زلازل وفيضانات وحرائق.. 2023 عام الحرب مع الطبيعة في المنطقة المغاربية

اتسم العام الحالي بكوارث طبيعية متفاوتة الخطورة، خاصة في المنطقة المغاربية، التي شهدت كوارث طبيعية مدمرة، أودت بحياة آلاف الأشخاص، وفي مقدمتها الفيضانات ثم الأعاصير فالزلازل.

إذ لم تسجل ذاكرة الإعلام سنة هيمنت فيها عناوين الكوارث الطبيعية، مثلما حصل خلال هذه السنة.

فبالرجوع إلى الأشهر القليلة الماضية، غطت أخبار الكوارث التي انتشرت على الخريطة المغاربية على غيرها من الأحداث، متصدرة عناوين الصحف الالكترونية والورقية ونشرات الأخبار في مختلف أرجاء العالم.

زلزال الحوز.. محنة ومنحة

لم يكن زلزال الحوز هو الأول في المملكة، لكنه يعد حتى الآن هو الأعنف في تاريخ المغرب. بحيث سيظل يوم 8 شتنبر 2023 تاريخا مؤلما في أذهان المغاربة لعقود.

ففي الحادية عشرة ليلا اهتزت الأرض تحت أقدام ملايين المغاربة، وكانت البؤرة الزلزالية في منطقة الحوز، غير أن قوتها جعلت مدنا مغربية أخرى تهتز أيضا، ثم صارت بلاغات المعهد الوطني للجيوفيزياء، تتوالى لإخبار المواطنين بالهزات الأرضية المختلفة هنا وهناك، ليعوا بعد ذلك أن الأمر يتعلق بزلزال بقوة 7.2 درجات على مقياس ريشتر، ومركزه قرية إغيل على عمق 8 كيلومترات.

بعد ذلك، تلتها هزات ارتدادية متوالية، والتي وصفها البعض بقِطَع الليل المظلم، أرغمت الآلاف من المواطنين على الهروب خارج البيوت والمساكن، خوفا من توالي حدوث هزات أرضية أخرى قد تسقط المنازل عليهم.

فاجعة أخرجت أجمل ما في المغاربة

خلف زلزال الحوز مقتل آلاف الأشخاص، وتدمير مئات المباني السكنية والطرقات، فيما بلغت أعداد المتضررين منه نحو 2.8 مليون نسمة، وفق تقديرات حكومية.

في خضم مشاهد الدمار التي خلفها زلزال الحوز، هب آلاف المغاربة من كل حدب وصوب لتلبية نداء مراكز تحاقن الدم بمختلف جهات المملكة، وضرب المغاربة نموذجا مبهرا بتحركهم العفوي، حيث توافد المئات إلى المحلات التجارية لشراء المواد الغذائية والأساسية بمختلف أنواعها، والتبرع بها للمتضررين من الزلزال.

إعصار “دانيال”.. حين تحولت درنة إلى مدينة أشباح

كارثة طبيعية وإنسانية فاقت كل التقديرات والتصورات، تلك التي ضربت مدينة درنة بشرق ليبيا، بعد أن غمرتها مياه الفيضانات، التي أودت بحياة الآلاف من سكانها، وحولت المدينة إلى مدينة أشباح اضطرت معها السلطات، إلى وضع أحزمة تطوق المدينة، حتى لا تنتشر الأوبئة بسبب الجثث المتحللة والمرمية في كل الشوارع والأزقة.

بل إن محاولة تنسيق عمليات الإغاثة هناك كانت بمثابة “كابوس”، مع صعوبة إيصال فرق الإنقاذ إلى المنطقة.

وألحقت السيول الناجمة عن إعصار دانيال، دمارا بعدد من المدن الليبية مثل بنغازي والبيضاء وسوسة، ودمر ربع مدينة درنة، كنا أدى إلى انهيار السدود وجرف مبان عدة.

تباينت أعداد ضحايا الإعصار المدمر الذي ضرب البلاد عموماً ومدينة درنة خصوصاً، بين الأمم المتحدة من جهة والسلطات المحلية من جهة ثانية، فالإحصاء الحكومي يقول إن عدد الضحايا يقارب الثلاثة آلاف شخص فيما تحدث مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن 11300 شخص على الأقل قضوا في الإعصار، بالإضافة إلى وجود 10100 في عداد المفقودين بعد مرور أسبوع فقط على الكارثة.

وبين تباين الأرقام تظل هذه الكارثة هي الأكثر رعبا في تاريخ المنطقة.

حين أتت النيران على رئة شمال إفريقيا

كان صيف هذا العام استثنائيا، إذ لا حديث يعلو على حديث موجة الحرارة، التي عرفها العالم، لاسيما في بلدان شمال إفريقيا واستمرت لثلاثة أشهر كاملة، فاقت فيها درجة الحرارة أربعين درجة، تسببت في حرائق مدمرة التهمت الأخضر واليابس وأتت على مساحات شاسعة من الغابات، لتصبح الصورة هناك جذوع محترقة وأشجار متفحمة.

ففي الجارة الشرقية، التهمت ألسنة اللهب الغابات في 16 ولاية، خصوصا في البويرة وجيجل وبجاية، متسببة في مقتل 34 شخصا على الأقل بينهم 10 جنود، كما دمرت عددا من المنازل والمتاجر، في وقت أحصت فيه السلطات خلال تلك الفترة، نشوب 100 حريق.

حين تحول اخضرار تونس إلى رماد

لم تسلم تونس من الحرائق التي ضربت شمال إفريقيا، إذ سجلت هذا العام أزيد من 78 حريقا في 8 محافظات، وذلك بشكل متزامن.

وأتت ألسنة النيران على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، كما أتلفت مشاريع بالمنطقة وسببت الضرر لعدد من المنازل. ورغم هذه الخسائر التي خلفتها الحرائق، إلا أن السلطات التونسية سجلت انخفاضا هذا العام في حرائق الغابات بنسبة 50 في المائة مقارنة بإحصائيات العام الماضي.

وخسرت المنطقة عشرات الهكتارات من الغابات والمزارع في وقت قياسي.

سيول مويتانيا الجارفة

في كل سنة بين شهري يوليوز وأكتوبر تشهد موريتانيا هطول أمطار غزيرة، تتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وخلال هذه السنة تهاطلت الأمطار بغزارة، ما نتج عنها سيول غمرت البيوت، وتسببت في تشرد الآلآف وإجبارهم على مغادرة بيوتهم.

الأمطار الغزيرة صاحبتها عواصف رعدية تسببت في شل حركة المواصلات وتعليق الرحلات البحرية والجوية ونفوق المواشي.

وكانت السلطات المحلية أعلنت عن وفاة 3 أشخاص في ولاية الحوض الشرقي ولعصابة وتيرس الزمور. كما أعلنت عن تضرر أكثر من 50 مسكنا وسقوط أعمدة كهربائية وانهيار وتضرر بعض السدود المائية.

أميمة حدري – صحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *