نوفل البعمري: العلاقات المغربية التونسية دخلت مرحلة “البرود”.. وتونس باتت تحت سيطرة “الاستخبارات” الجزائرية (حوار)

أثار موقف الرئيس التونسي قيس سعيد، باستقباله زعيم جبهة البوليساريو، خلال قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد 8)، جدلا واسعا وتوثرا في العلاقات المغربية التونسية.

وهو موقف يثير في معالمه عددا من القراءات والتساؤلات التي تصب في دوافع ومعاني، استقبال قيس سعيد، لزعيم الانفصاليين.

ومنذ القدم والعلاقات بين تونس والرباط، قوية يغمرها التلاؤم و التضامن، وتعاون غير مشروط.

اذ كان المغرب دائما في صف الشعب التونسي.

لكن ما قام به قيس سعيد في قمة تيكاد طرح العديد من التساؤلات العميقة في مآل هذه العلاقة التي تربط المغرب بتونس في مستقبل الأيام، لاسيما بعد بلاغات وزارتي الخارجية المغربية والتونسية.

و في هذا الإطار أجاب المحامي والخبير في نزاع الصحراء، نوفل البعمري،  على عدد من التسؤلات التي تطبع هذه المرحلة الحاسمة في العلاقات بين تونس والرباط.

في البداية. كيف ترى خطوة قيس سعيد باستقبال زعيم البوليساريو؟

 

” الخطوة التي أقدم عليها قيس السعيد يبدو أنها أتت تحت الطلب، طلب الجنرالات الجزائريين لمحاولة فرض تواجد الكيان الوهمي في القمم التي تشارك فيها الدول الإفريقية، بحيث أن مختلف القمم السابقة لم تشهد مشاركة الجمهورية الوهمية بشكل رسمي دائما ما كانت تتسلل تحت عباءة المشاركة الجزائرية.

قيس السعيد اختار أن يضع تونس تحت إشارة أجندة النظام الجزائري في المنطقة في علة ملفات إقليمية منها الملف الليبي، و اليوم انضاف لهم قضية الصحراء المغربية، التي كانت تونس تاريخيا تنهج سياسة حياء إيجابي اتجاه هذا الملف، و لم يُسجل على تونس منذ الحبيب بورقيبة أنهم استقبلوا اي وفد من وفود مليشيات البوليساريو تحت أية يافطة.

لذلك فهذه الخطوة هي سابقة في تاريخ العلاقات التونسية الخارجية، و تعكس الانحدار الذي تتواجد فيه الدبلوماسية التونسية، و الطبيعة الانقلابية لقيس السعيد الذي لم يكتفي بالانقلاب على الديموقراطية الفتية التونسية، و روح ثورة الياسمين بل هو اليوم ينقلب على الثوابت التونسية منها العلاقة التاريخية التي كانت تجمعهم بالمغرب.”

منذ متى يمكننا القول أن العلاقات المغربية التونسية متوثرة؟

 

” لعلاقة التونسية المغربية دخلت في مرحلة “برود” نتيجة اختيارات قيس السعيد في المنطقة، إذ أن كل المؤشرات كانت تفيد بأنه يتجه نحو خطوة عدائية اتجاه المغرب لكن لا أحد كان يتوقع أن تصل لحد المس بالشعور الوطني للمغاربة.

فمنذ وصوله للحكم عند إلى وقف أشكال التعاون مع المغرب، و “تجاهل” الدعوة التي وُجهت إليه لزيارة المغرب، رغم ما قام به المغرب من خطوات اتجاه تونس لا ننسى زيارة الملك محمد السادس سنة 2014 و تونس جريحة بالعملية الإرهابية التي طالتها و كانت هذه الزيارة سببا في عودة انعاش السياحة هناك، ثم المستشفى الميداني المغربي بتونس عندما اجتاح الكوفيد تونس و الذي لم تقدم الجزائر فس تلك اللحظة العصيبة التي مرت منها تونس أي دعم عكس المغرب… و غيرها من الخطوات التي أراد المغرب ان يُظهر حسن نيته اتجاه تونس، لكن قيس السعيد كان قد اختار الارتماء في حضن النظام العسكري الجزائري و تحويل تونس لإقليم تحت امرة شنقريحة”.

تابعنا بلاغي وزارة الخارجية وما تضمنه.. إلى أي حد يمكن أن يتجه هذا التوثر؟

 

لابد من التأكيد بداية أن المغرب لم يرد هذا التوتر، بل من ذهبت إليه هي تونس باختياراتها المستفزة للمغرب التي وصلت حد استقبال زعيم تنظيم مليشياتي، إرهابي بشكل رسمي، و هي الخطوة التي أشعلت فتيل هذا التوتر الغير المسبوق بين البلدين.

بلاغ الخارجية واضح، و لم يكن في الحقيقة بالتصعيد الذي قد نتصوره، بل قام باستدعاء سفيره من تونس للتشاور و هو في العرف الدبلوماسي كان ينتظر من قيس السعيد أن يقدم التوضيحات اللازمة، لكن بدل أن يعيد تصحيح الوضع عمدت الخارجية التونسية إلى إصدار بلاغ كله مغالطات و أكاذيب، الاي وحب توضيح بعضها، فالدعوات للمشاركة في قمة الآنية الأفريقية اليابانية توجه بتوقيع من رئيس الوزراء الياباني و الرئيس التونسي، و هنا يطرح السؤال من وجه لابراهيم غالي الدعوة مادامت أن اليابان أوضحت انها لم توجه اي دعوة لأي كيان لا تعترف به !.

كما أن القمة لا تعني الاتحاد الإفريقي عكس ما حاولت الخارجية التونسية تمريره من مغالطات و أكاذيب، فالقمك تجمع الدول الإفريقي المعترف بها من طرف الأمم المتحدة و اليابان، و معلوم أن الكيان الوهمي غير معترف و هو كيان غير دولتي!!
و غيرها من المغالطات التي تم ترويجها لتبرير هذه السقطة الخطيرة لقيس السعيد، و الانقلاب على العلاقات التاريخية التي كانت تجمع البلدين.

لذلك أتصور اننا سنكون مقبلين على فصل جديد من فصول التوتر و المواجهة الدبلوماسية بين المغرب و قيس السعيد الذي اختار بدل أن يظل وفيا للعلاقات التي كانت تجمع تونس بالمغرب، أن ينقلب عليها كما انقلب على الدستور بتونس.

 هل فعلا أصبحت تونس في عهد قيس سعيد ولاية تابعة للجزائر؟

كل المعطيات تشير إلى أن تونس اليوم في ظل قيس السعيد أصبحت تُدار من قصر مرداية من طرف العسكر الجزائري و استخباراته.

و أن تونس للأسف التي خرج شعبها في ثورة الياسمين بحثا عن الحرية، وجد نفسه مرة أخرى في ظل حكم حول هذا البلد للأسف إلى ولاية و اقليم تابع للجزائر، يُسير وفقا لأجندة العسكر في المنطقة، و هي أجندة تمتد لإيران، و هذا هو الخطر الذي بات يهدد المنطقة.

وأخيرا، هل يعيش المغرب عزلة مغاربية؟

هل يعيش الغرب عزلة مغاربية!! هذا السؤال سبق أن طرح في عدة مناسبات و مان الجواب واضح، المغرب عمقه يمتد لإفريقيا و متوسطي يمتد لاروبا و امازيغي يمتد لتاريخ المنطقة، و عربي يمتد للشرق الأوسط… لنتخدث عن عزلة مغاربية، يجب أن يكون هناك تكتل إقليمي الذي هو الاتحاد المغرب الكبير/العربي، فمادام هذا التكتل غير موجود و تم اقباره من طرف النظام الجزائري رغم المحاولات التي قام بها العاهل المغرب لإحياءه بالمبادرات التي قام بها اتجاه المنطقة و شعوبها الا ان طبيعة الأنظمة الحالية سواء في الجزائر أو تونس قيس السعيد يجعل من الحديث عن فضاء مغاربي أمر مستحيل، و بالتالي لا يمكن الحديث عن عزلة عن فضاء غير موجود و عن عزلة عن أنظمة هشة، غير مستقرة سياسيا.

 

بلادنا24 مهى الفطيري

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *