مريم الحمداوي يعيش المغرب للسنة السادسة على التوالي، موسم جفاف، الذي يعتبر من أبرز التحديات التي تعيق سيرورة القطاع الزراعي، الذي يعد بمثابة العمود الفقري، المصدر الرئيسي لدخل 40 بالمئة من عمالة البلاد.
وتشكل الزراعة بالمغرب العمود الفقري للاقتصاد الوطني، نظرا لمساهمتها الكبيرة في النمو، وارتباط مختلف القطاعات بها، خاصة الصناعات الغذائية التي يتم تصدير جزء كبير منها.
وفي هذا السياق، قال علي الغنبوري، محلل اقتصادي في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’تضرر القطاع الزراعي أو الفلاحي بالمغرب، يؤثر بشكل مباشر على عنصرين أساسين، وهما النمو الاقتصادي، ونسبة البطالة’’.
الجفاف يرفع البطالة
وأشار الغنبوري، إلى ’’تقرير المندوبية السامية للتخطيط، الذي أكدت من خلاله على أنه فقدنا أكثر من 159 ألف منصب شغل بالعالم القروي’’ معتبرا أن ’’هذا أول تأثير متعلق بالشغيل’’، مضيفا أن ’’نسبة 13 في المائة من البطالة سببها الاول، هو فقدان مناصب الشغل بالمجال الفلاحي’’.
وأكد المحلل الاقتصادي، على أن ’’تأثير الجفاف على المجال الاقصادي بالعالم القروي واضح، بحيث أن جميع الأنشطة التي تقوم بها ساكنة العالم القروي مرتبطة بزراعات معيشية’’، مضيفا أنه ’’حينما لا تكون لدينا التساقطات المطرية، ولا تكون تلك الزراعات المعيشية تنعكس على الوضعية الاقتصادية’’.
التحديات المناخية تؤثر على النمو
وقال المتحدث ذاته، أنه ’’لدينا إشكاليات فيما يتعلق بالنمو، حيث أصبحنا لا نصل إلى نسبة 3 في المائة بفعل الجفاف، بسبب تضرر النمو الاقتصادي وتأثيره المباشر على الوضعية الاقتصادية المرتبطة بالتشغيل في العالم القروي’’، مضيفا ’’السنة الماضية فقدنا أزيد من 260 ألف شغل بالعالم القروي، ومابين الفصل الأول والفصل الأول لهذه السنة فقدنا 159 ألف منصب شغل بعد تأثير كبير، وأيضا فيما يعلق بمردودية القطاع الفلاحي وانعكاسها على النمو حيث لم نعد نتجاوز 3 في المائة بسبب المساهمة الضعيفة للقطاع الفبلاحي في النمو’’.
وأكد الغنبوري، على أن ’’ارتفاع نسبة البطالة في المغرب راجع بالأساس إلى الجفاف وانعكاسه على المجال الزراعي، لأن أغلب الأنشطة التي يقوم بها سكان العالم القروي، هي أنشطة معيشية بحيث أن مدخولهم مرتبط ببيع تلك الأشياء المتعلقة مثلا بالبيض أو الخضر وحينما يكون الجفاف يصبحون غير قادرين على بيع تلك الاشياء، من أجل شراء حاجياتهم الأساسية، مما يرفع من نسبة البطالة والفقر’’، مضيفا أنه ’’حينما تكون سنة الجفاف يكون لدينا فقدان على الأقل لنقطة ونصف من النمو’’.
