اعتماد المغرب محطة لعدد من الفعاليات الدولية يعود بالأساس إلى علاقاته الجيدة مع الجميع (محلل)

أصبح المغرب في الفترة الأخيرة، محطة لعديد من الأنشطة والفعاليات الدولية، والتظاهرات الكبرى، والمؤتمرات المهمة على الصعيد الدولي، وهذا ما يدل على مكانته المهمة بين باقي دول العالم، إلى جانب التأكيد على تمتعه بالبنيات التحتية الملائمة لاحتضان مثل هذه الأحداث الكبرى، إضافة إلى كونه بلدا يتمتع بالأمن والأمان ما يدفع الدول الأخرى إلى وضع ثقتها الكامل فيه.

علاقات جيدة مع كافة بلاد المعمور

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن المغرب ’’فهم المعادلة جيدا وأدرك في علاقاته مع كافة بلاد المعمور أن العلاقة بالتأني والتنمية وحدهما يؤديان إلى الاستقرار’’.

وأضاف صبري في تصريح لـ’’بلادنا24’’ أن ’’هذه المعادلة لم تستطع العديد من الدول فكها وحل لغزها’’، معتبرا أن ’’المغرب ركز في بداية تولي الملك محمد السادس  الحكم على التحركات الخارجية للديبلوماسية المغربية، حيث حدد لها أن تذهب بشكل موازي مع ثلاث دوائر محورية، ألا وهي  الجوار، الشراكة والتضامن’’.

وسجل المتحدث ذاته، أن ’’الجوار المتوسطي، والعلاقات الجديدة التي أصبحت مع إسبانيا، وما أدركته الجارة الشمالية فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية الأولى، خاصة بعد خطاب الملك محمد السادس، خلال ثورة الملك والشعب حيث قال بأن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مشددا جلالته على أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات، كان رسالة واضحة فهمتها الجارة الشمالية بشكل واضح’’.

وقال صبري، أن ’’اليوم فرنسا على مشارف أن تغير موقفها التقليدي، وتبتعد عن الهرطقات الإعلامية، بعد أن قامت بتجريب كل شيء ولم تحصل إلا على المشاكيل ولم تؤدي بها هرطقاتها لأي نتيجة’’.

وسجل المتحدث ذاته، أن ’’المغرب أكد على أن يده ممدودة للجميع، وعلى أن العار لن يأتي منه بالنسبة للجارة الشرقية، حيث من الممكن أن يأتي يوم وتعود الأمور بين البلدين إلى طبيعتها، خاصة وأن المغرب مستمر على هذه المسألة’’، مشيرا أن “الجوار مع البرتغال واسبانيا الذي سيحدث معه تنظيم مونديال 2030، يعد تحولا كبيرا في تاريخ العلاقات’’.

إنجازات المملكة وموقعها الاستراتيجي

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن ’’ما سيحققه المغرب من اليوم وإلى غاية سنة 2030، في مدة ست سنوات سيفوق ما تم تحقيقه طيلة 23 سنة الماضية، من طرق وسكك وأساطيل’’.

واعتبر صبري، أن ’’موقع المغرب الاستراتيجي، وسياسة الجوار والبعد الجديد في السياسة المغربية، ستحول الواجهة الأطلسية للمملكة المغرية إلى فضاء واسع للاستثمارات، حيث ستكون هناك وفرة نوعية على أساطير النقل البحري على مستوى ميناء الداخلة المتوسط، كما سيعزز الوجهة نحو إفريقيا’’، مشيرا أن ’’المغرب كان دائما جسرا مع العالم’’.

ومن بين الأشياء التي يرى عبد النبي صبري، أنها تجعل المغرب يحظى بهذه المكانة في العالم، هو ’’تضامنه مع الدول الشقيقة ومع دول العالم في الأزمات وخلال المشاكيل التي تمر بها، فطريقة تضامنه مع الدول الإفريقية في أزمة كورونا، وكيف تضامن العالم مع المغرب خلال زلزال الحوز، أظهر تحولا كبيرا في علاقاته، التي انتقلت من الجوار إلى الصداقات إلى الشركات’’.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن ’’المغرب عمل على تعزيز بعده الإفريقي، حيث أصبح دخوله في العديد من المجالات يتكلل بالنجاح’’، معتبرا أن ’’منجزات المغرب كثيرة جدا، لاعتباره بلد مستقر في محيطه ومؤثرا في جهويته لا يعرف في علاقاته الدولية الصراعات والمشاكل وبالتالي المغرب بلد يعول عليه’’، مشيرا أنها ’’كثيرة هي الدول التي تريد الدخول مع المغرب في العلاقات على كافة المستويات’’.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن ’’المحطات التي سلكها المغرب سياحيا صناعيا تجاريا فلاحيا تعليميا، سواء في علاقاته الثنائية، أو في مجال الاستثمارات، كلها أشياء تؤكد على أن المغرب أصبح بلدا محوريا له حضارة وتاريخ عريق، وبالتالي، كل هذه الأمور هي التي أدت وستؤدي بالبلد إلى أن يشهد مزيدا من التطور والمزيد من النجاحات، وتحقيق المكتسبات لمواجهة التحديات وكسب الرهانات التي هي قيد التبلور’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *