خبير في قضايا الأمن والإرهاب يفسر لـ”بلادنا24″ دور المغرب في مكافحة الإرهاب بدول الساحل

يلعب المغرب أدوارا طلائعية في مكافحة الإرهاب على المستوى الوطني والدولي، ما جعله يحتل الصدارة في هذا المجال بشكل جعل العديد من الدول تشيد بمجهوداته وتتهافت على الاستفادة من الخبرات التي راكمها.

وتكمن قوة المغرب في مجال مكافحة الإرهاب ،في تمكنه من توفير معلومات أمنية واستخباراتية تحول دون حدوث هجمات إرهابية وتحبط جلّ المخططات الرامية إلى ذلك، وهذا لا ينحصر في مجال الحدود الوطنية فقط، بل أصبح بإمكانه توفير هذه المعلومات على المستوى الإقليمي والدولي وتحذير دول كبرى ومتقدمة من هجمات إرهابية محتملة، وهو ما تم فعلا في العديد من الوقائع التي اعترفت فيها بعض الدول، بأنها تمكنت من إحباط مخططات وهجمات وتفكيك خلايا إرهابية بفضل معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المملكة.

وفي هذا الصدد، يأخذ المغرب على عاتقه مسؤولية مكافحة الإرهاب خاصة في الدول المجاورة التي قد يشكل المس باستقرارها خطراً، ونتحدث هنا عن دول الساحل التي باتت مرتعاً للجماعات الإجرامية والمنظمات الإرهابية الخطيرة ،نظراً للوضعية التي تشهدها سواء على المستوى الأمني أو التنموي، ما جعل المغرب يمد يد المساعدة لهذه الدول من خلال تكوينها وتكوين أطرها في هذا المجال، ووضع خبرته رهن إشارتها للاستفادة منها.

وقال محمد بنحمو، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، وخبير دولي في قضايا الأمن والإرهاب، في اتصال هاتفي مع موقع “بلادنا24” أن: “الوضعية الأمنية في منطقة الساحل والصحراء تعرف هشاشا على مستويات كثيرة وتشهد تنامي مختلف التهديدات، كما تتميز هذه المنطقة بحضور وتدخل عدد من الفاعلين بمن فيهم التنظيمات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية العابرة للحدود والجماعات المتمردة”.

وأوضح بنحمو بأن المنطقة تعرف حالة لااستقرار وتشهد أوضاعا اقتصادية واجتماعية مزرية، وهذه كلها عوامل تجعل المنطقة ملاذا آمنا للتنظيمات والجماعات الإجرامية والإرهابية، التي تحاول استغلال كل الفرص التي من الممكن أن تتاح لها من أجل تنفيذ مخططاتها وأهدافها الإجرامية.

وهنا يأتي دور المغرب بخبرته التي لا يُستهان بها في مجال مكافحة الإرهاب والذي راكم خبرات كبيرة يُضرب بها المثال على المستوى العالمي وهو ما شهدناه في مناسبات عديدة قدمت فيها المملكة معلومات حساسة وبشكل استباقي حول تهديدات وهجمات إرهابية محتملة لدول كبرى، وبالتالي فإن “الخبرة التي راكمتها المملكة جعلتها تقوم بأدوار مهمة في مكافحة الإرهاب سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي على اعتبار أن الإرهاب هو تهديد جماعي”.

وأشار بنحمو إلى أن الجماعات الإرهابية تنشط وتتحرك في مناطق مختلفة وعلى مستوى مجالات عديدة ،وبالتالي لا يمكن  للمغرب أن يحصر دوره داخل نطاق الحدود الوطنية فقط، وأنه منخرط بشكل فعال في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل التي تعرف تنامي التهديدات والجماعات الإرهابية من خلال تقديم العديد من المساعدات، خاصة فيما يرتبط بالجانب الاستخباراتي من تبادل للمعلومات وكذا تبادل الخبرات، كما أنه يلعب دورا كبيرا في تكوين وتأطير دول منطقة الساحل في مجال مكافحة الإرهاب في إطار تمكين هذه الدول مما راكمه من خبرات.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *