رحلة البحث عن عبد العالي.. اختفى قبل سنة من منزله بالريف دون أن يترك أثرا وراءه

بلادنا24 |

منذ 19 يوميا وهو يجول في شوارع طنجة، يحمل صورة فوتوغرافية لابنه الذي خرج قبل سنة من المنزل فارا من اعتداء شقيقه عليه، ولم يعد منذ ذلك الحين. العم محمد توزاني، رجل في الستينيات من عمره، أنهكه الزمن وأكملت طنجة على ما أبقاه الدهر.

التقيناه صدفة في كورنيش طنجة صباح الأحد، كان هائما يجول بين طاولات طنجة بحثا عن شخص يدله على ابنه، كان سؤاله بدارجة ثقيلة: “هل رأيتم هذا الشاب”، وكان جواب من يسألهم هز رأسهم بالنفي، لكن الأعين كانت تلاحقه في حسرة على حاله، رجل يبحث عن فلذة كبده، لكن ما يثير في الصورة أنها ليست لطفل تاه في السوق، أو شابة هربت من البادية خوفا من العار، بل لشاب لم يته ولا يهرب من العار في مجتمع يؤمن بعار المرأة فقط.

كان السؤال في حد ذاته الذي وجهناه للعم محمد، كطوق إغاثة له، حتى يتنفس الصعداء ويجلس ليحكي قصة اختفاء ابنه قبل سنة.

عراك من أجل فتاة!

حكى العم محمد أن ابنه القاصر آنذاك، ترك المنزل قبل إتمامه 18 سنة بقليل، ومرت سنة على رحيله ومنذ ذاك الحين لم يتواصل مع أسرته، أما حول سبب هروبه فأجاب العم محمد بكلمات ريفية متثاقلة، من أجل فتاة، هناك أمر وقع ثم أخاه ضربه وهو لم يتقبل الأمر فخرج ولم يعد.

يرفض العم محمد كشف المزيد من التفاصيل عن اختفاء الإبن، ثم ينتقل للحديث عن كونه جاء منذ 19 يوما لطنجة، من أجل البحث عنه، لكن لماذا جئت الآن وليس قبل بعدما اختفى الإبن؟ يتفاجى العم محمد بالسؤال وكأنه لم يكن ينتظره ليجيب: “أمه هي السبب، إنها لا تقوى على العيش بدون ابنها، لكنه أصابني بالجنون، إنه متهور وقد ترك المنزل وأتى إلى هنا ولست أدري أهو حي أم ميت”.

خيط مقطوع

يقول العم محمد أنه بعد أيام من البحث وصل إلى مكان عمل ابنه، حيث كان يعمل غاسل آواني في مقهى للشيشة، لكن مالك المقهى أخبره بأنه ترك العمل ورحل.

لم يفقد الأب الأمل وتوجه للشرطة التي أخبرته أنهم لا يملكون ما يمكن القيام مادام ابنه لا يملك بطاقة تعريف وطنية، وأن بحثهم لن يفضي أبدا إلى أي نتيجة، فعاد الأب للبحث في الشوارع لعله يجد سبيلا إلى ابنه، وحاملا رقم هاتفه يمده لكل الناس ويخبرهم أن يتصلوا به إن هم شاهدوا ابنه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *