دي ميستورا في الجزائر وموريتانيا… تصلب مواقف وحياد “إيجابي”

اختتم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، ليل الأحد، زيارته لمخيمات تندوف والتي إمتدت ليومين منذ فجر يوم السبت وإلى غاية مساء الأحد، عقد فيها جملة من الإجتماعات مع قيادات جبهة البوليساريو السياسية والعسكرية، ومت تسميه بالفعاليات المدنية من شباب ونسوة.

بعد زيارته لمخيمات تندوف يتجه إلى الجزائر

 

وانتقل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا بعد زيارته لمخيمات تندوف إلى الجزائر، إذ يبدأ زيارته لها اليوم الإثنين واستمر إلى غاية يوم الجمعة المقبل، يلتقي فيها المسؤوليين الحكوميين الجزائريين، قبل التنقل صوب موريتانيا بتاريخ العاشر من شتنبر الجاري، من أجل بحث النزاع مع الحكومة الموريتانية، في إطار إستكمال جولته بالمنطقة التي بدأها من المملكة المغربية في يناير الماضي.

ويلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا خلال زيارته للمنطقة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بالإضافة لوزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، والمكلف بملف الصحراء والمغرب العربي في وزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، إذ يروم من خلالها تعميق المشاورات مع جميع المعنيين بشأن آفاق بناء العملية السياسية في الصحراء إستكمالا لجهود المبعوث السابق هورست كولر.

ويبحث المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا رفقة المسؤولين الجزائريين عدة محاور فيما يخص نزاع الصحراء، أهمها المشاركة في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في سبيل كسر حالة الجمود السائدة منذ إستقالة المبعوث الشخصي السابق، هورست كولر، وكيفية أجرأتها وصيغتها على ضوء الجهود التي قام به سلفه المستقيل، هورست كولر، وفي ظل الرفض المعبر عنه من طرف الجزائر وجبهة البوليساريو لصيغة الموائد المستديرة بحضور المحاورين الأربعة، ويتعلق الأمر بالمغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو.

خرق جبهة البوليساريو لإتفاق وقف إطلاق النار

 

وسيناقش المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا في سياق لقاءاته بالمسؤولين الجزائريين مسألة خرق جبهة البوليساريو لإتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 بتاريخ 13 نونبر 2020، حالة التوتر السائدة شرق الجدار الرملي بسبب ما تصفه الأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بـ “الأعمال العدائية” وجوب وقفها لتيسير العملية السياسية وجمع الأطراف على طاولة المشاورات، وتسهيل مهمة البعثة الأممية في الصحراء “مينورسو” القاضية بمراقبة إتفاق وقف إطلاق النار.

ويخصص المبعوث الشخصي لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، خلال مباحثاته حيزا مهما من مناقشاته لتبادل وجهات النظر حول الأزمة الحالية بين الجزائر والمملكة المغربية وقطع العلاقات من قِبل الجانب الجزائري، والتداعيات السلبية لذلك على النزاع وإنعكاسها على المسار السياسي للملف من خلال حالة تصلب المواقف وصعوبة الجلوس على طاولة واحدة برعاية أممية.

الترويج لـ “الحرب الوهمية”

ومن جانب آخر، لن يدخر النظام الجزائري خلال الإجتماعات المرتقبة جهدا في محاولة الترويج لـ “الحرب الوهمية” وجعلها غطاءً لوجوب إدانة المملكة المغربية وتصدير صورة خطورة ذلك على أمن وإستقرار المنطقة من أجل الضغط على المبعوث الشخصي لإتهاء خطوات أكبر تتجاوز الموائد المستديرة نحو جلوس المغرب وجبهة البوليساريو وجها لوجه لتسوية النزاع، والنأي بنفسها عن كونها طرفا أساسيا عبر تسويق أطروحة “البلد الجار او الملاحظ” فقط بعيدا عن ما يطالب به المغرب كونها طرفا أساسيا في النزاع ومسؤولة مباشرة عنه.

