أميمة حدري يواصل حزب الشعبي الإسباني المعارض، إشهار عدائه للمملكة المغربية، وهو ما دفع وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لتجديد انتقاده للحزب الذي يستمر في اتهام حكومة سانشيز بالرضوخ لما يسميه بـ”تعسف المغرب”.
ألباريس أكد خلال رده في البرلمان الإسباني، على المتحدث باسم العلاقات الخارجية للحزب الشعبي، كرلوس فلوريانو، أن حزب “pp” الإسباني، الذي كان في وقت ليس ببعيد، يركز على ضرورة بناء علاقات جيدة مع المغرب، مهووس بالعداء تجاه المملكة المغربية، من أجل انتقاد الحكومة الإسبانية وتبخيس انجازاتها السياسية.
في هذا الإطار، قال عبد العالي باروكي، أستاذ جامعي مختص في العلاقات الإسبانية المغربية، إن “تجاوز حزب فوكس عدائه للمغرب، و”الهوس المستمر” بالرباط، يدخل في سياق الصراع بين حزبين يتصدران المشهد السياسي في إسبانيا”.
وأوضح عبد العالي باروكي في تصريح لـ”بلادنا24” أن “المغرب غالبا ما يعتبر موضوع داخلي في الأوساط السياسية الإسبانية، بالرغم من أنه مرتبط بالعلاقات الخارجية، إلا أنه غالبا ما يكون موضوع معاكسات بين الأغلبية والمعارضة”.
وأضاف المتحدث ذاته في تصريحه أن “حزب الشعب الإسباني، دائما ما يحاول أن يعاكس الحزب العمالي الاشتراكي، في مثل هذه القرارات التي يتخذها، خاصة تلك المتعلقة بسياسته الخارجية، أو حينما يكون الموضوع حساسا، مثل الموضوع المرتبط بقرار الحكومة الإسبانية، وقرار بيدرو سانشيز بتأييد مبادرة الحكم الذاتي المغربية”.
في السياق ذاته، اعتبر الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية أن “تجديد ألباريس انتقاده لحزب الشعب الإسباني، هو قرار سيادي، واتخذته الحكومة الإسبانية في وقت وبشكل لا رجعة فيه”. مشيرا إلى أن “هناك مقترحات غير قانونية، اقترحها برلمانييون جهويون من الحزب الشعبي وحزب فوكس في هذا الصدد”.
كما أكد المتحدث ذاته أن “هوس” حزب الشعب بالعداء تجاه المغرب، لن يؤثر على العلاقات بين الرباط ومدريد، لأن الحكومة المركزية، رغم أنها تتضمن مجموعة من التيارات المعادية للوحدة الترابية للمغرب، إلا أن الأمر لا زال كما هو عليه”.
في نفس السياق، أشار الأستاذ الجامعي في خضم حديثه إلى أن “تأكيد وزير الخارجية الإسباني أن موقف بلاده ثابت، وأن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تسير في مستوى جيد، خير دليل”.
إلى ذلك، شدد المصدر ذاته في معرض حديثه “على أن نهج حزب الشعبي الإسباني، سياسية عدائية تجاه المغرب، ماهي إلا معاكسة سياسية، كما أنهم يضربون على الوتر الحساس، بالنسبة لبعض التيارات السياسية داخل إسبانيا”.
وفي ختام تصريحه، أبرز عبد العالي باروكي أن “حزب الشعب الإسباني، ينافس حزب فوكس، ولا يريد أن يتركه وحده الذي ينتقد حكومة سانشيز، ولا يريد أيضا أن يدع له الفرصة، حتى يستقطب مجموعة من الأصوات المعادية للمغرب، وحتى ينفرد بمثل هذه المواقف”.
