مريم الحمداوي هي ليست مجرد ساحرة مستديرة، أو جلد مدور، تلعب على عشب أخضر، أو يلعبها إحدى عشر لاعبا، موزعين بين حراسة المرمى والدفاع والوسط والهجوم، وليست مجرد لعبة عادية، فالأحاسيس والمشاعر التي تتشكل خلال مشاهدة مبارة من مباريات كرة القدم، خاصة إذا تعلق الأمر بالأحداث الكروية الكبيرة، مثل كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بكوت ديفوار، أو بالمنتخب الوطني، يناتب المشاهد شعور القلق والتوتر والخوف، والعديد من المشاعر السلبية الأخرى، بسبب الخوف من الخسارة.
وتعتبر مشاهدة مباريات كرة القدم، بالنسبة للعديد من المشجعين، متنفسا كبيرا، ومتعة لا مثيل لها، فالفرجة الكروية تخلق رونقا خاصا. وحسب العديد من الدراسات، فإن مشاهدة الساحرة المستديرة، لها تأثير ايجابي على صحة الإنسان، مثلما لها تأثير سلبي.
وفي هذا الصدد، تقول زينة فريد، أخصائية نفسية، أن ’’كرة القدم تؤثر بشكل إيجابي وسلبي على نفسية المشجع، فانغماس الناس بكامل جوارحهم أثناء مشاهدة مباريات كرة القدم، خاصة حينما يتعلق الأمر بمنتخب بلادهم، حيث يصرخون، ويبكون، وتتسارع دقات قلبهم، يؤدي إلى ارتباط شعورهم بما يجري على أرضية الملعب، ما يخلق لديهم نوع من القلق والضغط النفسي’’.
وتضيف الأخصائية، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’ما يحدث في حالة الخسارة لدى المشجع، هو التذمر والاستياء’’، مشيرة أنه في ’’حالة فوز الفريق الذي يشجعه الشخص، تحصل حالة من الانتشاء والفرح’’.
وأكدت فريد، على أنه، في ’’حالة انهزام المنتخب الأول في مثل هذه الأحداث الكروية الكبيرة، كالكان مثلا، فإن الدماغ يفرز هرمونا يسمى الكورتيزول، الذي يرتبط بالقلق والتوتر’’.
وتسجل المتحدثة ذاتها، أنه حينما يفرز الدماغ الهرمون المرتبط بالقلقل والتوتر، “يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراجع إنتاج مادة السيروتونين المتواجدة في جسم الإنسان، مما قد يجعل المشجع المتحمس، والمنساق وراء مجريات المباراة، أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب’’.
