سكينة العلمي تختلف الرؤية الفنية من مخرج لآخر، باعتباره صانع العمل والمشرف على كل تفاصيله، فكل مخرج يتميز بأسلوب ولمسة خاصة في معالجة مختلف المواضيع والإشكاليات، من خلال السينما.
وفي هذا الصدد، يحرص المخرج المغربي، الهواري غباري، على توظيف الجانب التأملي والرمزي في أعماله، التي تطرح مختلف القضايا الاجتماعية الشائكة بطريقة خاصة، رغم تداولها في الكثير من الأعمال.
لا تستهويه الأفكار الجاهزة ولا تحرك حواسه، بل يعمل على تقديم لوحة فنية رمزية تحمل بين طياتها مختلف الرسائل.
وفي حوار مع “بلادنا24“، تحدث لنا الهواري عن فيلمه “ذاكرة النسيان”، الذي سيعرض قريبا، بمشاركة مختلف الوجوه الفنية، أبرزها نجاة الوافي، جمال العبابسي وغيرهم.
“ذاكرة للنسيان، حفر فني في الماضي من أجل تجاوز جراحه لبلوغ مرحلة النسيان، أو المصالحة مع الطفل الذي بداخلنا”، بهذه العبارة استهل المخرج والشاعر المغربي حديثه حول دلالة العنوان.
و اختار غباري، من خلال الفيلم، تسليط الضوء على الفتاة القروية وظاهرة زواج القاصرات، معبرا: “الموضوع راهني، حالات اغتصاب الطفلات في القرى النائية وزواج القاصرات مازال مطروحا، ويشغل بال المجتمع المدني الحقوقي، لكن بالنسبة لطريقة اشتغالي حرصت على أن تكون مختلفة، من خلال سيناريو مختلف، وطريقة إخراج تراهن على توظيف الصمت في المشاهد التي أعطت للفيلم طابعا تأمليا”.
كما يحمل ملصق الفيلم دلالات عديدة، عبر عنها المخرج مسترسلا: “بخصوص الملصق نشاهد كاميرا قادمة من الضوء تقتحم مجالا مظلما، تلك هي السينما، التي تسلط الضوء على الخرافة والمسكوت عنه”.
مضيفا لـ“بلادنا24“: “الفيلم في مراحله النهائية ليبدأ مسيرته نحو المهرجانات المختصة داخل أو خارج المغرب”.
وبخصوص الفيلم المغربي، “انهض يا مغرب”، الذي أثار الجدل في الآونة الأخيرة، بسبب تشابه أحداثه مع الواقع المعاش، والذي تنبأ بتأهل المنتخب المغربي إلى نصف النهائي في بطولة كأس العالم قبل 18 سنة، تابع الهواري قائلا: “لم أشاهد الفيلم للأسف، وبالنسبة لي الجانب السينمائي والجمالي، هو ما يجعلني أحكم على فيلم سينمائي وليس شيئا آخر”.
وفيما يخص جديده الفني، كشف المخرج أنه بصدد تحضير مشاريع أفلام طويلة، معربا: “أبحث عن فرصة للدعم حتى أتمكن من إخراجها للوجود”.
واختتم حديثه: “لا أتبع اختيارا معينا أو مواضيع خاصة في أعمالي، بل يهمني تناول أي موضوع بأسلوبي وطريقتي الخاصة في الإخراج”.
