العسكرية لفرنسا، وتهدد في النهاية، العلاقات المستقبلية بين فرنسا ودول الساحل الإفريقي’’.

واعتبر فرانسوا سودان، أن ’’المشاعر المعادية لفرنسا تتغذى على ما يعتبره سكان منطقة الساحل، بمثابة سياسة استياء تمارسها ضدهم القوة الاستعمارية السابقة، حيث يمنع الطلاب والفنانون والعاملون الاقتصاديون، من الذهاب إلى باريس’’. مشيرا كذلك، إلى أن ’’تآكل النفوذ الجزائري في المنطقة، هو نموذج مختلف تماما’’.

وأكد المصدر، على أن ’’العرض المغربي تجاه هذه البلدان غير الساحلية، جريء وجذاب في الوقت ذاته، وليس أقل من إعادة توجيه منافذه البحرية من موانئ خليج غينيا نحو المركز المستقبلي للداخلة الأطلسية، بحيث لا تعتمد بعد الآن على أهواء وأمزجة، وعقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والدول الغربية’’. معتبرا أن ’’المغرب الذي امتنع، على عكس الشركاء التاريخيين، لما أصبح مؤخرا تحالف دول الساحل عن إدانة الانقلابات، يستفيد من سمعته الطيبة في المنطقة’’.

وأضاف سودان، أنه ’’في الوقت نفسه، تأثير المغرب ثقافيا ودينيا وإنسانيا واقتصاديا، واجه في البداية العديد من الصعوبة في ترسيخ جذوره على المستويين الدبلوماسي والسياسي، وبالتالي فإن الفرصة لاتخاذ هذه الخطوة، حتى لو على حساب الجزائر، اغتنمتها الرباط  مع التركيز الإضافي على الهدف الأساسي، المتمثل في الاعتراف بمغربية الأقاليم الجنوبية’’. وأردف أنه ’’ستكون هناك قنصليات لمالي والنيجر وتشاد في الداخلة والعيون، فيما بوركينا فاسو لديها بالفعل قنصلياتها منذ عام 2020’’. معتبرا أن ’’الرباط تأمل ذلك بقدر ما تخافه الجزائر’’.

وسجلت ’’جون أفريك’’، أن ’’العملية التي تقوم بها المملكة في منطقة الساحل، هي الأكثر براعة، قائلا: ’’يمكن للمملكة أن تلعب على المدى القصير، دور المحاور بين المجالس العسكرية، والدول الأوروبية، ودول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي تحتفظ بعلاقات وثيقة معها، مثل كوت ديفوار، أو السنغال’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *