في ظل تفاقم الأزمة الدبلوماسية “الصامتة” بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، أقدمت الأخيرة يومه السبت، على خطوة تصعيدية غير مسبوقة تمثلت في استقبالها لوفد من جبهة “البوليساريو” بشكل رسمي داخل البرلمان الفرنسي.
استقبال الانفصاليين
وتكون الوفد الذي حل بفرنسا، من ممثل البوليساريو بفرنسا المدعو محمد سيداتي، مرفوقا بالناشطة الانفصالية، سلطانة خية، والتي تدعي دفاعها عن ما أسمته “حقوق الشعب الصحراوي“.
هذا وجرى استقبال الوفد الانفصالي داخل مبنى البرلمان من طرف رئيس البرلمان والنائب البرلماني جون بول لوكوك، حيث من المرتقب أن تستمر زيارتهم للديار الفرنسية أسبوعًا من الزمن، سيعقدون فيها ندوات ولقاءات مع فعاليات اجتماعية و سياسية فرنسية.
“فتور” العلاقات الدبلوماسية
وتستمر فرنسا في معاداة مصالح المغرب في ظل “فتور” العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، انطلاقًا من أزمة تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة، وكذا جدل ترحيل الإمام “إكويسن” على رأس لائحة من الأئمة المغاربة التي تعتزم فرنسا ترحيلهم رغم إقامتهم بشكل قانوني في البلاد، ثم تقاربها الأخير مع الجارة الشرقية للمملكة.
توجس باريس
هذا وأرجع مراد غالي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الدولية الخاصة لأكادير في تصريح لـ“بلادنا24”، توجس باريس من الرباط ومعاداتها لمصالحها، إلى “الواقع الدبلوماسي المغربي، حيث أن المغرب بات دولة قادرة على التأثير في القرارات السياسية والدبلوماسية“.
كما أشار غالي لسبب آخر يبرر معاداة فرنسا للمغرب، وهو اتجاه المملكة لاعتماد “الأنغلوساكسونية” بدل “الفرنكفونية” وهو ما أثار حفيظة فرنسا نظرًا للتغلغل الفرنسي الذي كان موجودًا على مستوى الثقافة و اللغة في المغرب.
ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس، قد أكد في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب على أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم“، مشددا على أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.
حيث أرجع مجموعة من المحللين و الخبراء فحوى الخطاب على أنه رسالة واضحة لفرنسا بالخروج عن حيادها وتبني قرار يتماشى مع رؤية المملكة، كما هو الشأن بالنسبة لإسبانيا وكذلك ألمانيا، اللذان أكدا على دعمهما لمقترح الحكم الذاتي.