سكينة العلمي “تحضر المرأة بشكل مكثف في أعمالي، هذا لا يعتبر اختيارا نهائيا، لكنني أجسد من خلالها، قناعاتي واهتمامي بقضايا المرأة خاصة، وهذه القناعات فرضتها ظروف معينة “، بهذه العبارة استهل الشاعر والمخرج المغربي المقيم بالديار البلجيكية، هواري غباري، حواره مع “بلادنا24“، حيث تحدث هذا الأخير عن مختلف أعماله الشعرية والإخراجية، بإصداره ديوانا شعريا بعنوان “حدثني الماء”، وكتابا جماعيا بعنوان “بروكسيل المغربية “.
وقام بإخراج العديد من الأفلام القصيرة، ذكر من بينها، فيلم ” تفاحة “، وهو فيلم مدته 10 دقائق فقط، يعالج من خلاله قضية الابتزاز الجنسي في الجامعات المغربية، أو “الجنس مقابل النقط”، حسب تعبيره، في محاولة لطرح موضوع شائك للنقاش ومسكوت عنه، في قالب فني دلالي عن فتاة تدعى “تفاحة” باعتبارها رمز الفاكهة المحرمة، التي يستباح أكلها، فتتلقى الابتزاز من طرف أستاذ جامعي، وتعاني من نظرة المجتمع التي تحمل المرأة الضحية جرم الرجل، الفيلم من بطولة الممثل جمال لعبابسي، وحسناء المومني، ومحمد الصوفي وآخرين.
بالإضافة إلى فيلم “طفل الحب”، وهو فيلم ينتصر فيه الشاعر المغربي للحب، ويقارب إشكالية الحريات الفردية من خلال قصة أنيسة، التي تكتشف حملها بعد وفاة حبيبها في حادثة سير، لتقرر الاحتفاظ بالطفل باعتباره “طفل حب ” وثمرة قصة جميلة عاشتها متحدية نظرة المجتمع، ومعلنة أنه ليس “ولد الحرام”.
ومرة أخرى يجسد المخرج المغربي من خلال هذا العمل، الرؤية الدونية للمرأة في مجتمع قد يراها ككائن للمتعة فقط، كما تناول ظاهرة الأمهات العازبات. وقد فاز الفيلم بجائزة مهرجان “أفلام الجنوب”، الذي نظم في العاصمة البلجيكية بروكسيل في دورته العاشرة.
وخلال حديثه، تحدث الهواري، أيضا، عن فيلم “النشبة”، الذي يعالج موضوع “الجرائم الجنسية عبر الأنترنيت “، والحائز على الجائزة الكبرى بمهرجان السينما والأمل بالدار البيضاء.
وفي هذا الصدد، عبر المتحدث ل”بلادنا24″عن اعتزازه معتبرا أن :”كل جائزة يحصل عليها تكون بمثابة اعتراف بالجهد الذي قدمه، وتشجيعا لما هو قادم لتحقيق نجاحات أكبر “.
و أخرج الهواري غباري، أيضا فيلم “بوخنشة “، وغيرهم من الأعمال، التي يحاول من خلالها المبدع، معالجة مختلف القضايا المجتمعية، رغم الإمكانيات المادية البسيطة، لكنها تحمل رسائل قوية و تعد مرآة عاكسة للمجتمع.
وبالحديث عن واقع السينما المغربية، أضاف المخرج الهواري غباري أن “السينما المغربية ليست لها هوية واضحة، هناك تجارب ومد وجزر لكن المشوار مازال طويلا أمامها.” وأضاف أن رسالة الفنان تكمن في الجمال وتهذيب الذوق، قائلا: “أنا أعمل على تقديم لوحة فنية رمزية، في خلفيتها مختلف الرسائل، تجعل المشاهد يتأمل ويفكر، وأحترم قناعات كل مخرج يسعى لتقديم أفكار مباشرة وجاهزة للجمهور يستهلكها بشكل سريع ولا تحرك حواسه، بهدف مادي أو ربحي”.
وحسب رأي المخرج، “الفن قبل أن يحمل رسالة، يعد هدفه الأسمى، خلق المتعة و التمكن من رؤية الجمال الذي يكمن في طياته “.
وبخصوص جديده الفني، أخرج غباري مؤخرا فيلم “ذاكرة للنسيان “، حيث يسلط الضوء من خلاله على الفتاة القروية وظاهرة زواج القاصرات من بطولة نجاة الوافي، جمال العبابسي، سعيد ظريف وغيرهم، إضافة إلى مشروع فيلم طويل مايزال منكبا على تحضيره .