وفي سياق محاولة بسط صورة المسؤولية فيما يخص النزاع، من المؤكد أن يبسط النظام الجزائري دعمه لجهود الأمم المتحدة ومساعي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، لكن عبر المرور بقناة “تقرير المصير” كشرط أساسي لذلك الدعم، في حين أن مسألة مناقشة الازمة الجزائرية المغربية لن تجد أي آذان صاغية لدى الجزائر بحكم رفضها الحديث عنها ورفضها سابقا لعدة محاولات للوساطة مع الرباط، وإن كان ذلك على حساب إعادة إحياء العملية السياسية لنزاع الصحراء الذي يهدد أمن وإستقرار المنطقة حسب وصفها.

لقاء الرئيس الموريتاني

وفيما يتعلق بشق زيارة ستافان دي ميستورا إلى موريتانيا التي تبدأ بتاريخ العاشر من شتنبر، سيلتقي المبعوث الشخصي الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواتي، فضلا عن وزير الشؤون الخارجية الموريتانية، محمد سالم ولد مرزوگ، حيث سيتقدم ستافان دي ميستورا للجانب الموريتاني رؤيته للنزاع وإمتداداته وتاثيراته على المنطقة برمتها وإرتباطه بأمن وإستقرار المنطقة، لاسيما بعد نشوب الأعمال العدائية شرق الجدار الرملي على ضوء ما أعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش في تقريره السابق الذي يسبق قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء رقم 2602 ذلك الصادر في نهاية اكتوبر 2021.

وسيبسط المبعوث الشخصي لنزاع الصحراء خلال لقائه بالمحاورين الموريتانيين المساعي التي يبذلها من أجل إعادة إطلاق وبناء العملية السياسية لنزاع الصحراء، فضلا عن إستقصاء وجهة نظرهم حول المشاركة فيها والإنخراط في تلك المساعي الأممية لتيسير الحوار وفض حالة التوتر السائدة بين المغرب وجبهة البوليساريو من جهة، وبين الجزائر والمغرب من جهة أخرى، وبحث مسألة تدخل الجانب الموريتاني للتهدئة إتساقا والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في هذا الصدد.

ومن المقرر أن تؤكد انواكشوط خلال لقاءات مسؤوليها بالمبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا دعمها للمساعي الأممية لحل الملف المتعثر وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، بالإضافة لإعلان موافقتها على الإنخراط بشكل إيجابي في العملية السياسية لنزاع الصحراء للبحث عن تسوية سياسية دائمة إنطلاقا من تصورها المبني على حد وصفها على الحياد الإيجابي.ط وعلى كونها جزءا من الحل وليس الإشكال.

الحياد الموريتاني

ومن المنتظر أن تنأى انواكشوط خلال اجتماعات مسؤوليها بالمبعوث الشخصي لنزاع الصحراء عن حالة التوتر السائدة بين الجزائر والمملكة المغربية لإلمامها بصعوبة تحقيق أي تقارب بين البلدين وعدائية الموقف الجزائري تجاه الرباط وإرتباط ذلك بمواقف سيادية للبلدين سواء بالنسبة للجزائر أو الرباط.

ومن خلال الإشارات البادية من جولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا للمنطقة، وتقسيمها على جولتين والقطيعة الجزائرية المغربية، وتصلب موقف المغرب وجبهة البوليساريو أيضا، وعدم زيارة ستافان دي ميستورا للأقاليم الجنوبية للمملكة بات في حكم المؤكد إستحالة إطلاق العملية السياسية للملف خلال الوقت الحالي أو على الأقل الستة أشهر المقبلة، ما يعني فشلا ذريعا للمبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، الذي لن يجد أي تطور قصد تقديمه خلال إحاطته المزمع بسطُها أمام مجلس الأمن الدولي في شهر أكتوبر المقبل موعد انتهاء الولاية الإنتدابية لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو”، وكذا موعد تمديد ولايتها لسنة مقبلة قد تحمل معها تطورات في حالة إنهاء النفور الجزائري المغربي.

بلادنا24: الوالي الزاز

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *