في أول زيارة لك لغرب فرنسا، و بالضبط لمدينة “لاروشيل” و هي مدينة صغيرة على ساحل الأطلسي، ستبدأ في ملاحظة بعض جوانب التطابق الكبيرة بينها و بين مدينة “الصويرة” المغربية و التي تعتبر عاصمة الرياح بامتياز، حيث تمتاز لاروشيل بتنوعها الثقافي و الديني، هذا فضلًا عن مطابقة جانبيها السياحي و الهندسي بشكل كبير لمدينة الصويرة المغربية، هذا إضافة للتعايش الكبير بين مختلف الأعراق و الذي يطبع المدينتين منذ عقود.
تطابق هندسي و ثقافي وسياحي و ديني
من أبرز أوجه التشابه بين المدينتين العريقتين، التشابه في المعمار، حيث تسحرك الأسوار التاريخية القائمة منذ سنوات بالمدينتين والتي تبرز الجمال الهندسي، فداخل مدينة “لاروشيل” الفرنسية تجد ساحة شاسعة أمام كلية اللغات تحمل اسم “مدينة الصويرة“، في لافتة مكتوبة باللغتين العربية و الفرنسية.
و ذلك كتعبير عن التشابه الكبير بين المدينتين، وفي الجهة الأخرى تجد في مدينة “الصويرة” المغربية تنوعًا دينيًا ممزوجًا بين الكنائس المسيحية و كذا المساجد الاسلامية، إضافة للمعابد اليهودية، مما يبرز قوة التعايش الثقافي و الديني بين مختلف الشعوب كما هو الحال بالنسبة للاروشيل.
أما بالنسبة للجانب السياحي، فتمتاز المدينتان بقدوم جيوش من السياح من مختلف بقاع العالم كل سنة، طامعين في اكتشاف المعالم التاريخية التي تمتاز بها المدينتين، و غائصين في بحور التنوع الثقافي الذي يطبع كلًا من الصورية و لاروشيل.
قصة الحب الشهيرة بين المدينتين تطورت لاتفاقية توأمة سنة 1999
بعد قصة حب جمعت المدينتين لسنوات، جاء عام 1999 ليترجم ذلك لحقيقة على أرض الواقع بعد لقاء جمع المستشار الملكي “أندري أزولاي“، بالرئيس السابق لبلدية “لاروشيل” “ميشيل كريبو” ، و ذلك في إطار الاحتفال ب“عام المغرب” في فرنسا، لتتطور بعدها قصة الحب الشهيرة بين المدينتين المطلتين على السواحل الأطلسية.
ومن أوجه تطور العلاقة بين المدينتين، ازدياد الحركية الثقافية و السياحية بينهما، حيث تستقبل “لاروشيل“، كل سنة وفودًا مغربية تمثل مجموعة من الجمعيات بالمدينة المغربية، هذا إضافة لفنانين و سياسيين و مثقفين ومخرجين، كما يجري تنظيم ندوات و معارض للصناعة التقليدية المغربية في إطار تبادل الخبرات.
و في الجهة المقابلة، تقوم وفود فرنسية من “لاروشيل“، تضم سياسيين و فنانين بزيارة عاصمة الرياح المغربية، وتقوم فعاليات فرنسية بمنح مجموعة دراجات هوائية لعدد من الأطفال في المناطق الجبلية النائية بما مجموعه 70 دراجة سنويًا، هذا فضلًا عن تسهيل إجراءات التسجيل في الجامعات بلاروشيل بالنسبة للطلبة المغاربة الراغبين في ذلك.
وبالرغم من تعاقب رؤساء بلديات “لاروشيل“، إلا أنهم ظلو محافظين على اتفاقية التوأمة طيلة عقدين من الزمن، كما تزايدت أوجه التعاون نظرًا للاهتمام الكبير التي تحظى به عاصمة الرياح بالنسبة لمسؤولي “لاروشيل“.