بوريطة: التواطؤ ضد سيادة الدول واستقرارها يخلق تحالفًا بين الجماعات الإرهابية والانفصالية

انطلقت صباح اليوم الاربعاء، أشغال الإجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش”، بمدينة مراكش بحضور ممثلي 85 دولة من مختلف قارات العالم أجمعت على وجوب تطويق المنظمة الإرهابية.

وأثنى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة خلال كلمة إفتتاحية له على إحتضان مدينة مراكش للإجتماع الوزاري، مشيدا بالدور المركزي الذي لعبه وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن الغائب عن الإجتماع بسبب إصابته بفيروس كورونا في ذلك، مشددا أن له نفس الإرادة لرؤية نتائج الاجتماع.

وقال ناصر بوريطة في كلمته انه على الرغم من العامين الماضيين المليئين بالتحديات بسبب الوباء، فقد تمكن التحالف العالمي من زيادة وتكثيف إجراءاته المصممة لدرء تهديد الإرهاب والتوسع من خلال انضمام دولة البنين ايضا، مشيرا أن العدد غير المسبوق من البلدان من أفريقيا وآسيا المشاركة في هذا الاجتماع كمراقبين هو قوة مضاعفة أخرى لتحقيق أهداف الإجتماع.

وشدد ناصر بوريطة أن ذلك  يعكس حقيقة أن الإجتماع يمثل تطوراً جوهرياً للتوجه الاستراتيجي للتحالف، بالاستناد إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية تتعلق بتأكيد الهزيمة الإقليمية لداعش في الشرق الأوسط مايسمح بتوجيه المزيد من الدعم نحو بناء القدرات الوطنية في المنطقة، ثم الاستقرار ، وبناء القدرات بقيادة مدنية والتواصل الاستراتيجي،  فضلا عن تمكن التحالف من تحديد أولويات استجابته للتهديد الإرهابي المتطور في مناطق أخرى من العالم، بناءً على نهج شامل يدعم الآليات الوطنية والإقليمية القائمة.

وكشف ناصر بوريطة، ان تنظيم داعش الإرهابي باتت سمعته الأكثر سوءا وفتكًا بالعالم في عام 2021، وفي الوقت نفسه أصبحت أفريقيا هدفه الرئيسي، حيث عانت 41٪ من جميع هجمات داعش في جميع أنحاء العالم.

وبسط وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، خلال كلمته 8 حقائق عن حالة التهديد في القارة الأفريقية، مشيرا أن العنف ازداد مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، وسجل ارتفاعا بنسبة 40 إلى 60٪ من حيث الوفيات والاعتداءات، بالٱضافة لوقوع 3.461 ضحية ليصل عدد القتلى إلى 30.000 شخص خلال الـ 15 عامًا الماضية، موردا أنه في عام 2021 ، كانت أفريقيا جنوب الصحراء مسؤولة عن 48٪ من وفيات الإرهاب العالمي .

وأضاف أن  منطقة الساحل هي موطن الجماعات الإرهابية الأسرع نموًا والأكثر فتكًا في العالم، إذ شكلت الوفيات في منطقة الساحل 35٪ من الوفيات الناجمة عن الإرهاب العالمي في عام 2021 ، مقارنة بـ 1٪ فقط في عام 2007. وزاد عدد القتلى بسبب الإرهاب بأكثر من 1.000٪ بين عامي 2007 و 2021 في منطقة الساحل، مردفا أن منطقة غرب أفريقيا والساحل هما أكثر المناطق تضررا في أفريقيا ، حيث يوجد أكثر من 1.4 مليون نازح داخليا بسبب المواجهات المستمرة.

وأكد أنه خلال العقد الماضي كلف الأثر الاقتصادي للإرهاب القارة خسارة إجمالية قدرها 171 مليار دولار – وهو مبلغ ضاع في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مضيفا أنه جرى تسجيل 27 كيانا إرهابيا متمركزة في أفريقيا على قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، و هذا مؤشر واضح على صلاتهم بالجماعات الإرهابية العالمية الرئيسية.

وتابع الوزير أن التهديد الإرهابي وصل في إفريقيا الآن إلى سواحل الأطلسي، كما ظهرت الروابط بين الإرهاب والقرصنة في خليج غينيا في ظل سعي الجماعات الإرهابية تسعى أيضا للسيطرة على الموارد الطبيعية بمنطقة القرن الأفريقي، مشيرا أن هناك اتجاها مقلقا يتزايد دون أن يلقى الاهتمام اللازم، ويتعلق بالصلة بين الإرهاب والانفصالية، مؤكدا أن التواطؤ ضد سيادة الدول واستقرارها، يخلق تحالفًا موضوعيًا بين الجماعات الإرهابية والانفصالية.

وابرز الوزير أن ذلك تأكد من خلال تزايد عدد الأفراد الذين ينتقلون من الجماعات الانفصالية إلى الجماعات الإرهابية والعكس صحيح، موردا أنه غالبًا ما تكون النزعة الانفصالية والإرهاب وجهين لعملة واحدة، موضحا أن  أولئك الذين يمولون الانفصالية ويؤوونهم ويدعمون ويستخدمون أسلحة يساهمون في الواقع في نشر الإرهاب ويزيد من تعريض السلام والأمن الإقليميين للخطر.

وقال الوزير ان الإجتماع فرصة للإعراب عن التضامن الفعال مع أفريقيا في محاربة التهديد الذي يشكله داعش، وتعزيز  ملكية الدول الأفريقية لسياسات واستراتيجيات فعالة لمكافحة الإرهاب، ودعم المبادرات الوطنية والإقليمية الفرعية القائمة، مثل تلك الخاصة بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

وأشار ناصر بوريطة أن المغرب يعتمد عقيدة الدعوة إلى التعددية، ولا سيما تلك التي تعزز التضامن والملكية والشمول، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات وتدريب القادة الدينيين.

وأضاف ناصر بوريطة ان المغرب سيُحيي في غضون أيام قليلة ذكرى حزينة لهجمات الدار البيضاء الإرهابية في 16 مايو 2003، إذ وضعت المملكة بقيادة الملك محمد السادس  استراتيجية فعالة وشاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وقد مكن هذا الجهد المغرب من تفكيك أكثر من 210 خلية إرهابية منذ عام 2002 من بين إنجازات أخرى، مشيدا بأجهزة الأمن المغربية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *