السعادة في مكان العمل عند المغاربة.. أسطورة أم حقيقة؟

وجد الاستطلاع الأخير الذي أجرته شركة “روكريت” المغربية للتوظيف، أن 18 في المائة فقط من الموظفين المغاربة سعداء في العمل. ويظهر الاستطلاع فجوة كبيرة بين الجنسين، حيث سجلت في المقابل أن 33 في المائة من النساء راضيات عن وظائفهن، مقارنة بـ12 في المائة من الرجال، أي ما يقارب زيادة بثلاثة أضعاف لدى النساء.

ويلفت الاستطلاع الانتباه إلى تداعيات جائحة كورونا، التي غذت نمو الوظائف المؤقتة، وزيادة الاستقالات بسبب افتقار العمال إلى الحافز والوفاء.

وتهدف الدراسة إلى التحقق من السؤال: “هل السعادة في مكان العمل أسطورة؟ ما الذي يجعل المغاربة سعداء في العمل؟ هل هناك ارتباط بين ثقافة الشركة والسعادة في العمل؟”

وبحسب الاستطلاع، فإن أهم ثلاثة عوامل للسعادة في مكان العمل في المغرب، هي الراتب الأعلى، والوظائف الأكثر إثارة للاهتمام، مع آفاق أفضل، واحترام التوازن بين العمل والحياة العادية.

ويعتبر الراتب الأعلى هو الدافع الأساسي للعمال المغاربة لتغيير وظائفهم بنسبة (31 في المائة)، تليها الرغبة في منصب أكثر إثارة للاهتمام مع آفاق وظيفية أفضل (24 في المائة)، ثم البحث عن توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية (16 في المائة).

وعزت الدراسة هذه النتائج إلى وظائف العمل من المنزل، التي “قللت من التزام الموظف وشوهت علاقات العمل”. وشددت على أن أرباب العمل يجب أن يركزوا على مطابقة ثقافة الشركة مع قيم القوى العاملة من أجل “الحماية” و”زيادة المشاركة”.

ووجدت البيانات أيضًا، أن المغاربة يختارون بشكل متزايد “المهن الصغيرة”، وتُعرف أيضًا بـ”الوظائف المؤقتة”، بحثًا عن الرضا الوظيفي.

الانسجام بين قيم الشركة ورضا الموظفين ضروري لسعادة الموظف

أبرز الاستطلاع أن الملاءمة الثقافية عنصر مهم للرضا الوظيفي، والذي يترجم إلى ولاء الموظف، ووجدت البيانات أن 57 في المائة من الموظفين المغاربة يريدون ترك وظائفهم، في حين أن 41 في المائة يتسمون بالمرونة والاستعداد للبقاء إذا حقق أصحاب العمل توقعاتهم، لاسيما من حيث القيم.

وذكرت الدراسة أن إعطاء الموظفين المحتملين، لمحة عن ثقافة الشركة قبل تعيينهم، هي الخطوة الأولى في ضمان السعادة في العمل من خلال الملاءمة الثقافية.

ويعتقد 96 في المائة من المغاربة، أن الحصول على معلومات حول ثقافة الشركة لدى صاحب العمل المحتمل، أمر مفيد للغاية. بينما 65 في المائة من الموظفين الجدد مستعدون لمغادرة الشركة، إذا اكتشفوا أن قيمهم لا تتماشى مع قيم المنظمة.

وأكدت الدراسة على أهمية السعادة في العمل، لأنها تفيد الشركة وموظفيها على حد سواء، مضيفة أن قياس سعادة الموظفين في العمل يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة وأن الرفاهية المهنية تؤثر على إنتاجية الشركة.

بلادنا24 ـ نجوى رضواني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *