مراهنا على “التقدم” رغم “الخلافات”.. هل ينجح ماكرون في تجاوز أزمته؟

يدرك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن العلاقات مع كل من المغرب والجزائر، لا تمر بأفضل لحظاتها. ولهذا، أعرب الاثنين المنصرم، عن رغبته الصريحة في التخلي عن هذه الفترة، وعن “الخلافات”.

وخلال خطابه لعرض سياسة فرنسا الجديدة تجاه إفريقيا، أشار ماكرون تحديدا إلى العلاقة مع البلدين، والتي تحافظ باريس معهما على علاقة لا تخلو من التقلبات، لا سيما مع الجزائر.

وشدد الرئيس الفرنسي، على “أننا سنمضي قدما، فهذه الفترة ليست هي الأفضل، لكن ذلك لن يوقفني”. وفيما يتعلق بالمغرب، أكد أن إرادته هي “المضي قدما حقا”.

وقال ماكرون، إن “الملك يعلم ذلك، لقد أجرينا مناقشات عديدة”، مؤكدا أن لديه “علاقات شخصية ودية” مع الملك محمد السادس.

نفي علاقة فرنسا بأحداث البرلمان الأوروبي

ومع ذلك، أعرب ماكرون عن أسفه، قائلا: “هناك دائما أشخاص يحاولون إعطاء أهمية كبيرة للحوادث والفضائح في البرلمان الأوروبي، والتنصت على القضايا التي كشفت عنها الصحافة”، متسائلا: “هل هي مسألة تخص الحكومة الفرنسية؟ لا. هل كانت فرنسا هي التي صبت الوقود على النار؟ لا”، كما زعم ماكرون، أنه “يجب علينا المضي قدما على الرغم من هذه الخلافات”.

وحاول الرئيس الفرنسي بهذه الكلمات، تخفيف حدة التوتر مع المغرب بشأن قضيتين ساهمتا في إفساد العلاقة، أولها قضية التجسس المزعوم مع برنامج “بيغاسوس”، التي أثارت ضجة صحفية في وقت سابق.

والثانية هي موافقة البرلمان الأوروبي، في يناير الماضي، على قرار يشكك في احترام المغرب لحقوق الإنسان، ولا سيما حرية التعبير، حيث تسبب القرار، وهو الأول ضد المغرب منذ 25 عاما، في زلزال سياسي في البلاد، ودفع البرلمان إلى إعادة النظر في علاقته بالبرلمان الأوروبي.

وردا على تصريحات الرئيس الفرنسي، اتهمت تقارير إعلامية، ماكرون، بـ”التقليل من الأزمة العميقة” التي تمر بها العلاقات الثنائية، وجعلها مجرد “عاصفة عابرة”، في إشارة إلى “الخلافات العميقة” الموجودة بين البلدين، المرتبطة بقضية وجودية للمغاربة، ويتظاهر ماكرون عن عمد بتجاهلها، وهي قضية الصحراء المغربية.

الموقف الفرنسي من الصحراء المغربية

أبانت الرباط في الأشهر الأخيرة، أنها تريد من الحكومة الفرنسية أن تحذو حذو إسبانيا، وغيرها من الدول المؤيدة، بعد أن نقل رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، رسالة دعمه لمقترح الحكم الذاتي، إلى الملك محمد السادس، باعتبارها “الحل الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” لحل النزاع.

وأوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، خلال زيارة قامت بها منتصف دجنبر الماضي إلى الرباط، تحضيرا للزيارة المرتقبة لماكرون للمغرب هذه السنة، أن فرنسا لن تتغير بناء على تصرفات وأفعال الآخرين، قائلة إن “موقفنا واضح ومعروف. فمنذ البداية، نحن نؤيد المغرب بشكل واضح”، مذكرة بدعم فرنسا لمقترح الحكم الذاتي.

العلاقة مع الجزائر

وفيما يتعلق بالجزائر، أعرب ماكرون أيضا، عن رغبته في المضي قدما، وقال إنه يعلم أنه يمكن الاعتماد على “صداقة والتزام الرئيس عبد المجيد تبون”، الذي التقى به خلال زيارته الأخيرة للجزائر في غشت الماضي.

كما سلطت تقارير إعلامية، الضوء على الانسجام والعلاقة الطيبة بين ماكرون وتبون، في حين ندد الرئيس الجزائري أيضا، بوجود “جماعات ضغط” في فرنسا “معادية لعلاقة قوية بين البلدين”.

وكان تبون، قد استنكر الجمعة الماضية، بعض المواقف “غير الودية”، في إشارة إلى العلاقة مع فرنسا، في مقابلة مع التلفزة الجزائرية.

بلادنا24 ـ نجوى رضواني 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *