من الـ”مداويخ” إلى ”المرضى”.. المغاربة أعادوا “الترابي” لقادة حزب أخنوش

تميزت الأساليب التواصلية لقادة حزب التجمع الوطني للأحرار، بالهجوم  الحاد الذي لا يخلوا من تهديد اتجاه أي مبادرة تنتقد الحزب و تدبيره لأحد القطاعات، ولم تخرج تصريحات قيادة الأحرار الأخير حول “الهاشتاغ الفايسبوكي” الأخير  عن هذه القاعدة التواصلية ، رغم أن اللغة التواصلية  في السياسية مفترض فيها الديبلوماسية خاصة في مواجهة حملات يطلقها أفراد مستقلون لا يوجدون بشكل واضح ضمن دائرة الخصوم السياسيين.

يوم لبس أخنوش ثوب المربي


من الأمثلة الشهيرة على سلوك الأحرار التواصلي الحاد، تصريح عزيز أخنوش الشهيرة و الذي يحمل أسلوب لا يخلو  من ”  عنترية ” و تهديد قائلا ” لي ناقصاه التربية خاصنا نعاودو ليه التربية ديالو”، ويبدوا أن عزيز أخنوش في ذلك اللقاء لم يعي حمولة الكلمة التي ينطق بها أي ” التربية”، وهي الكلمة التي تحيل في القاموس الدارج المغربي على التقويم و الإصلاح الذي لا يخلوا من العنف، ليضع أخنوش يومها نفسه في موقف محرج أمام الرأي العام المغربي الذي ظهر أمامه بثوب  ”الوصي” على المغاربة و المسؤول عن إعادة تقويم ” أخلاقهم”، الشيء الذي كاد أن  يعصف بأسهم أخنوش التواق حينها لدفع حزبه نحو القمة خلال الانتخابات .

 

بوسعيد و ” المداويخ” مصطلح عصف بمسار وزير

لن ينسى المغاربة الخرجة الشهيرة للوزير محمد بوسعيد وزير الاقتصاد بحكومة العثماني حينها ، يوم  نعث المغاربة المقاطعين لبعض المنتجات والمقاولات المغربية من داخل قبة البرلمان المفروض فيها تمثيل الشعب  “بالمداويخ”، العبارة التي ظلت لصيقة بمسار وزير الاقتصاد و المالية حينها حتى إعفائه، والذي كان بإمكانه أن يتجنب استخدام مصطلح مهين في حق الكثير من المغاربة الذي اختاروا  المقاطعة كوسيلة لإيصال أصواتهم، ورغم أن الوزير عاد ليقول عدم وجود  قصدية الإهانة و التجريح، إلا أن الزلة التواصلية للوزير زادت من تصميم المقاطعين أكثر فأكثر، وما لم يتوقعه بوسعيد هو تحول  كلمة  ”شعب المداويخ ” إلى رمز للتعبير و الاحتجاج، حيث أقدم نائب عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل  بتقديم سؤال شفوي مخاطب بوسعيد نفسه، ”شعب المداويخ وأنا واحد منهم يتساءل عن المديونية في المغرب ”.

 

 

الطالبي العلمي و المرضى أخر  صيحات “موضة” التهجم لدى الأحرار

ويبدو أن حزب التجمع الوطني لأحرار لم يستفد من أخطاء الماضي القريب في التواصل حتى  وهو قائد للحكومة، حيث خرج القيادي في الحزب ورئيس مجلس النواب  الطالبي العلمي ليصف أصحاب الحملة الرقمية  ”أخنوش إرحل” بالمرضى ، لتؤجج تصريحات الطالبي العلمي من جديد الاحتقان و تخرج   ملفات الطالبي العلمي القديمة و المتعلقة بالتهرب الضريبي إلى الوجود من جديد، و كأن قادة حزب التجمع الوطني لأحرار يصرون على تسجيل الأهداف في شباكهم عوض محاولة تحسين صورة الحزب و شعبيته.

“داء” لم يسلم منه حتى شباب الحزب

وفيما يبدو فإن العادة التواصلية السيئة أصابت  حتى شباب الحزب، حيث خرجت ياسمين لمغور النائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني لأحرار ، ‎ومسؤولة التواصل الرقمي في شبيبة الحزب، لتصف منتقدي سياسة أخنوش في “الفايسبوك” خلال لقاء حزبي  “بالذباب الالكتروني” وغيرها من الأوصاف، دون أن تشير إلى جهة أو تيار معين على الأقل، بل رمت  بكل من اختار التعبير في منصات التواصل الاجتماعي  في سلة واحدة، الشيء الذي يبرر “التعالي” الذي يتعامل به قادة الحزب مع التعبيرات المختلفة و من ضمنها التعبير عبر الوسائط الرقمية المفترض أن الحزب يدرك وجوده اليوم بشكل مكثف .

ردود الفعل التي أعادت قادة الأحرار ” إلى حجمهم” 

تميزت ردود الفعل  لدى المغاربة و النشطاء الرقميين، باستنكار الهجومات المتتالية لقادة الأحرار ، فقد أدت تصريحات أخنوش ( إعادة الترابي )إلى حملة كبيرة تطالب رئيس الحزب بالإعتذار و التراجع عن تصريحاته، أما الوزير بوسعيد فظل مصطلح ” المداويخ ” يلاحقه إلى أن خرج من الباب الضيق بإعفاء نتيجة خرقات بوزارة الإقتصاد التي أشرف عليها، ويواجه الطالبي العلمي اليوم نفس المصير إذ تم تداول ملفات الطالبي العلمي و المتعلقة بخروقات على مستوى تأدية مستحقات ضريبية و عدم التصريح بمستخدمين لديه.

معضلة تواصلية

توالي خرجات أعضاء حزب الأحرار ” التهجمية” ضد جميع الحملات والانتقادات  الموجهة ضده حتى و إن كانت عفوية، يحيل إلى معضلة تواصلية كبيرة للحزب الذي لا يتقن أعضائه على ما يبدو لغة السياسية والقائمة على الديبلوماسية و تقديم الحجج و التأني في التصريحات ، إذ أن توالي الخرجات الغير المدروسة و الغير المحسوبة سيجعل من السنوات التي سيقضيها الحزب على رأس الحكومة مليئة ”بالضجيج” الذي يصر قادة الحزب على خلقه،  عوض السعي نحو خلق أجواء هادئة تفيد التدبير الحكومي في بدايته .

بلادنا24 ياسر مكوار

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *