تحدّيات أمام جفاف استثنائي.. ما انعكاسات نقص التساقطات المطرية على المغرب؟

يواجه المغرب حاليًا إحدى أسوأ موجات الجفاف، حيث يشهد انخفاضًا قياسيًا في التساقطات المطرية، بنسبة تصل إلى 67 في المائة، وانخفاضًا ملحوظًا في تدفقات المياه إلى الخزانات بنسبة 66 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

هذه الأرقام أعلن عنها وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أول أمس الخميس، وأكد تأثير هذا الانخفاض على موارد المياه والبيئة والمناخ في البلاد.

ويعتمد المغرب بشكل كبير على الأمطار وتدفقات المياه الطبيعية لتلبية احتياجاته المائية والزراعية. ومع تراجع كبير في هذه الظروف المناخية، تظهر التأثيرات السلبية على عدة جوانب حيوية. فكيف تظهر هذه التأثيراث؟.

تأثير قلة التساقطات المطرية

تسارع تأثيرات الجفاف على البيئة، حيث تعتبر المياه مصدر حيوي للاقتصاد والزراعة في البلاد. ومع تراجع كمياتها المتاحة، تظهر التأثيرات السلبية بشكل واضح على عدة جوانب حيوية، كتقليل الإنتاج الزراعي، ونقص الإمدادات الغذائية، مما يمكن أن يؤدي إلى أزمة اقتصادية، وزيادة في أسعار الغذاء.

وتزيد مشكلة الجفاف من توتر موارد المياه في البلاد، فقد شهدت تدفقات المياه إلى الخزانات انخفاضًا حادًا، مما يؤثر على إمكانية تأمين مياه الشرب للسكان. ويمكن أن يؤدي تفاقم هذا المشكل إلى تعريض العديد من المناطق لنقص حاد في المياه الصالحة للشرب، مما يشكل تحديًا كبيرًا لصحة السكان.

ومع ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.3 درجة خلال الفترة ذاتها، يزيد هذا من تبخر المياه المخزنة في الخزانات، حسب ما أعلن عنه الوزير، وهو الأمر الذي يجعل تأمين المياه أمرًا أكثر صعوبة، مما يأثر سلبا على القطاعات الصناعية والخدمية التي قد تتأثر أيضًا بشكل كبير بنقص المياه، مما يؤثر على نمو الاقتصاد بشكل عام.

ليس فقط المياه هي المتضررة، بل تتسبب حالة الجفاف في تدهور البيئة، وتأثر سلبيا على المناخ أيضا. فقد تؤدي قلة التساقطات المطرية إلى زيادة في الظواهر الجوية القاسية، مثل العواصف الرملية التي تصحبها آثار سلبية على النباتات والحياة البرية.

مواجهة المغرب لهذه التحديات

التحديات التي تسببها موجة الجفاف غير المسبوقة بالبلاد، جعلت وزارة التجهيز والماء تعلن عن توسيع نطاق الاستمطار الصناعي خلال العام المقبل، حيث سيحمل المشروع اسم “غيث“، ويتضمن استخدام طائرات خاصة موجهة للتلقيح الغيمي، بهدف زيادة هطول الأمطار، وتعزيز الإمدادات المائية.

ومن المتوقع أن تشمل هذه العملية 12 موقعًا جديدًا، مما يرفع إجمالي مراكز الاستمطار الصناعي في المغرب إلى 42 مركزًا و7 مراكز كبرى.

إلى جانب ذلك، يسعى المغرب أيضا لتحقيق استدامة في إمدادات المياه، من خلال مجموعة من المشاريع والمبادرات، يأتي في مقدمتها “برنامج تزويد الماء الشروب ومياه الري للفترة 2020-2027″، الذي يهدف إلى  تحسين البنية التحتية للمياه وتوزيعها.

إلى جانب هذا، سيسهم مشروع ربط حوض سبو بحوض أبي رقراق في توفير مياه الشرب لمحور الرباط – الدار البيضاء، في تحقيق معدل تدفق يبلغ مليون متر مكعب من المياه يوميًا، سيترجم إلى 360 مليون متر مكعب سنويًا.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *