بريق أمل.. التحدي طريق العلاج لتجاوز محنة الإصابة بمرض السرطان

وسط تحديات مكافحة السرطان، يتخبط المصاب بهذا الداء الفتاك في معاناته وآلامه، التي لا يشعر بها إلا هو، حيث يعتبر الوصول إلى تلقي العلاج، والرعاة الصحية، بالنسبة للعديد من المصابيين، تحديا جديا وحقيقيا، نظرا لصعوبة ذلك، إما بسبب العوامل الجغرافية، أو المادية.

ولم يختر العالم، الرابع من شهر فبراير من كل سنة، تاريخا للاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة السرطان، عبثا، فنشر التوعية والتحسيس بأهمية التشخيص المبكر، له دور وأولوية قصوى من أجل إنهاء المعاناة الناجمة عن هذا المرض، الذي يعد وفق منظمة الصحة العالمية، ثاني سبب رئيسي للوفاة حول العالم.

آلام جسدية وأخرى نفسية

هي أم لأربعة أبناء، من أسرة فقيرة تقطن بأحد الأحياء الشعبية للعاصمة العلمية فاس، ربة بيت، لا تشتغل، لكن شغلها الشاغل تربية أطفالها بطريقة جيدة. كانت حايتها جد عادية، والابتسامة لا تفارق محياها، إلى حين إصابتها بالمرض ’’اللعين’’.

اكتشفت خديجة، ذات 36 سنة، إصابتها بسرطان الثدي، في مراحله الأولى. تقول المتحدثة في حديث لـ’’بلادنا24’’: ’’لم أتقبل الأمر في البداية، بدأت أفكر في أبنائي الصغار، ولمن سأتركهم، من سيرعاهم، ومن سيحسن بهم، فأمي سيدة كبيرة لن تستطيع تربية الأطفال، وأبي مريض طريح الفراش، أختي الوحيدة متزوجة، ولا تعيش بالمدينة ذاتها، وزوجي غالبا ما سيتزوج، ويبدأ حياة جديدة’’، مشيرة إلى أن جميع “الأفكار السلبية” طرحتها لحظة تأكدها من الإصابة.

وتضيف المتحدثة، مردفة: ’’كان يوم الأربعاء، ذلك اليوم الذي شعرت فيه بتكون كتلة تحت إبطي، لم أكثرت في البدية للأمر، اعتقدت بأنها مجرد كثلة عادية وستذهب مع الأيام، لكن بعد أسبوع ازداد حجمها أكثر، واحمرت المنطقة المحيطة بها، ما أشعرني بنوع من الخوف’’.

كما تؤكد السيدة، على أن لحظة انتظار دورها للكشف عن الكتلة، لم “يكن مجرد ساعة أو ساعتين عاديتين’’، ميضفة: “في لحظة من اللحظات، وقبل وصول دوري، فكرت جديا في مغادرة المستشفى، وعدم الخضوع للتشخيص، غير أن إيماني القوي بكون أن ما أعيشه أو ما سأعيشه مقدر، دفعني للبقاء في مكاني، وانتظار دوري’’.

’’لم يدعمني زوجي، ما زاد من آلامي ومعاناتي أكثر’’، بهذه الكلمات تكون خديجة قد لخصت كل شئ، فالدعم النفسي بالنسبة لمرضى السرطان، أمر ضروري وأساسي، لتجاوز أزمتهم، والخضوع لحصص العلاج.

بريق أمل.. التحدي طريق العلاج

تقول خديجة، ’’أخذت التحدي في العلاج، وضعت أبنائي أمامي عيوني، قلت بالحرف، عليك أن تخضي للعلاج من أجلهم، وليس من أجل نفسك’’. مضيفة أن ’’الحصص الأولى من العلاج، لم تكن سهلة، سواء على مستوى الجانب النفسي، الجسدي، والمادي بالخصوص، بحيث أن تكلفة التنقل من وإلى المستشفى جد باهظة، إلى جانب أن التحليلات الطبيىة المتعلقة بذلك، ليست بالهينة، خاصة حينما تكون من أسرة فقيرة’’.

وتضيف المتحدثة، أن العزيمة ودعم والديها لها، وحب أبنائها، من الأسباب التي جعلتها تتلقى الحصص العلاجية، مشددة على أن إرادتها القوية، جعلتها تتعايش مع هذا المرض “الخبيث”، والتماثل للشفاء تدريجيا.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *