احتفالات عيد الحب.. واقع مفروض أم منكر مرفوض؟

يعتبر 14 فبراير مناسبة سنوية، يحتفل فيها الناس بعيد الحب، كما يعبرون من خلال هذا اليوم عن مشاعرهم وأحاسيسهم وشعورهم الجميلة للطرف الآخر، زوجا كان أو أب أو أم أو شخص قريب، يشعر الإنسان تجاهه بحزمة من المشاعر النبيلة.

14 فبراير.. يوم العشاق

يشتهر يوم ’’الفالنتاين’’، بالعشاق الذين يشترون ورودا، وعلب الشكولاطة، وبقات حمراء مزينة بالقلوب، كما يرتدون قمصانا حمراء أو بها عبارات تدل على الحب، ليصبح هذا اليوم حدثا سنويا وعيدا تجاريا لأصحاب المحلات، إذ اقتضى العرف أن يقدم الرجال فيه هدية لزوجاتهن أو حبيباتهن، وأصبح اليوم محملا بتوقعات العشاق.

وبين المناشدات المستمرة بعدم تقليد الغرب، أو السير على نفس طريقهم ونهجهم، يبقى التعبير عن مشاعر الحب أمرا جد ضروري ومهما كثيرا، في حياة أي شخص كيف ما كان، وهذا ما يؤكده أبو بكر حركات الأخصائي النفساني والباحث في علم الاجتماع، حيث يرى أن ’’كل المشاعر الإيجابية لديها تأثير حميد على نفسية الإنسان، حتى بالنسبة للشخص الذي يظهر بملامح قاسية، فهو في أمس الحاجة لسماع الحب والتعبير عنه’’.

وأضاف حركات في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أنه ’’لكل شخص منا مخزون من الحب والمشاعر الفياضة، التي يمكننا التعبير عنها غير أن طريقة التربية التي تختلف من شخص لآخر، وأيضا مظاهر الحياة تحتم على الشخص عدم البوح والتعبير’’.

وأكد الأخصائي، أن ’’التعبير عن الحب، كان منذ زمن طويل أمر جد عادي، والدليل الأغاني القديمة والموروث الموسيقي المغربي العريق، كالملحون والعيطة وغيرهما من الأنماط الموسيقية الأخرى، التي تم من خلالها التغني بالحب والأحاسيس’’.

واعتبر المتحدث، أنه كان في ’’القدم يتم التعبير عن الحب، بين أجدادنا مثلا، من خلال التعامل والتصرفات والأفعال الحميدة، وليس بالكلمات’’، مضيفا أن ’’الزمن تغير كثيرا وأصبح الناس أكثر  تحررا من السابق، وفي أمس الحاجة لسماع كلمات معبرة وجميلة تشعرهم بالحب والدفئ والحنان’’.

وأشار حركات، إلى أن ’’التعبير عن المشاعر أمر ضروري، بحيث أنه يمكن أن يعمل على مساعدة العديد من الأشخاص في استرجاع حيويتهم وعافيتهم النفسية، خاصة أولئك المصابين بعقد نفسية أو يعانون من اضطرابات نفسية’’.

واقع مفروض أم منكر مرفوض

ترتفع الأصوات الرافضىة للاحتفال بعيد الحب، معتبرة أن هذه المناسبة دخيلة على ثقافثنا المغربية، ورغم أن عيد الحب ارتبط باسم قديس مسيحي، بيد أنه لا يوجد شيء ديني عن هذا اليوم، حيث تختلف الرويات وتتعدد.

وليست هناك حكاية حقيقية عن هذا القديس حتى اليوم، فحكايته تختلف من منطقة إلى أخرى، لكن الحكاية الأقرب هي أن فالنتين كان كاهنا مسيحيا، وكان يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم، وبسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية، فقد كان يعاقب كل من يمارس أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت، بأنه شهيد الحب والعشاق لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج.

يعتبر أبو بكر حركات، أن ’’عيد الحب لا يجب أن يخصص له يوم واحد فقط في السنة، فالتعبير عن مثل هذه المشاعر لا بد من أن يكون على طوال الأيام والأشهر والسنين، نظرا لتأثيرها  الإيجابي على نفسية الشخص وبالتالي شخصيته’’.

وأكد حركات، أن هذا ’’الشعور هو جد سامي، وأي شخص في هذا العالم، يحتاج إليه’’.

كثيرون لا يحتفلون

لا يحتفل العديد من الأشخاص، بعيد الحب، بسبب حمى التسوق المبالغ فيها المرتبطة بهذا اليوم، أو بسبب رفضهم للاحتفال بعيد الحب.

وتعرضت هذه المناسبة في العديد من الدول الإسلامية إلى انتقادات لاذعة، لعدم ارتباطها بالثقافة الإسلامية، حيث قامت السعودية سنة 2008 بحظر بيع الورود وغيرها من الأشياء المرتبطة بعيد الحب، أما السلطات الماليزية فقد اعتقلت سنة 2011 أكثر من 100 زوج مسلم بسبب احتفالهم بيوم “الحب”، في حين حظرت إيران طباعة مواد ذات صلة بهذا العيد.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *