كمال لمريني تعرف أسعار المحروقات في المغرب ارتفاعات متتالية، وهو ما جعل العديد الأسر غير قادرة على مواكبة هذه الزيادات، سيما وأنه يتم فرضها بدون تقديم أي توضيحات، وفي فترة زمنية خاصة، سيما وأن الجميع منكب على قضاء العطلة الصيفية واستعمال هذه المادة الحيوية.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي، عبد الرزاق الهيري، إن “أسعار المحروقات في المغرب، عرفت ارتفاعات متتالية في حيز زمني قصير، وهي التي ستؤثر لا محالة على تكاليف إنتاج مجموعة من الأنشطة الاقتصادية”.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “هذه الزيادات ستؤثر كذلك على القدرة الشرائية للأسر، سيما أن هذه الارتفاعات تذكر بالموجة التضخمية التي عرفها العالم، وعرفها كذلك المغرب في الأشهر الماضية، وهي التي أثرت سلبا على النمو الاقتصادي”.
وتابع قوله: “لا يجب أن ننسى أن سعر برميل النفط قد عرف ارتفاعا بلغ حوالي 86 دولار للبرميل حاليا، بعدما كان أقل من 80 دولار في الأسابيع القليلة الماضية”.
وأوضح، عبد الرزاق الهيري، أن هذه الارتفاعات “تأتي بعد المؤاخذات التي أبداها مجلس المنافسة حول الممارسات التي قامت بها شركات تنشط في الأسواق الوطنية للتموين والتخزين وتوزيع البنزين والغازوال”.
وأكد الخبير الاقتصادي، على أن “هذه المؤاخذات تشير إلى أن هناك حجج وقرائن تظهر أن هذه الشركات ارتكبت أفعالا تنافي قواعد المنافسة”، قبل أن يضيف، “نعلم أن السعر الصحيح يجب أن يكون خاضعا لقانون العرض والطلب”.
ولفت المصدر ذاته، إلى أنه “بعد هذه المؤاخذات، فإن مجلس المنافسة عليه أن يقوم بمعاقبة الشركات التي لا تحترم قواعد المنافسة، لأن هذه المادة هي مادة حيوية، وسعرها يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني ككل”.
وشدد الخبير الاقتصادي، على أنه في إطار الشفافية، “كان لزاما على المسؤولين على القطاع تقديم توضيحات للمواطنين والمقاولات حول أسباب الارتفاعات المتتالية والتي ستؤدي إلى نوع من الشك في أحقية هذه الشركات في الرفع من الأسعار”.
وخلص إلى أن “الارتفاعات تأتي كذلك في فترة زمنية خاصة، سيما وأن الأسر تقضي العطلة الصيفية، وفي هذه العطلة نلاحظ ارتفاع أسعار المحروقات، وهو ما سيجعل الأسر تتحمل ارتفاع الأسعار على نفقاتها”، لينهي حديثه بالقول: “ننتظر في الأيام القادمة توضيحات أكثر على هاته الزيادات المتتالية التي لم نرى لها مثيل منذ تحرير أسعار المواد البترولية”.
