هستيريا الجمهور أمام لقطات سينمائية.. هل تغيب عنا الثقافة السينمائية؟

لقطة مأخوذة من فيلم سينمائي عرض على شاشات السينما في وقت سابق وانتهى عرضه، لكن أجزاء منه، وبعد سنوات، تقفز فجأة إلى منصات التواصل الاجتماعي ويكثر حولها “اللغط”، يشرحها الجمهور ويحللها وفق قوالب جاهزة، وإن لم يدرك حتى عنوان الفيلم، أو السياق الدرامي الذي أتت فيه اللقطة.

هذا بالضبط ما حدث مع الممثلين إدريس الروخ وسارة بيرليس، بعدما اكتشف جمهور منصات التواصل الإجتماعي في غفلة من الجميع، وجود لقطة سينمائية من فيلم يعود لسنة 2017 وصفت بـ”الإباحية” و”غير الأخلاقية”.

المشاهد المتناثرة هنا وهناك على منصات التواصل الاجتماعي، بات حدثا متكرر باستمرار، حيث خصص جزء من الرأي العام، وخاصة الرقمي منه، جل طاقته في السابق، وعلى امتداد أسابيع، ليحلل لقطات من فيلم ” الزين ليفيك”، الذي لم يشاهده أحد سوى أصحاب الاختصاص وفي مهرجانات مغلقة، إذ لم يكن الفيلم يتوقع أن يحظى بهذه الدعاية الكبيرة التي جعلته على رأس محركات البحث في المغرب، رغم تصنيفه في خانة “الشنيع” و”غير أخلاقي”.

نظرة ”أخلاقية” من خارج السينما

في هذا الصدد، قال الناقد السينمائي، عبد الكريم واكريم، في تصريح لـ”بلادنا24“، إن هذه النظرة ”الأخلاقية” تأتي من خارج السينما، وأنه من المفروض أن يكون الحكم على الفيلم حكم فني، وأضاف أن “على الناس أن تدرك أن السينما عكس التلفزيون، فهي تتيج للمبدع إمكانية عرض الفيلم وتترك الحرية للجمهور أن يدخل لمشاهدة الفيلم أو يعرض عن ذلك”.

السينما.. سينما واحدة

لطالما حاولت مجموعة من الفئات، خاصة بمنطق ”إيديولوجي”، ملائمة السينما مع تصوراتها، وبإمكاننا استحضار موجة ”السنيما النظيفة” في بداية التسعنيات مع بزوغ تيارات ”الإسلام السياسي”، وفي هذا الصدد، يضيف الناقد عبد الكريم واكريم في تصريحه لـ”بلادنا24“، أنه “لا وجود لسينما نظيفة أو سينما لكل العائلة، بل هنالك معايير تحدد الفئات السنية التي بإمكانها متابعة الفيلم”.

الثقافة السينمائية الغائبة

وحول حضور الثقافة السينمائية اليوم وسط المتلقي، أكد الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، أنه “في السابق كان المغرب يشهد حضورا كبيرا للأندية السينمائية، حيث كانت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية تؤطر هذا المجال حتى داخل المدن الصغيرة والمناطق النائية. ويضيف نفس المتحدث أن “هذه الأندية السينمائية هي من ساهمت في انتشار الثقافة السينمائية في مرحلة معينة”.

ويشدد واكريم، أنه “منذ انحصار الأندية السنمائية، انحصرت الثقافة السينمائية، حيث أن قطاع كبير من الشباب لم تطأ قدمه صالة سينما يوما، إضافة إلى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية”.

بلادنا24ياسر مكوار

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *