هل أصبح الابتعاد عن إسرائيل مربحا للاقتصاد الصيني وشركات الشحن؟

أصبحت إعلانات شركات الشحن عن توقف تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية، ورفض سفنها الدخول إليها، عبر أجهزة الملاحة في البحر الأحمر، مصدر ربح لها، خاصة بعد الخطوات التي اتخذتها شركات شحن كبيرة، مثل شركة “ميرسك” الدانماركية.

المنفعة الاقتصادية

وتنوه صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن قرار شركة الشحن الصينية “كوسكو” الذي تم الكشف عنه قبل أسبوعين بعدم زيارة الموانئ الإسرائيلية، أثار اهتمامًا دوليًا وقلقًا. ومع ذلك، تشير التقارير الحديثة إلى استفادة كبيرة للصين من هذه الخطوة.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند مضيق باب المندب، بسبب هجمات جماعة الحوثي التي تستهدف السفن الإسرائيلية في تطور يعكس التوترات في المنطقة. وردًا على ذلك، قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن غارات على مواقع حوثية.

وبحسب تقرير نشرته مجلة “لويدز ليست” المختصة في أخبار الشحن، فقد أدى القرار الذي اتخذته شركات الشحن الكبيرة، بقيادة “ميرسك” الدانماركية، بتجنب ممر البحر الأحمر اعتبارًا من 17 ديسمبر الماضي، إلى تقليل بشكل كبير من عدد السفن التي تعبر هذا الممر البحري.

وتؤكد الصحيفة أن تجنب الطريق الأقصر في البحر الأحمر، الذي يشهد 12 بالمئة من التجارة العالمية، يعني رحلات بحرية تستغرق أسابيع إضافية عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

الاستفادة الصينية

وتلاحظ الصحيفة أن أكبر المستفيدين من تقليل حركة السفن في البحر الأحمر هم الشركات الصغيرة التي تؤكد عدم ارتباط سفنها بإسرائيل، وهو ما يطالب به الحوثيون، بالإضافة إلى السفن التابعة للصين، التي زادت نسبتها في إجمالي السفن المارة في البحر الأحمر.

وتشدد الصحيفة على أن اختيار الصين لهذا الاتجاه يظهر بوضوح، إلى جانب الضغوط السياسية على إسرائيل، على اهتمام الصين بالفوائد الاقتصادية الناتجة عن اعتماد المستوردين الأوروبيين من الشرق على شركات الشحن الصينية.

وتُؤكد الصحيفة أن طريقة التوجه الصيني تعكس، بلا شك، أنهم، بجانب الضغوط السياسية التي يفرضونها على إسرائيل، يسعون أيضًا لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال استغلال التحول في اعتماد المستوردين الأوروبيين على شركات الشحن الصينية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *