محلل اقتصادي: الرواج المينائي المسجل ثمرة للبنيات التحتية من الجيل الجديد

نهجت المملكة المغربية منذ زمن بعيد، سياسة مينائية مكنتها من التموقع على المستوى الاقتصادي قاريا وعالميا، وسنة بعد أخرى أتت هذه السياسة أكلها، فرتبة الموانئ المغربية على المستوى العالمي، تعطي دليلا واضحا على الاستثمار المغربي في هذا القطاع الهام.

بحيث سجلت الموانئ المغربية تطورا إيجابيا، في إجمالي الرواج المينائي، إذ انتقلت من 195 مليون طن سنة 2022، إلى 209,4 مليون طن سنة 2023، بارتفاع فاق 7 بالمائة، محققا بذلك رقما قياسيا غير مسبوق.

عمل ممتد لسنوات

في هذا الإطار، قال المحلل الاقتصادي محمد جدري، إن “الرقم القياسي للموانئ المغربية هو عمل ليس من فراغ، لأن المملكة المغربية قامت خلال 20 سنة الماضية، بتأهيل بنياتها التحتية المينائية من الجيل الجديد، عن طريق تأهيل كل ما يتعلق بالموانئ وكذا النقل وبالوسائل اللوجستية”.

وردا على سؤال العوامل التي جعلت من منظومتنا المينائية تحقق هذه الطفرة، وكذلك هذه المؤشرات الإيجابية، أبرز المحلل الاقتصادي في تصريح لـ”بلادنا24“، أنها “تتجلى في طريقة تدبير الموانئ، بحيت هناك فصل بين التدبير الذي يسند إلى مجموعة من البنيات التابعة للسلطات الحكومية، وكذا تحرير الخدمات المينائية، الذي يسند اليوم إلى مجموعة من كبار الفاعلين المينائيين والبحريين الدوليين والوطنيين”.

هذا الأمر، يضيف ذات المتحدث، “ساهم بشكل كبير في تجويد الخدمات، وتقليص سرعة التعاطي مع الحاويات ومختلف البضائع، التي تمر عبر الموانئ المغربية، وجعل موانئ البلاد، خصوصا ميناء طنجة المتوسط، يوقع على هذا المستوى غير المسبوق، خلال السنوات الماضية”.

الموقع الاستراتيجي للمملكة

في الصدد ذاته، أبرز المحلل الاقتصادي أن “المغرب لديه اليوم مشاريع استثمارية، من أجل تطوير البنيات التحتية المينائية وكذلك ميناء طنجة المتوسط لكي تكون حمولته أكبر خلال السنوات المقبلة”.

وفي حديثه عن مكانة المغرب كمركز بحري فاعل على المستوى القاري وكذلك العالمي، خاصة في ظل هذه الحصيلة الإيجابية لموانئ المملكة بكل هذه المؤشرات، لفت جدري أن “الموقع الاستراتيجي للمملكة المغربية، جعلها قريبة من أهم الطرق التجارية البحرية وكذا القرب من أهم الأسواق وهي السوق الأوروبي”.

في نفس السياق، أكد ذات المتحدث أن “هذا الموقع الاستراتيجي، جعل المملكة المغربية، بوابة أوروبا على إفريقيا وكذلك بوابة إفريقيا على أوروبا، وأصبح المغرب ممرا استثنائيا بدون منازع، بعد أن قطع أشواطا مهمة في هذا القطاع الهام”.

في ختام تصريحه، شدد محمد جدري المحلل الاقتصادي، على “سرعة الإنجاز والمرور عكس مجموعة من الموانئ على المستوى العالمي، جعلت من موانئ المملكة، توقع على هذا الرقم القياسي، مستدلا بالدخول والخروج إلى ميناء طنجة المتوسط، الذي لا يتعدى بضعة ساعات، عكس باقي الموانئ العالمية التي يمكن أن تصل إلى أيام”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *