شقيقات الملك محمد السادس في الإليزيه.. هل اقترب اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء؟

في سياق التقارب بين المغرب وفرنسا، استقبلت زوجة الرئيس الفرنسي، بريجيت ماكرون، أمس الإثنين، في قصر الإليزيه شقيقات الملك محمد السادس.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية في منشور  لها على ’’انستغرام’’، أرفقته بصورة للأميرات رفقة زوجة الرئيس الفرنسي، وتدوينة جاء فيها، ’’هذا الغذاء يأتي استمرارا لعلاقات الصداقة التاريخية بين فرنسا والمملكة المغربية، حيث استقبلت بريجيت ماكرون الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء’’.

زيارة تأتي في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورنيه، أنه سيعمل على تحقيق التقارب بين فرنسا والمغرب، خاصة بعد التوترات التي عرفتها العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

ويبدو من خلال هذه الخطوة، أن فرنسا قريبة من الاعتراف بمغربية الصحراء، وستسير على خطى العديد من الدول.

موقف يطبخ على نار هادئة

وفي هذا الشأن، قال فؤاد مسرة أستاذ القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ’’المغرب سبق له أن طالب بموقف صريح ومتزن حول مغربية الصحراء، من قبل الدول التي تعتبر نفسها صديقا حقيقيا له، خاصة تلك الدول التي تجمعها بالمغرب علاقات تاريخية كبيرة’’.

وأضاف مسرة في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أنه ’’وبعد التوترات التي كانت بين البلدين وبين الجفاء الذي عرفته العلاقة بين الرباط وباريس، وبعدما تم إلغاء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى المغرب لمرات عديدة، تأتي هذه الزيارة للأميرات المغرببات  إلى قصر الإليزيه، لتشير إلى أن هناك توجه فرنسي يطبخ على نار هادئة حول اعتارف الأخيرة بمغربية الصحراء’’.

وسجل المتحدث ذاته، أنه ’’قبل هذه الزيارة كانت هناك إشارات أخرى، من قبيل زيارة عدد من المسؤولين الفرنسيين إلى المناطق الصحراوية المغربية’’، معتبرا أن ’’اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء أمر مهم، خاصة وأنه سبق لها أن استعمرت المغرب في السابق، وبالتالي تتوفر على جميع الوثائق التي تتبث أن الصحراء مغربية مئة بالمائة ولا شئ أخر غير ذلك’’.

الحاجة لاعتراف صريح

من جهته، أكد مصطفى القاسمي أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسيىة بجامعة الحسن الأول بسطات، والمحلل السياسي المختص في الدراسات الأمينة، أن ’’زيارة الأميرات المغربيات إلى فرنسا بدعوة من سيدة الإليزيه، مسألة لا تتعلق باعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وإنما هناك نوع من الانفراج في العلاقات بين البلدين، التي تعتبر العلاقة بينهما علاقة تاريخية طويلة وجد وقوية’’.

واعتبر القاسمي في تصريح لـ’’بلادنا24’’ أن ’’اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء يجب أن يكون اعترافا صريحا، وهذا ما أشار له الملك محمد السادس في خطابه المتعلق بثورة الملك والشعب خلال سنة 2022’’.

وأضاف المحلل السياسي، أن ’’الاعتراف يجب أن يكون من رئيس الدولة الفرنسية ايمانويل ماكرون، ومن البرلمان الفرنسي، وليس فقط من خلال زيارة الأميرات المغربيات إلى قصر الإليزيه بدعوة من سيدته’’.

وسجل المتحدث ذاته، كون ’’الاعتراف يجب أن يكون بشكل صريح وواضح، حتى يتبين الموقف الفرنسي والجهات الرسمية من قضية الحكم الذاتي ومغربية الصحراء’’.

إشارة ود بين الرباط وباريس

بدوره، اعتبر عبد العزيز كوكاس أستاذ العلوم السياسية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أنه ’’من السابق لأوانه أن نربط بين مأدبة الغذاء التي أعدتها زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون، الإثنين الماضي، على شرف الأميرات المغربيات وبين قضية اعتراف قصر الإليزيه بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية’’.

وأضاف كوكاس في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الزيارة يجب أن تقرأ في سياقها السياسي، بعد مدة طويلة من القطيعة بين الدولتين، وجمود دبلوماسي ملحوظ، لاحظنا بداية انفراج جثيث بطيء لكنه حقيقي بين المغرب وفرنسا، ابتدأت باستقبال الملك محمد السادس للسفير الفرنسي الذي قدم أوراق اعتماده لجلالة الملك وتعيين المغرب لشخصية وازنة من حجم سميرة سيطايل المقربة من القصر، والتي لها علاقة وطيدة بأوساط فرنسية وازنة، مما اعتبر إشارات ود بين البلدين’’.

وقال المحلل السياسي، أنه ’’وبالإضافة إلى تصريحات مسؤولين فرنسيين بمن فيهم وزير الخارجية الفرنسي الجديد عن المملكة، وهو الذي تلقت الرباط خبر تعيينه بغير قليل من الحذر،، إلى أن جاء حدث استقبال قصر الإليزيه لشقيقات الملك محمد السادس، بما يعني رد التحية بأفضل منها، ثم اتصال الرئيس إيمانويل ماكرون بالملك محمد السادس اليوم، كلها مؤشرات بالعودة التدريجية للدفء في مفاصل العلاقات المغربية الفرنسية’’.

وخلص المتحدث ذاته، إلى كون ’’قضية اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه فهي مسالة وقت، تتخللها حسابات سياسية دقيقة، وتقدير الطرفين لمصالحهما ولطبيعة علاقاتهما الجديدة، خاصة وأن المغرب ملح كما أكد جلالة الملك على جعل الصحراء المنظار الذي ينظر إليه في كل علاقاته مع الخارج، ولكن ما يحدث الآن قد يكون بشائر خير لفائدة البلدين’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *