أخصائية: التنمر المدرسي نوع من أنواع العنف.. ومشكلة تهدد المجتمع برمته

يعتبر الاهتمام بالمشكلات التربوية التي تعرقل المسار الدراسي للتلاميذ، بحكم أنها تؤدي لصعوبة الحياة وتعقيدها، حاجة ملحة وماسة للتكيف النفسي والاجتماعي لدى الأطفال والمراهقين، وتحدث غالبا  هذه السلوكيات التي تخلق مجموعة من العقد النفسية، في غياب الرقابة المدرسية والأسرية، ومن بين المشاكل التي تحدث في الخفاء بين الأطفال والمراهقين ما يسمى بسلوك ’’التنمر’’، والذي يؤثر سلبا على الفرد نفسه وعلى زملائه، ومن ثم على النظام المدرسي بشكل عام.

التنمر نوع من أنواع العنف

وفي هذا الشأن، تعتبر الأخصائية النفسية والمعالجة بالطاقة الحيوية جهاد بلمليح، أن التنمر المدرسي، ’’نوع من أنواع العنف، الذي يحدث في البيئة التعليمية، حيث يتعرض التلاميذ والطلاب لسلوكيات عنيفة ومتكررة، من قِبَل زملائهم في المدرسة فيشمل التنمر المدرسي الإيذاء اللفظي أو الجسدي، والتهديد والتحرش، والعزلة الاجتماعية، ونشر الشائعات، وغيرها من السلوكيات الضارة التي تؤثر على الضحايا عاطفيا ونفسيا وأحيانا جسديا’’.

و تضيف الأخصائية في تصريح لـ”بلادنا24“، أن هذا السلوك ’’يستخدم في التحريض أو الاستهزاء أو الاستبعاد أو التجاهل أو الإساءة اللفظية، لاستهداف الضحايا الآخرين وتقليل شعورهم بالاحترام والكرامة داخل المدرسة، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى آثار وخيمة على الصحة العقلية والتنمية الاجتماعية، والأداء الأكاديمي للتلميذ، مما يستوجب التوعية بأضرار التنمر المدرسي ومساعدة المتعلمين على التحدث عن أي تعرض لهذا النوع من العنف وتعزيز البيئة الدراسية، التي تحترم التنوع وتشجع الاحترام والتعاون بين الطلاب’’.

مشكلة تهدد المجتمع

وترى بلمليح، أن التنمر مشكلة من المشاكل الخطيرة التي تهدد المجتمع برمته، حيث يعتبر التنمر المدرسي بالخصوص، ’’من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على صحة الطلاب النفسية والجسدية والعاطفية والاجتماعية، على الرغم من أنه قد يحدث في أي مكان، إلا أن المدارس هي المكان الذي يحدث فيه التنمر المدرسي بشكل أكبر وأكثر تأثيرًا على المتعلمين، وتحصيلهم الدراسي’’.

ووفقا للأخصائية النفسية، فإن التنمر المدرسي ومن الناحية الاجتماعية، ’’يؤدي إلى تقويض العلاقات الاجتماعية، للمتعلمين ويوحي إليهم بالسلبية المجتمعية، والنظرة السوداوية للواقع الذي يعيشون فيه، لا سيما وهم في مرحلة الإيجابية الفاعلية والانفتاح على المحيط والحياة المدرسية، ومن ثمة إلى الحياة الواقعية، فماذا ينتظر من طفل دمر عاطفيا ووجدانيا ونفسيا مستقبلا، بل كيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا صالحين مصلحين في مجتمعهم، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار، لذلك يعد التنمر المدرسي مشكلة جادة تتطلب اهتمامًا وتدخلًا فوريًا من جانب الجميع، وخاصة المؤسسات التعليمية والأهل والمجتمع ككل’’.

التعايش السلمي في البيئة التعليمية

وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن الحد من هذا السلوك، ’’يمكن أن يتم من خلال تطوير سلوكيات إيجابية وداعمة للتعايش السلمي في بيئة التعليم، مع تشجيع الطلاب على الإبلاغ عن أي تعرض للتنمر سواء للأسرة أو الإدارة التربوية، إضافة إلى تعزيز القيم والأخلاق التي تحترم الآخر وتشجع على التعاون والتسامح، وتوفر الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب الذين يعانون من التنمر، ناهيك عن تدريب المعلمين والإدارة المدرسية، على كيفية التعامل مع حالات التنمر والوقاية منها’’.

وتشير بلمليح، إلى أن ظاهرة التنمر لا يمكن أن ترتبط دائما بالمدرسة، لأن ’’انتقاله إلى المدرسة يدل دلالة واضحة، على أن أصله نابت من المجتمع، فليس الحقل التربوي إلا فضاء طبق فيه التنمر المجتمعي بصيغة طفولية وفق المراحل العمرية للمتعلمين’’.

أنواع التنمر بالوسط المدرسي

تعتبر الأخصائية، أن هناك نوعين من التنمر المدرسي، إلى جانب اللفظي الأكثر شيوعا هناك الجسدي، الذي حسب رأيها يتضمن الاعتداء المباشر على الضحية بواسطة الضرب أو اللكم أو الدفع، أو الركل أو الضرب بأي أداة صلبة مثل العصي أو الأدوات الحادة.

أما النوع الأول، تقول المتحدثة، أنه مرتبط باستخدام الكلمات الجارحة والتهكم أو التحريض أو الاستهزاء، أو الاستبعاد أو التجاهل أو الانتقادات اللاذعة والإساءة للضحية الإساءة اللفظية لاستهداف الطلاب الآخرين، والتلميح إلى النقص والعيوب الشخصية.

يشار إلى، أن التنمر أصبح مشكلة واسعة الانتشار في مجتمعاتنا العربية، وفي العالم الإفتراضي بالخصوص، متسببا في عزلة وانسحاب كبيرين من المجتمع.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *